جاء في کتاب معجم الفروق اللغوية بترتيب وزيادة للمؤلف أبو هلال العسكري: الفرق بين السحر والشعبذة: أن السحر هو التمويه وتخيل الشئ بخلاف حقيقته مع إرادة تجوزه على من يقصده به وسواء كان ذلك في سرعة أو بطء، وفي القرآن "يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى" (طه 66) والشعبذة ما يكون من ذلك في سرعة فكل شعبذة سحر وليس كل سحر شعبذة.
وعن الفرق بين السخرية واللعب يقول العسكري في كتابه: قيل: الفرق بينهما أن في السخرية خديعة واستنقاصا لمن يسخر به، ولا يكون إلا بذي حياة. وأما اللعب فقد يكون بجماد، ولذلك أسند سبحانه السخرية إلى الكفار بالنسبة إلى الانبياء كقوله سبحانه: "وكلما مر عليه ملا من قومه سخروا منه" (هود 38).
وعن الفرق بين السرعة والعجلة يقول العسكري في كتابه: العجلة: التقدم بالشئ قبل وقته وهو مذموم والسرعة: تقديم الشئ في أقرب أوقاته وهو محمود ويشهد للاول قوله تعالى: "ولا تعجل بالقران من قبل أن يقضى إليك وحيه" (طه 114). وقوله تعالى: "أتى أمر الله فلا تستعجلوه" (آل عمران 133). وللثاني في قوله تعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم" (طه 84).
وعن الفرق بين السقي والاسقاء يقول أبو هلال العسكري: قيل: السقي لما لا كلفة فيه. ولهذا ذكر في شراب أهل الجنة. قال سبحانه: "وسقاهم ربهم شرابا طهورا" (الانسان 21). وأما قوله تعالى في وصف أهل النار: "وسقوا ماء حميما" (محمد 15). فمجاز أو للتهكم. والاستسقاء: لما فيه كلفة، ولهذا ذكر في ماء الدنيا نحو: "لاسقيناهم ماء غدقا" (الجن 16).
وعن الفرق بين السكب والسفوح والصب والهطل والهمول يقول العسكري في كتابه: أن السكب هو الصب المتتابع، ولهذا يقال فرس سكب إذا كان يتابع الحري ولا يقطعه ومنه قوله تعالى " وماء مسكوب " (الواقعة 31) لانه دائم لا ينقطع، والصب يكون دفعة واحدة، ولهذا يقال صبه في القالب ولا يقال سكبه فيه لان ما يصب في القالب يصب دفعة واحدة، والسفوح إندفاع الشئ السائل وسرعة جريانه، ولهذا قيل دم مسفوح لان الدم يخرج من العرق خروجا سريعا، ومنه سفح الجبل لان سيله يندفع إليه بسرعة، والهمول يفدى أن الهامل يذهب كل مذهب من غير مانع ولهذا قيل أهملت المواشي إذا تركتها بلا راع فهي تذهب حيث تشاء بلا مانع، وأما الهمر فكثرة السيلان في سهولة ومنه يقال همر في كلامه إذا أكثر منه ورجل مهمار كثير الكلام وظبية همير بسيطة الجسم، والهطل دوام السيلان في سكون كذا حكى السكري وقال: الهطلان مطر إلى اللين ما هو، وأما السح فهو عموم الانصباب ومنه يقال شاة ساح كأن جسمها أجمع يصب ودكا أي شحما.







زيد علي كريم الكفلي
منذ يومين
الطاهرة ركن الإسلام الثالث
صراع حضارات أم حوار حضارات ؟
العنف والرأي الجمعي
EN