كلنا نعرف قصة بشر الحافي مع الإمام الكاظم عليه السلام وكيف تحول من الفسوق والفجور والعصيان لله تعالى الى الإيمان ببركة بعض الكلمات التي قالها الإمام لخادمة بشر عندما مر الإمام عليه السلام جنب بيت بشر ورأى جاريته حيث سألها قائلا: يا جارية هل صاحب هذا الدار حرٌّ أم عبدٌ فأجابته الجارية وهي مستغربة من سؤاله هذا وبشر رجل معروف بين الناس وقالت: بل هو حرّ.. فقال الإمام عليه السلام : صدقت لو كان عبداً لخاف من مولاه ، وانصرف عليه السلام .. ولكنها كلمات هزت كيان الرجل عندما سمع بها وعرف قائلها ... فانتفض على نفسه بتفكر للحظات وأن من يعصيه هو الجبار ملك الملوك .. فترك كل شيء وراءه والتحق بركب المعصوم عليه السلام وتاب توبةً نصوحا ... فهاجر من وحل المعاصي والذل لها وعبوديتها الى عز الطاعة لله تعالى والحرية التامة الكريمة ..
لذا يجب أن نجعل من بشر الحافي لنا موعظة وننتفض على أنفسنا الأمارة بالسوء ونترك كل شيء ورائنا ونتوب لله تعالى ونلتحق بركب محمد وآل محمد وما فرضه الله تعالى والسنة الشريفة علينا من تعاليم ، فبعز الطاعة نحيا حياة حرة كريمة ..
والعبرة من هذه الواقعة أننا لا نيأس من عفو الله تعالى وشمولنا برحمته ولكن هذا لا يكون إلا بالتفكر بما تؤول اليه الحياة ، والتقدم خطوة نحو الباري عزوجل ، والتقرب منه بالتوبة واستئناف العمل ... فالله سبحانه وتعالى يحب عباده المستغفرين التائبين ... وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : إن الله تعالى يقول من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني مشيا أتيته هرولة .. وخير مثال لذلك هو بشر الحافي فإنه تقدم خطوة نحو الله تعالى بترك المعاصي فتاب الله عليه وأصبح من العبّاد الزاهدين .







وائل الوائلي
منذ 1 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN