كالعادة نقف بجوار جدار مسجد الهندي في النجف الاشرف حيث الدرس هناك؛ لأغراض عدّة منها التعرض للأشعة الشمس، ومنها لقاء الاخوان، وغيرها.
شاء الله تعالى ان نتمعّن في ذلك الجدار وأن نلتفت إليه بجدّيّة، فبدت لنا معالم إبداع البنّاء بوضوح وجلاء وظهرت لنا تفاصيل كثيرة في هذا الجدار، من خلال نقوشه، وزخارفه، وتناسق ألوانه، واحترافية بنائه. وبدأت العين تنقل من الجدار للعقل وتحكي ميزات صانعه، والذهن يشهد ببراعة اليد التي أنشأته، لم يسعنا إلّا أن نقول: إن الذي بناه فنان مبدع، أودع فيه روحه وأفكاره، وحرصه على أن يخرج بهذه الحلّة الرائعة.
ثم جاء السؤال: عن هوية البنّاء ومستواه وخبرته، ثمّ قال الذهن إذا كان هذا الجدار البسيط قد دل على مبدعه، فالأولى أن يقودنا هذا التفكير بمبدع الكون وخالقه وباريه وان نركّز في تفاصيل الخلق، في السماوات، وفي خلق الإنسان، حيث هذا الأعظم من هذا الجدار
الأولى بالبشر ان يقولوا: إذا كنّا لا نستطيع أن نرى حائطا متقن إلّا ونسأل عن البنّاء الذي بناه، هل نستطيع ان نتصور أن الحائط نشأ بلا صانع، فكيف نقبل أن هذا الكون البديع بكلّ ما فيه من نظم دقيقة، وأسرار عظيمة، قد جاء مصادفة بلا خالق
تأمّل بسيط يكشف لنا : أن كلّ إبداع يدلّ على مبدعه، وكلّ إتقان يشير إلى المتقن. والكون من حولنا، من أصغر ذرة المجرة، ينطق بلسان الحال والمقال أن له خالقاً حكيماً، قديراً.
والأعجب أن هناك أناساً ينكرون هذا الإبداع وهذا الإتقان، ويغضون طرفهم عن هذه الدلائل الباهرة، وتراهم يعترفون بإبداع الرسام، و البنّاء، ولكنهم ينكرون الخالق رغم أن آثار صنعه تملأ حياتهم، وتغمرهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم.
ماسبب يا ترى هذا العمى والظلام كيف قبلت عقولهم أن تصدّق بإبداع الإنسان، وتنكر على خالق الإنسان
مهما كانت الأسباب، فنور الحقيقة ساطع واضح ولا يغطيها إنكار منكر ولا يعكر صفوها جدال مجادل.
نظرة واحدة بتأمّل في خلق الله تكفي العاقل لينتقل من الإعجاب بجدار جميل إلى الإيمان بخالق الأكوان وباريه، من التأمل في قطعة صغيرة إلى خضوع دائم للذي أبدع كلّ شيء وأحسن كلّ شيء وأحكم صنعه.
هؤلاء البشر بحاجة للعودة للفطرة السليمة، والمنطق السليم، إلى الإيمان الذي ينبثق من رؤية الاتقان، والذي يجعل من كل مشهد بسيط في حياتنا نافذة نرى من خلالها عظمة الله (جلّ في علاه).
السيّد رياض الفاضليّ







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN