جاء في کتاب معجم الفروق اللغوية بترتيب وزيادة للمؤلف أبو هلال العسكري: الفرق بين الرقيب والمهيمن: أن الرقيب هو الذي يرقبك مفتشا عن امورك على ما ذكرنا وهو من صفات الله تعالى بمعنى الحفيظ وبمعنى العالم لان الصفة بالتفتيش لا تجوز عليه تعالى. والمهيمن هو القائم على الشئ بالتدبير ومنه قول الشاعر: ألا إن خير الناس بعد نبيهم * مهيمنه التأليه في العرف والنكر يريد القائم على الناس بعده، وقال الاصمعي: "ومهيمنا عليه" (المائدة 48) أي قفانا والقفان فارسي معرب.
وعن الفرق بين الرؤية والعلم يقول العسكري في كتابه: أن الرؤية لا تكون الا لموجود، والعلم يتناول الموجود والمعدوم، وكل رؤية لم يعرض معها آفة فالمرئي بها معلوم ضرورة، وكل رؤية فهي لمحدود أو قائم في محدود كما أن كل إحساس من طريق اللمس فإنه يقتضي أن يكون لمحدود أو قائم في محدود. والرؤية في اللغة على ثلاثة أوجه أحدها العلم وهو قوله تعالى "ونراه قريبا" (المعارج 7) أي نعلمه يوم القيامة وذلك أن كل آت قريب، والآخر بمعنى الظن وهو قوله تعالى "إنهم يرونه بعيدا" (المعارج 6) أي يظنونه، ولا يكون ذلك بمعنى العلم لانه لا يجوز أن يكونوا عالمين بأنها بعيدة وهي قريبة في علم الله، واستعمال الرؤية في هذين الوجهين مجاز، والثالث رؤية العين وهي حقيقة.
وعن الفرق بين الريب والشك: الشك يقول أبو هلال العسكري: هو تردد الذهن بين أمرين على حد سواء. وأما الريب فهو شك مع تهمة. ودل عليه قوله تعالى: "ذلك الكتاب لا ريب فيه" (البقرة 2). وقوله تعالى: "وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا" (البقرة 23). فإن المشركين مع شكهم في القرآن كانوا يتهمون النبي بأنه هو الذي افتراه وأعانه عليه قوم آخرون! ويقرب منه (المرية) وهو (17 / ب) بمعناه. وأما قوله تعالى: "إن كنتم في شك من ديني" (يونس 104) فيمكن أن يكون الخطاب مع أهل الكتاب أو غيرهم ممن كان يعرف النبي صلى الله عليه وآله بالصدق والامانة ولا ينسبه إلى الكذب والخيانة.
وعن الفرق بين الزعيم والرئيس يقول العسكري في كتابه: أن الزعامة تفيد القوة على الشئ ومنه قوله تعالى "وأنا به زعيم" (يوسف 73) أي أنا قادر على أداء ذلك يعنى أن يوسف زعيم به لان المنادي بهذا الكلام كان يؤدي عن يوسف عليه السلام وإنما قال أنا قادر على أداء ذلك لانهم كانوا في زمن قحط لا يقدر فيه على الطعام ومن ثم قيل للرئاسة الزعامة وزعيم القوم رئيسهم لانه أقواهم وأقدرهم على ما يريده فإن سمي الكفيل زعيما فعلى جهة المجاز والاصل ما قلناه والزعامة إسم للسلاح كله وسمي بذلك لانه يتقوى به على العدو والله أعلم.
وعن الفرق بين الزكاة والصدقة يقول أبو هلال العسكري: الفرق بينهما أن الزكاة لا تكون إلا فرضا، والصدقة قد تكون (18 / أ) فرضا، وقد تكون نفلا. وقوله تعالى: "إن تبدوا الصدقات فنعما هى" (البقرة 271) يحتملهما.







زيد علي كريم الكفلي
منذ يومين
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاب (سر الرضا) ضمن سلسلة (نمط الحياة)
هل كذب الفرزدق؟
مقبرة الأعياد
EN