Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
الهندسة الطبية الحيوية: بين أحلام الطلاب وواقع التحديات - قراءة في استطلاع رأي 46 طالبًا وخريجًا

منذ 8 شهور
في 2025/03/26م
عدد المشاهدات :1777
المقدمة: الأرقام التي تُخفي قصصًا
وراء كل رقم في استطلاع الرأي الذي شمل 46 طالبًا وخريجًا من أقسام الهندسة الطبية الحيوية، تكمن قصة. قصة طموح، تحدٍّ، وأحيانًا خيبة أمل. هذه المقالة ليست مجرد تحليل لأرقام، بل هي رحلة نستكشف من خلالها واقع طلاب الهندسة الطبية الحيوية، نسلط الضوء على التحديات التي تواجههم، والفرص التي يتطلعون إليها.
الفصل الأول: "نحن متساوون... لكن أين الفرص"
التوازن بين الجنسين: مساواة في القسم، تفاوت في الفرص
الذكور: 23 مشاركًا (50)
الإناث: 23 مشاركًا (50)
هذا التوازن يعكس انسجامًا مع التوجهات العالمية نحو تعزيز المساواة في المجالات العلمية. لكن هذا التوازن يخفي تحديًا أكبر وهو التفاوت في الفرص بعد التخرج. إحدى الطالبات تقول: "نحن متساوون في القسم، لكن حين نصل إلى سوق العمل، نجد أن الفرص ليست متساوية. الشركات الخاصة تفضل الرجال، والوظائف الأكاديمية تتطلب خبرة لا نملكها".
الفئة العمرية: شبابٌ يبحثون عن فرص
18-20 سنة: 35 (16 مشاركًا).
21-25 سنة: 56 (26 مشاركًا).
26-30 سنة: 9 (4 مشاركين).
الأغلبية العظمى (91) تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، وهي فئة تُمثل طلاب الجامعات والخريجين الجدد الذين يبحثون عن فرص عمل. أحد الخريجين يتذكر: "كنت الوحيد من محافظتي في القسم. الجميع من بغداد أو كربلاء. شعرت كأنني في صحراء أكاديمية، بعيدًا عن أي دعم".
التوزيع الجغرافي: تركيز في بغداد وكربلاء المقدسة
بغداد: 63 (29 مشاركًا).
كربلاء: 24 (11 مشاركًا).
محافظات أخرى: 13 (6 مشاركين من نينوى، ذي قار، بابل، ديالى، وميسان).
هذا التركيز الجغرافي قد يعكس محدودية انتشار البرنامج في المحافظات الأخرى، مما يطرح تساؤلات حول عدالة توزيع الفرص التعليمية.

الفصل الثاني: "نحن ندرس... لكن هل نتعلم"
الجانب العملي: الفجوة الكبيرة
نعم: 6 (3 مشاركين) يشعرون أن البرنامج يُقدم خبرة عملية كافية.
لا: 35 (16 مشاركًا) يعتقدون أن البرنامج لا يُقدم خبرة عملية كافية.
ربما: 59 (27 مشاركًا) غير متأكدين من كفاية الخبرة العملية.
"نحن ندرس أحدث التقنيات، لكننا نتدرب على معداتٍ قديمة"... هذه العبارة تلخص واحدة من أكبر المشاكل التي يواجهها الطلاب. البرنامج يقدم نظريات متقدمة، لكنه يفتقر إلى التطبيق العملي الذي يجعل هذه النظريات ذات قيمة في سوق العمل.
الموارد المتاحة: معاملٌ تحتاج للتحديث
راضٍ جدًا: 4 (2 مشاركين).
راضٍ: 18 (8 مشاركين).
محايد: 26 (12 مشاركًا).
غير راضٍ: 41 (19 مشاركًا).
غير راضٍ جدًا: 11 (5 مشاركين).
"المعدات في المعامل أشبه بآثار متحفية"... كانت هذه إحدى التعليقات التي تعكس واقعًا مريرًا. الطلاب يحتاجون إلى معامل مجهزة بأحدث التقنيات لتطبيق ما يتعلمونه، لكنهم يجدون أنفسهم أمام معدات قديمة لا تعكس التطورات الحديثة في المجال.
التوازن بين النظرية والتطبيق: أين يكمن الخلل
نعم: 11 (5 مشاركين) يرون أن البرنامج يُوازن بين النظرية والتطبيق.
لا: 54 (25 مشاركًا) يعتقدون أن البرنامج لا يُوازن بينهما.
ربما: 35 (16 مشاركًا) غير متأكدين.
"نحن ندرس الكثير من النظريات، لكننا نفتقر إلى المهارات العملية التي يحتاجها سوق العمل"، كما قال أحد الخريجين.

الفصل الثالث: "نحن نحلم... لكن هل نحن جاهزون"
التحضير لسوق العمل: واقعٌ مرير
نعم: 11 (5 مشاركين) يشعرون أن البرنامج يُحضرهم جيدًا لسوق العمل.
لا: 50 (23 مشاركًا) يعتقدون أن البرنامج لا يُحضرهم جيدًا.
بعض الشيء: 39 (18 مشاركًا) يشعرون أن التحضير جزئي.
"نحن ندرس، لكننا لا نعرف كيف نطبق ما نتعلمه في الواقع العملي"، كانت هذه إحدى الشكاوى المتكررة.
التطلعات المهنية: أين يريدون العمل
القطاع الخاص: 57 (26 مشاركًا).
الحكومة: 17 (8 مشاركين).
الأكاديمية: 17 (8 مشاركين).
ريادة الأعمال: 9 (4 مشاركين).
"القطاع الخاص يمنحنا فرصةً للابتكار بعيدًا عن البيروقراطية"، كما قالت إحدى الطالبات. ولكن هل ان القطاع الخاص حقا بهذه الصورة لا اعتقد ذك.
في الواقع، الواقع العملي للقطاع الخاص في مجال الهندسة الطبية الحيوية ليس بالصورة المثالية التي يتخيلها الكثيرون. نعم، القطاع الخاص قد يبدو أكثر مرونةً وحريةً مقارنةً بالقطاع الحكومي، لكنه أيضًا يحمل في طياته تحدياتٍ كبيرة.
أولاً، المنافسة الشديدة تجعل فرص العمل محدودة، خاصةً في ظل عدم وجود صناعة طبية قوية في العديد من الدول. كثير من الطلاب يجدون أنفسهم أمام خياراتٍ محدودة، إما العمل في صيانة الأجهزة الطبية، أو الانتظار لفترات طويلة للحصول على فرصة في شركاتٍ عالمية، والتي غالبًا ما تتطلب خبرةً ومهاراتٍ عالية.
ثانيًا، نقص الاستثمارات في مجال الهندسة الطبية الحيوية يجعل القطاع الخاص غير قادر على استيعاب العدد المتزايد من الخريجين. كثير من الشركات المحلية تعتمد على استيراد الأجهزة الطبية بدلًا من تصنيعها محليًا، مما يقلل من فرص العمل في مجالات التصميم والابتكار التي يحلم بها الطلاب.
ثالثًا، الرواتب المتدنية في بعض الأحيان تجعل العمل في القطاع الخاص غير جذاب، خاصةً مع ارتفاع تكاليف المعيشة. كثير من الخريجين يجدون أنفسهم مضطرين لقبول وظائف لا تتوافق مع تخصصهم، أو حتى التفكير في تغيير مسارهم المهني تمامًا.
أخيرًا، غياب الدعم الحكومي للقطاع الخاص في مجال الهندسة الطبية الحيوية يجعل من الصعب على الشركات الصغيرة والمتوسطة النمو والابتكار. بدون سياسات داعمة وتشريعات تحفز الاستثمار في هذا المجال، يبقى القطاع الخاص عاجزًا عن توفير الفرص التي يحتاجها الخريجون.

إذن، القطاع الخاص قد يكون بوابةً للابتكار، لكنه ليس بالضرورة الحل السحري لتحديات سوق العمل. ما نحتاجه هو تعاونٌ حقيقي بين القطاعين العام والخاص، ودعمٌ حكومي لخلق بيئةٍ استثمارية جاذبة، وتطوير برامج تدريبية تُحضر الخريجين لمواجهة متطلبات السوق.
الهروب من التخصص: هل يُفكرون في تغيير المسار
نعم: 24 (11 مشاركًا) مستعدون لترك الهندسة الطبية إذا أتت فرصةٌ أخرى.
لا: 26 (12 مشاركًا) يرفضون تغيير التخصص.
ربما: 50 (23 مشاركًا) يفكرون في الأمر.
"أحب التخصص، لكنني أبحث عن فرصةٍ تُحقق لي الاستقرار"، قال أحد الخريجين.

الفصل الرابع: "لماذا اخترنا الهندسة الطبية وما هي تخصصاتنا المفضلة"
دوافع اختيار التخصص:
الاهتمام بدمج الهندسة والطب:
ذكر 40 من الطلاب أنهم اختاروا الهندسة الطبية بسبب اهتمامهم بجمع بين المجالين.
"لأنه تخصص يجمع بين الهندسة والطب لمساعدة الناس."
"حب الإبداع في تصميم الأجهزة الطبية."
الفرص الوظيفية:
30 من المشاركين ركزوا على الجانب العملي والوظيفي.
"التخصص جديد ومطلوب في سوق العمل."
التأثير العائلي أو الاجتماعي:
10 أشاروا إلى تأثير العائلة أو الأصدقاء في اختيار التخصص.
"عائلتي شجعتني على دراسة هذا المجال."
الرغبة في الابتكار:
20 عبروا عن شغفهم بالابتكار وتطوير حلول طبية حديثة.
"أريد تصميم أطراف صناعية ذكية."
تحديات اختيار التخصصات الفرعية:
1. نقص الموارد:
52 أشاروا إلى أن نقص المعدات الحديثة يعيق تخصصهم في مجالات متقدمة.
2. ضعف التوجيه الأكاديمي:
35 لا يحصلون على إرشاد كافٍ لاختيار التخصص الفرعي المناسب.

الختام: رسالة إلى صُنّاع القرار
"نحن لسنا أرقامًا في جداول، نحن بشرٌ نحمل أحلامًا ومخاوف"، هكذا خاطبت إحدى الخريجات المسؤولين. ولتحويل هذه الصرخات إلى حلول، نقترح:
1. شراكات مع المستشفيات والشركات: لتحويل المعامل إلى مساحاتٍ حية للابتكار.
2. مختبرات ذكية: بأجهزةٍ تعكس ثورة التكنولوجيا الطبية.
3. مناهج مرنة: تُدمج مهارات مثل الذكاء الاصطناعي وإدارة المشاريع.
4. دعم المحافظات: بفتح فروعٍ أو منح دراسية لطلاب المناطق النائية.

كلمة أخيرة:
الهندسة الطبية الحيوية ليست مجرد تخصص أكاديمي؛ إنها قصة إنسانية تُحاك بخيوط من العلم والأمل. إنها حلم طلابٍ يحملون في قلوبهم رغبةً عميقة في صنع فرقٍ في هذا العالم، سواءً من خلال تصميم أجهزةٍ تنقذ الأرواح، أو تطوير تقنياتٍ تُحسّن جودة الحياة.
لكن هذه القصة ليست خالية من التحديات. فوراء كل طالبٍ يقف أمام جهازٍ طبي قديم، أو يبحث عن فرصةٍ في سوق عملٍ صعب، تكمن قصة كفاحٍ وإصرار. هؤلاء الطلاب ليسوا مجرد أرقام في استبيان؛ هم أصواتٌ تبحث عن فرصة، وقلوبٌ تحلم بمستقبلٍ أفضل.
فهل نسمع لهم هل نمد لهم يد العون لتحويل أحلامهم إلى واقع
لنكن جزءًا من هذه القصة. لنعمل معًا على بناء جسرٍ بين أحلام الطلاب وواقع التحديات، جسرٌ يعبرونه ليصلوا إلى مستقبلٍ مشرق، حيث تُصبح أفكارهم أدواتٍ تُنقذ إنسانًا، وتُغير العالم.

اعضاء معجبون بهذا

الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ 1 اسبوع
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ 1 اسبوع
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )