الأم ذلك القلب الطيب الحنون الذي دائماً ما يغمرنا بعطفه، القلب الذي لم ولن يقسو علينا مهما يصدر منا، القلب الذي دائماً ما يدعو لنا بظهر الغيب، ويخاف علينا من كل شيء.
في أحد الأيام كنت واقفاً في انتظار قدوم سيارة الأجرة للذهاب الى البيت عائداً من العمل مع أحد الأصدقاء، وكانت امرأة تبعد عنا حوالي 15 متراً بصحبة ابنتها، ولم نلحظ وجودها إلا عندما بدأت تصرخ:
"خطف بنتي".. "خطف بنتي"..
وهي تركض مسرعةً خلف تلك المركبة التي صعدت فيها ابنتها، وقد لاحظنا تلك السيارة التي تحركت أمامنا بسرعة عالية، ولم يكن حلّ أمامي غير اللحاق بتلك المركبة فأوقفت سيارة وطلبت من السائق اللحاق بسرعة بتلك المركبة واعتراض مسارها، لأنه خطف بنتاً، وقد استجاب سائق السيارة دون تردد، وعند الاقتراب منها توقف صحاب سيارة الأجرة (الخاطف كما تدعي الأم) ،توقفنا بجانبه ونزلتُ إليه وسألته لماذا تركت الأم وأخذت الفتاة لوحدها
قال: خوفاً من محاسبة مسؤول هيأة النقل
فقلت: هل هذا التصرف الذي وضعت به الأم وابنتها يعدّ أمراً مقبولاً إزاء خشيتك من محاسبة مسؤول الهيأة الذي هربت منه
لو شاهدتم موقف الأم وابنتها وفزعهما فلم ولن يذهب من بالكم طول العمر.
كانت الأم بعمر الـ (65) عاماً أو يزيد والبنت بعمر الـ (25) عاماً تقريباً، شاهدت كيف كاد قلب الأم أن يتوقف وهي تركض خلف السيارة ولا تستطيع اللحاق بها وتصرخ خلف ابنتها بصوت مؤلم وكأنها لن تراها بعد اليوم
الأم وما أدراك ما الأم
أختي الفاضلة....
كوني سنداً وفخراً لأمك التي ربتك وتعبت من أجلك..
كوني حذرة من كل تصرف فلتكن أمك في عينيك دائماً..
أمك لا تستحق منك سوى السمعة الطيبة التي أورثتها لكِ.







وائل الوائلي
منذ 24 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN