قال تعالى :{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله (إن أحبكم الي وأقربكم مني يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ) وقال صلى الله عليه وآله (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) .
نلاحظ في هذه الروايات وغيرها من موروث آل البيت عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه وآله يحث على التخلق بالأخلاق الفاضلة الحسنة وحصر بعثته بإتمام مكارم الاخلاق لذا ومن منطلق التأسي بسيد الاخلاق رسول صلى الله عليه وآله لابد أن نسعى لكسب الاخلاق الحسنة التي تسر النبي صلى الله عليه وآله ولنكون من أقرب الناس اليه.
والأخلاق هي عبارة عن هيئة للنفس قد تكون راسخة فيها ولا يمكن أن تزول بسهولة وتسمى حينئذ (بالملكة) وقد تزول بسرعة غير راسخة بالنفس تصدر عنها الأفعال وتزول بسرعة كحمرة الوجه مثلا ، ويمكن من خلال هذا البيان المبسط للأخلاق أن نعرف ان الانسان عندما يمتلك الملكات الفاضلة والاخلاق الحسنة يكون في مأمن يوم القيامة عند الحساب فبمقدار رسوخ هذه الهيئة للنفس سيكون مرور الانسان على الصراط ، فمن كان متصفا بصفات وأخلاق حسنة سيمر على الصراط بسرعة كلمح البصر ومن كان يمتلك من الصفات بدرجة أقل سيكون مروره أبطأ وأقل سرعة كما لو كان ماشيا مثلا وهكذا باقي الأصناف من الناس فكل بحسبه وما يمتلك من أخلاق تمكنه من المرور على الصراط ، أما من لا يمتلك شيئا من الصفات والأخلاق التي أمرنا الله تعالى بالتخلق بها حتما ستكون عاقبته سيئة ...
والانسان بطبيعته أنشات فيه عدة قوى كالقوى الإنسانية والحيوانية والشهوية فيمكن أن تطغى عليه إحدى هذه القوى فتدخله الجنة وقوى أخرى تدخله جهنم والعياذ بالله ... ومن يسيطر على هذه القوى فهو في مأمن في الدنيا والاخرة ...
فأما القوى الإنسانية فهي قوة منطقية فكرية عقلية وهي التي تامر الانسان لما ينبغي أن يفعله وما لا ينبغي فعله ، فهي قوة تميز الأشياء بالعقل والفكر .
واما القوى الحيوانية (الغظبية) فهي قوة تامر وتدفع الانسان للسيطرة والتملك والاستيلاء على كل ما يقع امامها بشتى الطرق وكذلك تحاول ان تدفع الأذى عنها ولكن ليس بالحسنى بل بكل طريقة متوفرة حتى لو كانت مؤذية للأخرين ، وكذلك بالنسبة للقوة الشهوية(البهيمية) فهي قوة تحاول إشباع رغباتها في كل الاوقات فهي تريد الاكل والشرب والخ من الامور الشهوية فتدور مدار المنفعة الشخصية .
هنا نحتاج الى أن نسيطر على هذه القوى ونجعلها في حالة وسطية لا إفراط ولا تفريط ونتخلق بالأخلاق الفاضلة بحيث تصبح ملكة في النفس لا يمكن إزالتها بسهولة ... وهذا الامر يتكفل به علم الاخلاق الذي يجعل من هذه القوى مسيطرا عليها بحيث لا تجعل من القوى الغظبية طاغية على أفعاله فهي تدفعه الى الغضب والتهور وسفك الدماء ، ولا يميل الى القوى الشهوية ويجعلها كل همه بل يتحكم بهذه القوى من خلال العقل والشرع ليصل الى رضا الله تعالى في الدارين .







وائل الوائلي
منذ 1 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN