معلوم وفق بروتوكولات السياسة الدولية ان " السفارة " هي بعثة دبلوماسية تبعث بها دولة ما الى دولة اخرى ؛ لتمثيلها والدفاع عن مصالحها ، ولتسهيل أعمال وشؤون مواطنيها المقيمين في الدولة المضيفة ، وهي تمثيلٌ رسمي للبلدان شعباً وسيادةً وعلماً وقوانين .
وتعدُّ سفارات وطننا العراق - في أي دولةٍ على الأرض عراقاً مصغراً وممثلاً للتراب الوطني بما يحمله من تأريخ وحضارة ، ومصداقاً لسيادته وهويته الوطنية ، وهذا ما دفع ببطلين عراقيين غيورين من كادر سفارتنا في (كابول) بافغانستان للاستبسال في الذود عن حياض ساترٍ عراقيٍ آخر لا يقل أهمية وشرفاً عن سواتر الداخل المحناة بدماء أبنائنا الطهر .
بعدما حاولت مجموعة إنتحارية من تنظيم داعش الإرهابي إقتحام هذه القلعة العراقية حنقاً منها وغيضاً لما سطره " ولد الملحة " من بطولاتٍ أثقلت كاهل التأريخ بأسفارها الوضاءة ، المجموعة المهاجمة والمدججة بانواع الاسلحة فضلاً عن الأحزمة الناسفة تمزقت أشلاؤها العفنة عند عتبة السفارة بعد أكثر من ساعة ونصف من المواجهات المحمومة ، كل هذا مع الحياد الذي اخذته الشرطة الأفغانية وهروب الحارس الأفغاني الوحيد من أول " جيله " لم يتحقق هذا النصر إلا بفضل غيرة هذين البطلين على هيبة وكرامة وطنهم ، وتمثيلهم لبلدهم تمثيلاً مشرفاً .
لست هنا بقصد اجترار الحدث واعادة تدويره للقرّاء ، بقدر التعبير عن الغصة التي انتابتني حين عودة هذين البطلين الى أرض الوطن وما رافقه من صمتٍ مدقعٍ من قبل الجهات الحكومية الرسمية ووسائل الاعلام العراقية ، وعدم استقبالهما استقبالا يليق بهذا الموقف المشرف ، ما يشير وبقوة الى خللٍ كبيرٍ وخطيرٍ في إغفال الدولة عن تكريم فرسانها ورموز عزتها وكرامتها ، وفشلٍ واضح لماكنتنا الاعلامية في أخذ دورها في معركتها الناعمة الرديفة للجبهة الأم .
بالله عليكم .. لوكان هذا الحدث في دولةٍ أخرى كيف سيصدرونه إعلامياً وكيف سيحتفون بأبطاله قبل أيام تناقلت وكالات الأنباء إستقبال رئيس الوزراء الاسرائيلي واحداً من ضباطه ممن يعملون في سفارتهم بعمان لجهوده في إحباط عملية إنتحارية استهدفت السفارة وكم هو جميل لو حدث نظيره في استقبال بطلينا ببغداد بلحاظ الفارق ، فلو لم يكن بالإمكان الاحتفاء بالشخوص - لأسبابٍ أمنية - كان لنا الاحتفاء بالحدث كنصرٍ وطني يضاف لسلسلة انتصاراتنا ، وحافزٍ معنويٍ يشد من أزر مقاتلينا ، وشعلةٍ لإذكاء الروح الوطنية التي عملت السياسات الفاسدة على إخمادها ، وشوكةٍ نجلاء في عيون الحاقدين على العراق والمتربصين بأهله الدوائر .







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN