وفي سورة القمر قال الله تبارك وتعالى وفيها تفصيل عن حصول الفيضان بمياه نازلة من السماء ومياه خارجة من داخل الارض عن طريق العيون بكميات كافية لحصول الفيضان، بعد ان دعا نبي الله نوح، المغلوب على أمره، على قومه الذين ازدجروه اي انهروه عن دعوة النبوة، واتهموه بالجنون، فانتصر له الله تعالى، بعد ان بنى سفينة من ألواح خشبية ودسر اي مسامير، لتجري على مياه الفيضان بعين الله سبحانه، لتكون ذكرى لعذاب وانذار الله جلت قدرته "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)" (القمر 9-16).
وفي سورة نوح توجد نحو 28 آية حول عناد قوم نوح، قال الله تبارك وتعالى "إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20) قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) (نوح 1-28). فالله جل جلاله ارسله عليه السلام لينذرهم قولا بأن الله تعالى سينزل عليهم عذاب أليم اذا لم يعبدوا الله ويتقوه ويطيعوه، وعندها سيغفر ذنوبكم ويؤخر اجلكم اي موتكم الى موعد معلوم محدد. ورغم ان نبي الله نوح عليه السلام كان يدعوهم ليلا ونهارا، ولكنهم يزدادوا عنادا وابتعادا عنه الى درجة يضعون اصابعهم في آذانهم وثيابهم على وجوههم لئلا يروه استكبارا واصرارا على رفضهم الرسالة. والدعوة كانت جهارا اي علانية بصوت مسموع، واسرارا اي فيما بينه وبينهم، بقوله ان يستغفروا الله فهو ربكم وهو الغفار لا غيره، وينزل عليكم ماء المطر لفترة أطول حتى ينمو الزرع ويثمر، وتصبح الارض جنات فيها الانهار، ويزد في اموالكم وابنائكم، فلماذا لا تخافون الله وتوقروه وتعظموه، وقد خلقكم على مراحل عمرية مع اختلاف الوانكم ولغاتكم، وخلق سبع سماوات طباقا، اي سماء فوق سماء وليس في طبقة واحدة، وجعل فيهن القمر والشمس كل واحد منهما نوره يختلف عن الآخر، فنور الشمس اي السراج اقوى من نور القمر ليميز النهار عن الليل. وأنشأ اصلكم من الارض مثل انبات النبات من بذرة الى نبات كبير، ثم تموتون فترجعون الى الارض، وبعدها يبعثكم من جديد. وبسط الله عز وجل الارض ليسهل العيش عليها وتسيروا في طرقها بسهولة للكسب. كل ذلك ودعوته عليه السلام قوبلت بالعصيان، ومنهم اصحاب الاموال والابناء الذين بدلوا شكر الله بان قابلوا الدعوة بالعصيان، وجعلوا الضعفاء يتبعوهم. وسيخسر الجميع دنياهم وآخرتهم لعظمة كفرهم وضلالهم. فسادة القوم اصحاب الثروة والاولاد قالوا للضعفاء لا تتركوا عبادة آلهتكم التي كانت اسمائها ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا. والكثير من قوم نوح ضلوا وظلموا انفسهم بعبادتهم تلك الآلهة، وبسبب خطيئاتهم اغرقهم الله تعالى فلا ناصر لهم، فأدخلوا النار ايها الكفار، لان نوح عليه السلام قال لربه سبحانه وتعالى لا تذر اي لا تترك احد من الكافرين ساكني ديار الارض هذه فان تركتهم يارب فانهم سيضلون عبادك، وذريتهم ستكون مثلهم فاجرة كافرة. ودعا نبي الله نوح عليه السلام بان يغفر الله تبارك وتعالى له ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات وان يهلك الظالمين.







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN