جاء في کتاب معجم الفروق اللغوية بترتيب وزيادة للمؤلف أبو هلال العسكري: الفرق بين الرزق والغذاء: أن الرزق إسم لما يملك صاحبه الانتفاع به فلا يجوز منازعته فيه لكونه حلالا له، ويجوز أن يكون ما يغتذيه الانسان حلالا وحراما إذ ليس كل ما يغتذيه الانسان رزقا له ألا ترى أنه يجوز أن يغتذي بالسرقة وليس السرقة رزقا للسارق، ولو كانت رزقا له لم يذم عليها وعلى النفقة منها، بل كان يحمد على ذلك والله تعالى مدج المؤمنين بإنفاقهم في قوله تعالى "ومما رزقناهم ينفقون" (البقرة 3).
وعن الفرق بين الرسوخ والثبات يقول العسكري في كتابه: أن الرسوخ كمال الثبات والشاهد أنه يقال للشئ المستقر على الارض ثابت وإن لم يتعلق بها تعلقا شديدا، ولا يقال راسخ ولا يقال حائط راسخ لان الجبل أكمل ثباتا من الحائط وقال الله تعالى "والراسخون في العلم" آل عمران 7) أي الثابتون فيه، وقد تكلمنا في ذلك قبل ويقولون هو أرسخهم في المكرمات أي أكملهم ثباتا فيها، وأما الرسو فلا يستعمل إلا في الشئ الثقيل نحو الجبل وما شاكله من الاجسام الكبيرة يقال جبل راس ولا يقال حائط راس ولا عود راس وفي القرآن "بسم الله مجريها ومرسيها" (هود 41) شبهها بالجبل لعظمها فالرسو هو الثبات مع العظم والثقل والعلو فإن استعمل في غير ذلك فعلى التشبيه والمقاربة نحو قولهم ارست العود في الارض.
وعن الفرق بين الرشد والرشد يقول أبو هلال العسكري: قال أبو عمرو بن العلاء: الرشد الصلاح قال الله تعالى "فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم" (النساء 6) والرشد الاستقامة في الدين ومنه قوله تعالى "أن تعلمن مما علمت رشدا" (الكهف 66) وقيل هما لغتان مثل العدم والعدم.
وعن الفرق بين الرضا والرضوان يقول العسكري في كتابه: هما بمعنى في اللغة. وقيل: الرضوان: الكثير من الرضا، ولذلك خص في التنزيل بما كان من الله من حيث إن رضاه إعظم الرضا. قال تعالى: "ورضوان من الله أكبر" (التوبة 72).
وعن الفرق بين الرفعة والعلو يقول أبو هلال العسكري: هما بمعنى في اللغة، وهو الفوقية. وقد يخصص العلو في حقه سبحانه بعلوه على الخلق بالقدرة عليهم. والرفعة بارتفاعه عن الاشياء، والاتصاف بصفاتها وبالعكس. وقال الطبرسي: الفرق بينهما أن العلو قد يكون بمعنى الاقتدار وبمعنى العلو في المكان، والرفيع من رفع المكان لا غير. ولذلك لا يوصف الله سبحانه بأنه رفيع. وأما "رفيع الدرجات" (غافر 15) فإنه وصف الدرجات بالرفعة. انتهى. وفيه نظر. فإن الرفيع من جملة أسماء الله سبحانه، ذكره الصدوق في التوحيد، وغيره في غيره. فمنعه من وصفه سبحانه بالرفيع ممنوع.







زيد علي كريم الكفلي
منذ يومين
الحكمة في العناية الإلهية بتغليب العدل في آخر هذه الحياة
تذكرة شهر رمضان المبارك
في ذكرى سقوطه
EN