هذه العين التي تبصر وترى جمال الله في هذه الأرض بمختلف أنواع الجمال الحسية والمادية منه. وظيفتها ليست الرؤية الخارجية فقط إنما هي بحر لا ينضب إلى آخر دقيقة في عمر الإنسان. إن هذه العين تعشق وتبكي وحين تصب الدموع تطهرا داخل الإنسان وتعمل على تنقيته فتتغير نظرة الإنسان نحو ربه. شيئا فشيئا تتضح حقيقة كل هذه الدنيا كلما طهرت روحه بالبكاء المجدي الذي يقربه من ربه...
إن هذا النوع من البكاء حين يخلو الإنسان بربه في أي مكان أو زمان عندما يحزنه أمر ما، يظلمه شخص أو هو يظلم إنسانا أو حتى حين يشعر أنه يظلم نفسه، حين ينزل به ضيق ويشتد عليه كرب لا يستطيع أن يبوح به أو يتحمل ثقله فليخفف من ثقله بأن يتوجه لخالقه الذي وعده أن لا ينساه وأنه أقرب إليه من حبل الوريد يتوجه إليه ويناجيه في أي مكان وزمان يحادثه ويخبره بكل ما يعتريه من حزن وضيق وشوق أحيانا فسيتحول هذا الألم إلى أنشراح للصدر وهذا الشوق المؤلم سيعوضه ربه بحبه إلى أن يؤدب هذا الإنسان الذي هو حقيقة تلميذ في مدرسة الله لن يحصل على هذه الهدية (محبة الله) إلا بقدر اجتهاده في طاعته وصون هذه الجوارح سمعه عما لا يحل سماعه، بصره عما يحرم النظر إليه، ولسانه عن الغيبة والنميمة وفحش القول، وخطراته وأفكاره، وسواس صدره فيما يرضي الله. وسائر ما رزقنا الله وأمرنا بحفظها وصيانتها إلا فيما أمرنا به الله. وهذا الأمر مرهون بالإنسان نفسه ودرجة تحمله وأرادته لتغيير فإن علم الله صدقه يرسل إليه أحيانا البلاء ليبكي على ما قد جنت يداه ويرضيه الله بعد هذه الدموع بدرجة من درجات القرب منه فتأنس نفسه بالبكاء لأنه بكاء القرب والحب لا بكاء الندم والبعد...
اللهم لا تجعلنا من أهل: (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون)
واجعلنا من أهل:
(إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا)







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN