قال الله جل جلاله عن العشية ومشتقاتها تكملة للحلقة السابقة "وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ" الروم 18، و "إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ" ص 18، و "إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ" ص 31، و "النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ" غافر 46، و "فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ" غافر 55.
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي عن قوله تعالى "وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ" غافر 55 أي نزهه سبحانه مصاحبا لحمده على جميل آلائه مستمرا متواليا بتوالي الأيام أو في كل صباح ومساء، وكونه بالعشي والابكار على المعنى الأول من قبيل الكناية. وقيل: المراد به صلاتا الصبح والعصر، والآية مدنية. وفيه أن المسلم من الروايات ومنها أخبار المعراج أن الصلوات الخمس فرضت جميعا بمكة قبل الهجرة فلو كان المراد به الفريضتين كان ذلك بمكة قبل فرض بقية الصلوات الخمس.
الفرق بين العشاء والعشية ان العشاء بعد المغرب والعشية قبل المغرب عند مفسرين. يقال صلاتا المغرب والعشاء بالعشائين كما يقال ابوان للاب والام. وفي القرآن يوجد تلازم بين الغداة والعشي بدون التاء "وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ" الأنعام 52، و "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا" الكهف 28. ولكن وردت العشي مع الابكار "فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ" غافر 55. وان صلاة الغداة هي صلاتا الظهر والعصر. بينما هنالك تلازم بين العشية بوجود التاء والضحى "كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا" النازعات 46 يقال بين عشية وضحاها اي وقت قصير جدا قبل وبعد زوال الشمس في منتصف النهار.
هنالك قولان في الابكار اما بين الفجر الى طلوع الشمس او من طلوع الشمس الى الضحى، والبعض يقول ان البكرة من طلوع الشمس الى منتصف النهار اي قبل الزوال. ويستنتج ان الابكار لا يتعدى زوال الشمس والعشي لا يكون قبل زوال الشمس من النهار وان اختلفت الفترتان.
العشاء بفتح العين وجمعه اعشية وهو وقت صلاة المغرب ومنها جاءت وجبة العشاء عكس وجبة الغداء. العشي بفتح العين وكسر الشين وتشديد الياء يمتد من زوال الشمس اي منتصف النهار وينتهي بالمغرب كون العين تميز اقل مما في النصف الاول من النهار كما يقول الزهري. ومنهم من يقول العشي هو الوقت من صلاة المغرب الى العتمة نسبة الى العشاء. ولكن المعنى الاول اكثر رجاحة كون وجود فرق بين العشي والعشاء، وتسمى صلاتا الظهر والعصر بصلاتي العشي في روايات كما جاء في الحديث (صلى بنا احدى صلاتي العشي فسلم من اثنتين يريد صلاة الظهر او العصر). قال الله تعالى "وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ" يوسف 16 فسر العشاء في هذه الآية باول ظلام الليل. يعش اي يسوء بصره طوال اليوم او بالليل فقط. عشية فاعل من عش، والجمع عشيات وعشايا. اعشاش جمع عش كما في عش الطير. والعشواء الظلمة. الغداة اسم وقت يفسره البعض بانه الوقت بين الفجر وطلوع الشمس كما يقال غداة كل يوم اي بدايته.







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN