في أولِ يَومٍ مَدرَسيٍّ بَعدَ العُطلَةِ الرَّبيعيَّة، دَخَلَتْ مُعَلِّمَةُ التَّربيَةِ الفَنيَّة إلى الصفِّ السّادسِ مُبتَسِمَةً.. تَحْمِلُ مَعها الكَثيرَ مِنْ الأقْلامِ المُلَوَّنَة والأوراقِ البَرَّاقَةٍ وأدواتِ الرَّسْمِ المُنَوَّعَةِ.. وَبَعدَ كَلِماتِ التَّرحيبِ، سَألَتْ تَلاميذَها: سَنَحْتَفِلُ بَعدَ أيّامٍ بِمُناسَبَةٍ رائِعَةٍ، اعتَدْنا إقامَتها كُلَّ عام، مَنْ يَذكُرْها مِنْكُم يَحصَلْ عَلى هَذهِ الوَرْدَةِ الجَّميلَة تَأمَّلَ التَّلاميذُ قَليلاً، وارتَفَعَ صَوتٌ منْ وَسَطِ الصَّف: "عيدُ المُعَلِّم"
:- أحْسَنْتَ.. أحْسَنْتَ مُصْطَفى.. إليكَ الوَردَة بُنَيَّ العَزيز.. تَصفيق
نَعَمْ هُوَ عيدُ المُعَلِّم يا أحبّائي.. وَسَيَكونُ حَفْلُنا هذا العام مُنَوَّعَاً يَضُمُّ الكَثيرَ مِنَ الفَعاليّات المُمْتِعَة، والمُفاجَأةِ الأجمَل أننا سَنُقيمُ مَعرضَاً لِمُسابَقَةٍ في الرَّسْمِ والخَطِّ العَرَبي تَعْبيرَاً عَنْ حُبِّنا للمُعَلِّمِ ودَوْرِه في بِناءِ المُجْتَمَع.. ارسِمُوا لمُعَلّميكُم في عِيدِهِم وَاكْتُبُوا لَهُمْ أجْمَلَ الكَلِماتِ، وَسَتُعَلَّقُ اللَّوحَةُ الفائِزَةُ بِالمَركَزِ الأوَّل عَلى لَوْحَةِ الشَّرَفِ في مَدرَسَتِنا.. إضافَةً إلى هَدايا جَميلَة لأجْمَلِ عَشْرِ لَوحاتٍ، وَمَنْ يُحِبُّ الاشْتِراكَ مِنْكُم سَأُعطيهِ الآنَ ما يَحْتاجُ مِنْ ألوانٍ وَأوراقٍ وَلَوازِمَ أُخرى..
فَرِحَ التَّلامِيذُ وَاشتَرَكَ أغلَبُهُم وَكانَ التَّنافُس كَبيرَاً للحُصولِ على المَركَزِ الأوَّل.. وفي الأول من آذار، امْتَلأ المَعرَض بِلَوحاتٍ زاهِيَةِ الألوانِ وَإبْداعاتٍ فَنيَّةٍ تَبْعَثُ على الفَخْرِ والإعجابِ، عبَّرتْ عَنْ مَدى حُبِّ التَّلاميذِ للمُعلِّمِ والمَدرَسَةِ، وأذهَلَتْ كُلَّ مَنْ شَاهَدَهَا..
وَلكِنْ أتَعرِفُونَ اللَّوحَةَ الفائِزَة لَقَدِ انْتَظَرَ الجَّميعُ لَحظَةَ الإعلانِ عَنها بِشَوقٍ وَحَماسٍ.. ضَجَّتِ القاعَةُ بالتَّصفِيقِ حِينَ رَفَعَ مُديْرُ المَدْرَسَةِ صَوْتَه: إنَّها اللَّوحَةُ الرّائِعَةُ (شُكرَاً لِكُلِّ مَنْ عَلَّمَني) للتلميذَةِ (زينب) مِنَ الصَّف السّادِسِ الابتِدائي.
هيَ لوحَةٌ تَحْمِلُ أصدَقَ المَشاعِر.. وَضَعَتْ (الرسامة) عَلى أحَدِ جَوانِبِها آخِرَ صُورَةٍ لأبيهَا الذي اسْتُشْهِدَ قَبْلَ أشْهُرٍ في إحْدى مَعارِكِ الشَّرَفِ ضدَّ الدّواعشِ الأوغادِ، وَرَسَمَت عَلى الجَّانِبِ الآخَرِ صُورَةً لِمَجْمُوعَةٍ مِنْ جُنودِ الحَشْدِ المُقَدَّسِ يَرفَعُونَ عَلَمَ العِراقِ عاليَاً.. وتَوَسَّطَ الصُّورَتَينِ قَلْبٌ كَبيرٌ كَتَبَتْ عَلَيه:
شُكرَاً مُعَلِّمَتي العَزيزَة، فَمِنْكِ تَعَلَّمْنا الدُّعاءَ للجَّيْشِ وَالحَشْدِ كُلَّ يَوم..
شُكرَاً أبِيَ الشَّهيد، فَمِنْكَ تَعَلَّمْتُ بَذْلَ الرّوحِ مِنْ أجْلِ الوَطَن..
شُكرَاً أمّي الغالِيَة، فَمِنْكِ تَعَلَّمْتُ الصَّبْرَ عِنْدَ الشَّدائِد..
شُكرَاً أيُّها الحَشْدُ المُقَدَّس، فَمِنْ شَجاعَتِكُم تَعَلَّمْنا الإيمانَ بِالنَّصْر..
شُكرَاً أيُّها الأبطالُ الشّامِخُونَ عَلى السَّواتِر، فَبِفَضْلِكُم احتَفَلْنا بِعِيدِ المُعَلِّمِ آمِنين.







وائل الوائلي
منذ 24 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN