تحمّل سقراط وأفلاطون وأرسطو المشاقّ في إعلاء كلمة التوحيد
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الله
الجزء والصفحة:
ج3/ ص318-320
2025-09-23
259
سُقراط: وهو تلميذ فيثاغورس؛ فضّل اللاهوت على الفلسفة والعلوم، وابتعد عن الملذّات الدنيويّة وأعرض عن زخارفها، وكان مخالفاً للعقائد الدينيّة التي كانت سائدة عند اليونانيّين آنذاك ومنها عبادة الأوثان، وكان يحتجّ مع رؤسائهم وكبرائهم بالحجّة البالغة والبحث البنّاء. فكان ذلك سبباً في تأليب الناس وإرغام ملكهم على قتله.
فأمر الملك بحبس سقراط ثمّ امِر به فسُقي سُمّاً زؤاماً أنهى حياته، فارتاح من عذابهم ومن المجادلات التي كانت تقع بينه وبين ملك اليونان في ذلك الوقت.
ولسقراط وصايا وحِكم ونصائح كثيرة معروفة. كان مذهب سقراط في موضوع الصفات الإلهيّة قريب من مذهب أمبيذُكِلس وفيثاغورس...
أفلاطون: أخذ الحكمة عن فيثاغورس كما فعل قبله سقراط، لكنّه لم يشتهر بالحكمة في حياة سقراط.
وينحدر أفلاطون من عائلة اشتهرت بالعلم والنبل والأصالة في اليونان، وكانت له اليد الطولي في جميع الفنون الفلسفيّة، وألّف في هذا الباب كتباً جمّة.
عُرف كثير من تلامذته باسم «المشّائين» وذلك بسبب تعليمه إيّاهم الحكمة وهو ماشياً. وأوكل التدريس في أواخر عمره إلى أعلم تلامذته، وفضّل اعتزال الناس وانشغل بعبادة الله. وأشهر مؤلّفاته «فيدون» في معرفة النفس، و«السياسيّ»، وكتاب «تيمِه»[1] في تربية العوالم الربوبيّة وعالم العقل وعالم النفس، وكتاب «تيمِه الطبيعيّ» في تركيب عالم الطبيعة، حيث ألّف الكتابين الأخيرين باسم تلميذه تيماوس.
أرسطوطاليس بن نيقوماخوس الجهرايّش[2] الفيثاغوريّ.
وتعني كلمة (نيقوماخوس) قاهر الخصوم و(أرسطوطاليس) صاحب الفضيلة التامّة.
قال أبو الحسن علي بن الحسين بن على المسعوديّ أنّ: نيقوماخوس كان من أتباع فيثاغورس وله تآليف مشهورة في علم الحساب. وكان ابنه أرسطوطاليس تلميذاً لأفلاطون حيث لازمه 20 سنة.
وكان أفلاطون يؤثر أرسطوطاليس على سائر تلامذته، وكان يدعوه بالعاقل. وجدير بالذكر أن فلسفة اليونان خُتمت بأرسطوطاليس، ويُعتبر بذلك آخر الحكماء وكبير العلماء فيهم.
وكان أرسطوطاليس أوّل من استخرج صناعة البرهان من سائر الصناعات المنطقيّة ورتّبها على ثلاث صور، وجعلها معيار للعلوم النظريّة، ومن هنا جاءت تسميته بواضع علم المنطق.
وقد ألّف أرسطوطاليس كتباً مهمّة عديدة في جميع العلوم الفلسفيّة، يتناول بعضها علماً واحداً من العلوم في حين يشتمل البعض الآخر على عدّة علوم يحتوي على وصايا وتمارين في مجالات مختلفة. وتربو كتبه على ال70 كتاباً حيث كتبها لـ«اوفارس»...»[3].
[2] - ربّما كان جراسي واستراجيري موطنا أرسطو. (التعليقة).
[3] - كتاب «طبقات الامم» تأليف أبي القاسم صاعد بن أحمد بن صاعد الأندلسيّ المتوفّى سنة 462 ه.
الاكثر قراءة في فرق واديان ومذاهب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة