Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
ومضات اجتماعية... إياكم وظلم الأيتام والنساء! (26)

منذ 4 سنوات
في 2021/09/18م
عدد المشاهدات :1828
حسن الهاشمي

المرأة ذلك المخلوق اللطيف الذي يضخ المجتمع حنانا وسكنا ولطافة.
الطفل ذلك المخلوق الملائكي الذي يكون بهجة وزينة وسندا.
اليتيم ذلك المخلوق الذي فقد أبويه أو أحدهما وهو بعد لم يبلغ الحلم، تراه هائما يبحث عن الحنان ليكون سعيدا.
المرأة واليتيم والطفل الحلقة الأضعف في المجتمع، والأضعف ليس معناه النقص وانما تستكن فيه معاني الجمال والظرافة والوداعة، ربما حجر كريم صغير يفوق بقيمته المادية كل محتويات المنزل بقضها وقضيضها، وطالما ترنو المحافظة عليه من السراق وضعاف الأنفس، عليك ان تعتني به وتوليه أهمية قصوى بالحراسة والتوجه والرعاية والاهتمام.
ولكي لا يضيعوا في حضرتنا، ولكي لا تغمط حقوقهم، وتسلب كرامتهم، ويمتهن عزهم وسؤددهم، فقد أولى الاسلام أهمية قصوى في التعامل الأمثل مع اليتيم والمرأة، فحث على إعالتهما والتكفل بمعيشتهما وحفظ حقوقهما والتعامل معهما بكل لطف وحنان ومعروف، وهذا يصب بطبيعة الحال في ترصين حالة التواصل الاجتماعي، وتمتين العلاقة بين طبقات المجتمع على أساس العدالة، تلك العدالة التي تعطي كل صاحب حق حقه بغض النظر عن قوته ومقامه وسطوته، فهي من جهة تحد من سطوة القوي، ومن جهة أخرى تحفّز احتياج الضعيف؛ لتقليل الفوارق القاصمة في المجتمع البرجوازي.
من الايمان أن تتعامل مع المرأة بالمعروف وبالتي هي أحسن، ومن الاحسان ان تتلطف معها وتعاملها كريحانة تتمتع بألوانها الزاهية وعطرها الخلاب، ولعله من المستهجن أن تعامل الزهور الطرية بقسوة وعنجهية، فانه علاوة على حرمانك جمال منظرها فان عملك هذا دونه خرط قتاد نفس العود الذي كان يحمل تلك الزهرة الذابلة.
ومن الرفق باليتيم أن تغدق عليه بالرحمة، وتمسح على رأسه وتسمعه الكلمة الطيبة، فهذا له بالغ الأثر على نفسيته وطبيعة حياته ومستقبله الذي ينتظره، فالرفق باليتيم ينم عن الشعور بالمسؤولية بأتم وجه، وخير البيوت ذلك البيت الذي يحسن فيه الى اليتيم ويقلل من شعوره بفقدان الأبوين بالرعاية والاهتمام والتربية والاستجمام.
فالحنو على المرأة واليتيم والاحسان اليهما تعبير صادق عن التقوى ومخافة الله تعالى ألا يضار أحد من خلقه ولاسيما الطبقات الهشة في المجتمع الانساني، والأفضلية في الاسلام قائمة على أساس الرحمة لا القوة الطائشة، والرأفة لا الصلافة، والمعروف لا الظلم، هكذا علمنا الرسول الأعظم بقوله: (اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم والمرأة فان خياركم خياركم لأهله) قرب الإسناد الحميري القمي ص ٤٤.
ولا تزال التعاليم الاسلامية تضرب في عمق الحالة الانسانية في المجتمعات فتنفجر منها ينابيع المحبة والشفقة والتواصل والتراحم، فتراها توصي خيرا حيال الطبقات الضعيفة في المجتمع كالأرامل والأيتام والفقراء والمساكين وابناء السبيل وغيرها من الطبقات المحتاجة، ولكن تبقى المرأة بما لها من مواصفات الرقة والعاطفة والضعف الجسدي بحاجة الى توصية خاصة، وتتعاظم تلك التوصية والترغيب بإعالتها وتمشية أمورها وتلبية احتياجاتها لاسيما اذا كانت تربطها بالمحسن صلة قرابة كالبنت والأخت والعمة والخالة، فانه علاوة على ما ينتظر الموسر من رزق وبركة وتوفيق في الدنيا، فان احسانه هذا سوف يفتح أمامه أبواب الجنان ويحجب عنه أبواب النيران ويكون في الآخرة من أهل التقوى والايمان، والامام الصادق عليه السلام يبشر أولئك الذين في قلوبهم الرحمة حيال أرحامهم بقوله: (من عال ابنتين أو أختين أو عمتين أو خالتين حجبتاه من النار) الخصال للشيخ الصدوق ج1 ص37 .
اليتيم وما أدراك ما اليتيم، فانه وبعد فقد المعين، تكفل الله تعالى بالدفاع عن حقوقه وضمان مستقبله بالعيش الرغيد والمعاملة الحسنة والمواساة لما فقده، وذلك بحفظ أمواله وحقوقه ومداراته في كل الأحوال لحين البلوغ والوصول الى مرحلة الرشد والنضج والصلاح، فالتلاعب بأموال اليتيم خط أحمر لا يمكن تجاوزه، فالقرآن الكريم يطلق على عملية انتهاك تلك الأموال بالإثم الكبير وعلى الأموال المنتهكة نفسها بالخبيثة التي تكون بمثابة النار في بطون المتطاولين عليها وسيصلون بها يوم القيامة سعيرا محتوما، قال تعالى: (وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا) النساء: ٢.
الله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم بأن تجيؤوهم يوما وتتركونهم يوما، بل تواصلوا معهم في كل الأحوال والأيام والظروف واطعموهم كما تطعمون أنفسكم فلا تجيعوهم ولا يضيعوا بحضرتكم، فالشريعة السمحاء بشّرت من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عز وجل له بذلك الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما شكا إليه رجل قساوة قلبه -: (إذا أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين وامسح رأس اليتيم) مشكاة الأنوار للطبرسي: ١٦٧.
المسح على رأس اليتيم الوصفة السحرية لمرض قساوة القلب من رجل الانسانية الأول طبيب النفوس والأبدان والعلل والهجران، طبيب دوَّارٌ بطبهِ، قد أحكمَ مراهِمَهُ، وأحمى مواسِمَه، يضعُ ذلكَ حيثُ الحاجة إليهِ مِن قلوبٍ عُميٍ، وآذانٍ صُمٍ، وألسنةٍ بُكم، متتبعٍ بدوائهِ مواضعِ الغفلةِ، ومواطنِ الحيرة، نعم هكذا وصف أمير البيان الرسول الأعظم، بأن مواعظه وأحاديثه تعد مرهما لكل داء وسكنا لكل وباء. فالمسح على شعر اليتيم تضخ الماسح شحنات الرحمة والرأفة والتواضع، وتشعر الممسوح بالدفء والحنان والعاطفة، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فان كل شعرة مرر فيها المحسن يده عليها من رأس اليتيم له فيها حسنة وتتحول الى نور يسعى بين يديه في ظلمات يوم المحشر، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: (ما من عبد يمسح يده على رأس يتيم رحمة له إلا أعطاه الله بكل شعرة نورا يوم القيامة) ثواب الأعمال للصدوق ص ١٨١.
أي وصفة أعظم وأرق من هذه الوصفة التي هي بحق مدرسة متكاملة في ترسيخ مبدأ التواصل والتكافل والتواشج الاجتماعي بين الطبقات المرفهة والمسحوقة في المجتمع الانساني، من هنا ندرك عظمة الرسول والمرسل والرسالة من خلال ما يتضمنه من قيم راقية تحد من سطوة الغني لكي لا يتمادى في ظلمه وعدوانه وجريرته، وتفتح أمام الضعيف فسحة من الأمل بمستقبل واعد دونما خوف أو وجل من عاديات الزمان ومخالب الطغيان وتداعيات الاثم والظلم والعدوان.
عندما استهللت عنوان مقالي هذا (اياكم وظلم الايتام والنساء) فاني أعي ما أقول، فان ظلمهما ولاسيما الايتام يعد خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، وكيف لا وان عرش الله ليهتز من ذرف دموع على وجنتي يتيم نتيجة جوع أو عري أو ظلم أو أي حاجة ماسة يحتاجها في هذه الحياة الدنية لم يحصل عليها، وهي رسالة الى أصحاب القلوب الحية من يكفكف تلك الدموع بتلبية حاجة يتيم فله الجنة على طبق من ذهب مقدمة من أرحم الراحمين، جاء ذلك على لسان سيد المرسلين بقوله: (إن اليتيم إذا بكى اهتز له العرش فيقول الرب تبارك وتعالى: من هذا الذي أبكى عبدي الذي سلبته أبويه في صغره فوعزتي وجلالي لا يسكته أحد إلا أوجبت له الجنة) ثواب الأعمال للصدوق ص ١٨١.
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ اسبوعين
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ اسبوعين
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )