Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
شيخ الشباب

منذ 9 سنوات
في 2016/06/16م
عدد المشاهدات :6135
شيء يعصف بي الآن يا صديقي .. صور كثيرة .. ذكريات .. لحظات عابرة، متداخلة ببعضها، كأني أرى أشياء عبر نافذ قطار مسرع .. أتذكر أيامي الأولى معك .. طفولتنا وشبابنا الذي تبدد قبل أن يبدأ .. يوم كنا صغاراً وجاء أبي يوبخني ويضربني أمامك، فأخذت تبكي وتضرب قدمه متوسلاً إياه أن يتركني .. أتذكر عقوبتك بدلاً عني يوم أعطيتني كتابك وعاقبك المعلم شر عقاب.
كنت أنا المشاغب دوماً وأنت الودود اللطيف ولطالما دفعت ثمن صحبتك لي .. لا أعرف لماذا أحدثك بهذا الآن ولكن الأمر هكذا، ربما لأني لم أرد الجميل لك يوماً، ولم أفعل نصف ما فعلته معي .. مع إنك كنت تقول دوماً: " هذا واجبي يا صديقي لا تهتم".
لكن لماذا يا علي لماذا بهذه السرعة يا صديقي وقد عودتني أن لا أستغني عنك لماذا لم تودعني يا أخي لم لم تعد يا نور عيني
ما أفهمه إن المقاتل يذهب ليصارع ويتعذب وينتصر ويسجل ما يرى ليعود ويحكي للناس شيئاً جديداً مثيراً ممتعاً أما أنت فقد عاد زملائك يحكون قصة الأشلاء التي تناثرت فأنبتت الأرض في محلها زهرة (لوتس) بيضاء بلون وجهك ونقاء قلبك ..
ها أنا أراهم وأغبطهم على لحظاتهم الاخيرة معك .. ها أنا ألمح نقاء روحك وبريق عينيك في عيونهم .. نعم يا صديقي هذا أنت كعادتك محبوب من الجميع وتزرع المحبة أينما حللت.
أين أنت يا رفيق صباي .. كم اشتاق لحديثك وصوت حكمتك .. لقد كنت شخصاً يذكرني الحديث معه بالله تعالى .. شخص لا يلتفت لملذات الحياة وأهوائها، قوي الشعور بالواجب .. تُؤثر غيرك على نفسك ..
كنت الأعزب الوحيد بين زملاء الساتر، وهبت أحدهم ذات يوم أجازتك لأنه رزق بمولود جديد .. قلت "هذه هديتي لك يا صديقي، اذهب بسلام وقبّل طفلك عني" .. ها هو الان أمامي يذرف الدموع ويلطم خده بحرقة:" علي .. لماذا يا اخي لماذا فعلتها بدلاً عني وعن الجميع وقد كنت الأصغر بيننا .. لماذا ضحيت بنفسك لتنقذنا أم تراك أخترت شهادة تليق بالكرماء الأبرار" ..
ها أنا أشم عبيرك واستنشق رحيقك وأراك في كل الوجوه التي تحمل لك ذكرى طيبة ولحظات لا تنسى .. ها هو أكبرهم يحمل حقيبتك واشيائك المتبقية .. ها هو يقبل خوذتك منادياً " علي .. يا ولدي الصغير يا طيب الاخلاق والمعشر .. يا شباباً يصلح أن يكون مدرسة لكل الأجيال " إنه ينظر هنا وهناك ويحكي قصتك مستذكراً: " كنا جالسين والظلام حالك ونحن على بعد ثلاثين الف متر من العدو .. قال سأخرج لاستطلع المنطقة وأعود لكم .. وفي تلك اللحظات تحديداً سمعنا صوتاً أفزعنا ينادي (الله اكبر .. ألله أكبر) وما إن خرجنا حتى أنقض علي على أحدهم ودفع به الى حفرة قريبة .. كان يحمل حزاماً ناسفاً وما استطاع أن يؤذي أحدنا إلا هذا الفارس الذي قرر في لحظة أن يضحي بنفسه لينقذنا من موت محتم" .. هل سمعت يا صديقي هل تتذكر يوم أراد أحدهم أن يطعنني بسكين وقد حلت دون ذلك مستقبلاً إياها بيدك الرقيقة .. ها أنت تفعلها مرة أخرى وتنقذ أرواحاً دون أن تبالي ببذل نفسك وأغلى ما تملك.
أين سأزور قبرك وأنت في كل مكان من هذه الارض، في بقعة لا تقاس بخطوط الطول والعرض؛ لأن امثالك يا صديقي- ممن رخّصوا الدماء وبذلوا الأنفس من أجل عقيدتهم ووطنهم- لا يحدّهم زمان ولا مكان .. هم أشخاص جسّدوا معنى الكرامة للإنسان .. رجال تحتضنهم السماء قبل الأرض وتنتظرهم الجنان متلهفة .. مشتاقة.
لعلي سأزور الساتر الذي حظي بطيب اشلائك فيحدثني عن بطولاتك ولحظة خلودك وانت تتشظى لتمنح زملائك كل ما تملك من الشباب والحياة .. لعلي ألتقيك حيث كنا نمارس الرياضة ونلعب كرة القدم فهي الذكرى الاخيرة لي معك .. يوم توّجتَ كأفضل لاعب في البطولة، كما تتوج اليوم بالبطولة والشهادة.
أي صورة سأعلق وقد تركت صوراً لا تحصى عن الايثار والشجاعة والمحبة والبطولة .. أي صورة سأعلق وقد علقت روحك على جدار الخلود وفي ذاكرة الامة .. فبعد اليوم لم تعد لي فحسب يا خليل روحي ويا شيخ الشباب، بل غدوت لكل الاجيال مناراً وأنت تمنح شبابك ليحيا كل من على هذه الأرض بخير وسلام .. فاذهب يا صديقي وارقد حيث وعدك الله حياة ورزقاً.
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 21 ساعة
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 21 ساعة
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
منذ 21 ساعة
2025/11/16
في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )