Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
الآثار الوضعية للذنوب... هل لحم الخنزير من الخبائث؟ (46)

منذ ساعتين
في 2025/12/20م
عدد المشاهدات :74

حسن الهاشمي
إن لحم الخنزير قد حُرِّم في الإسلام بنص القرآن وهو قول الله تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ) البقرة: 173. ولا يُباح بحال من الأحوال لمسلم أن يتناول منه شيئا بأيّ شكل كان، مطبوخا أو غير مطبوخ، إلا في حالة الضرورات، التي تتوقف فيها صيانة حياة الشخص على تناوله، كما لو كان في صحراء قاحلة، ولا يجد طعاما سواه، قال تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ) البقرة: 173. ووفقا لقاعدة "الضرورات تبيح المحظورات" وهي القاعدة التي جاءت فيها الشريعة الإسلامية بفتح باب الحلول الاستثنائية المؤقتة لظروف استثنائية عارضة، نظرا لأن الشريعة الإسلامية شريعة واقعية، تُقرِّر لكل حالة في الحياة ما تستلزمه وتستدعيه من حلول وتدابير.
من ألجأته الضرورة بسبب الجوع أو الحاجة الشديدة، غير متعمد أو طالب للحرام وهو في غنى عنه، وغير متجاوز للقدر الضروري أو الحد المسموح به، حينئذ لا إثم في تناوله ما حُرِّم (كالدم، أو لحم الخنزير...) ما دام مضطراً، فالاضطرار يرفع الحرمة والإثم عند الضرورة الحقيقية، ولا يحصل ذلك الا بشرطين أولهما: أن لا يكون باغياً (كالمحارب لله ولرسوله أو الخارج على الإمام) وثانيهما: أن لا يكون عادياً ومتجاوزا الضرورة؛ لأجل الشهوة أو التوسّع أو التجري على أحكام الشريعة، أما إذا اضطر عليه أن يأكل من الميتة بمقدار ما يقوى على الحياة، لأن قتله لنفسه معصية أخرى فلا يؤمر بها، فالحرام يُباح للضرورة، ولكن بقدر ما يُزيل الضرر فقط، مع سلامة النية وعدم التعمّد.
ولم يرد في النصوص الشرعية تعليل خاص لتحريم لحم الخنزير، كما ورد في تحريم الخمر والميسر في قوله تعالى: ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ، وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ، فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) المائدة: 90–91. ولكن التعليل العام الذي ورد في تحريم المحرمات من المآكل والمشارب ونحوهما، يرشد إلى حكمة التحريم في الخنزير، وذلك التعليل العام هو قول الله تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الأعراف: 157. فهذا يشمل بعمومه تعليل تحريم لحم الخنزير، ويفيد أنه معدود في نظر الشريعة الإسلامية من جملة الخبائث.
"ويُحلّ لهم الطيبات" أي يبيح لهم الأشياء الطاهرة النافعة، من المأكولات والمشروبات وكل ما فيه مصلحة ومنفعة، "ويحرّم عليهم الخبائث" أي ينهى عن كل ما هو خبيث في ذاته أو أثره، كالمحرمات من الطعام (الميتة، الدم، لحم الخنزير...) وسائر ما يُفسد الجسم أو النفس أو العقل، فالخبيث ليس فقط ما تكرهه النفس، بل ما ثبت ضرره في الدين أو الدنيا، والطيب ما وافق الفطرة السليمة، وساعد على نقاء الروح والجسد.
والخبائث كل ما حرّمه الله ورسوله، من المطاعم والمشارب والأفعال، وهذه الآية تمدح النبي الأكرم (ص)، بأنه جاء بدين يرفع الأغلال، ويُحل الطيبات، ويُحرم الخبائث، بما يحقق الكرامة والطهارة للإنسان، فالخنزير، الخمر، الربا، الظلم، الفواحش… كلها من الخبائث التي حُرمت حمايةً للفرد والمجتمع، نعم، الخنزير يُعدّ من الخبائث في الشريعة الإسلامية، وهذا مستفاد من القرآن الكريم، ونستنتج مما ذكر ان الخنزير بطبعه من الخبائث، وبما ان الله تعالى حرّم الخبائث، فلحم الخنزير محرّم لأنه خبيث الطبع، ورديء الغذاء، وذات أثر سلبي على الانسان.
الإسلام يوضح أن الله لم يحرّم الخنزير إلا لأنه يضرّ بأبدان الناس ويفسدها، وأباح ما يصلحهم، وحرّم ما يضرّهم، ومفهوم الفساد الشامل أنه حرّم الفساد بشكل عام، ونهى عنه، لأن المفسد لا يصلح عمله، فالتحريم في الشريعة الإسلامية هو صمام أمان لحفظ الإنسان من الهلاك والضرر، وعند تفحّص المحرمات نجد ان الله تعالى لا يحرّم شيئا إلا لحكمة تتعلق بصلاح الإنسان في دينه ودنياه وسلامة المجتمع، والخنزير محرّم لأنه من الخبائث، أي من الأشياء النجسة والضارّة في طبيعتها وأثرها على الإنسان بدنياً ونفسياً وروحياً.
والخبائث في هذا المقام يراد بها ما فيه فساد لحياة الإنسان في صحته أو في ماله أو في أخلاقه، فكل ما تكون مغبته وعواقبه وخيمة من أحد النواحي الهامة في حياة الإنسان، دَخَل في عموم الخبائث، وقد أثبتت الاكتشافات الطبيّة في عصرنا الحديث، الذي اكتُشفت فيه عوامل الأمراض وخفايا الجراثيم الضارة، أن الانسان الذي يأكل لحم الخنزير تتولد في جسمه دودة خطرة توجد بذرتها في لحم الخنزير، وتنشب في أمعاء الإنسان بصورة غير قابلة للعلاج بالأدوية الطاردة لديدان الأمعاء، بل تنشب تلك الدودة الخنزيرية ضمن عضلات الإنسان بصورة عجز الطب إلى اليوم عن تخليص الإنسان منها بعد إصابته بها، وهي خطر على حياته، وتسمى " تريشين " ، (Treichine)، وهي احدى الأمور التي ظهرت في حكمة تحريم لحم الخنزير في الإسلام.
وقد جاء في موسوعة لاروس الفرنسية، إن هذه الدودة الخبيثة "التريشين" تنتقل إلى الإنسان، وتتجه إلى القلب، ثم تتوطن في العضلات، وخاصة في الصدر والجنب والحنجرة والعين والحجاب الحاجز، وتبقى أجنّتها محتفظة بحيويتها في الجسم سنين عديدة، ولا يمكن الوقوف عند هذا الاكتشاف في التعليل، بل يمكن للعلم الذي اكتشف في الخنزير هذه الآفة، أن يكتشف فيه في المستقبل آفات أخرى، لم تعرف بعد.
ومن ثم لا يُقبل في نظر الإسلام رأي من يزعم، أن تربية الخنازير الأهلية في العصر الحاضر بالطرق الفنية المراقبة في مراعيه وفي مبيته ومأواه، كفيلة بالقضاء على جرثومة هذه الآفة فيه، لِمَا بيّنَّا أن نص الشريعة في التحريم مطلق وغير معلل، ومن الممكن أن تكون هناك مضارّ أخرى للحم الخنزير لم تعرف بعد، كما كانت آفة "التريشين" نفسها مجهولة قبل اكتشافها في العصر الحديث.
وَيْكَأَنَّ الذهبَ لا يحمي أحدًا
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
نهض فجرُ المدينة ببطءٍ حالم، كطائرٍ يروّض جناحيه قبل الطيران. خرج الناسُ إلى الطرقات يحدّقون في موكبٍ يشقّ الفجر ببريقٍ لامع، تتوه على صفحته الأنوار كما تتوه الفراشات حول نارٍ لا تدرك احتراقها. كان قارون يتهادى بثيابٍ تشعّ كأنّها لفافة نورٍ من نجمٍ محتبس، وخلفه خزائن تُجرّ على عجلات من ذهب، تتماوج... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان هناك رجل يُدعى سامر، يعمل موظفًا في دائرة الأراضي. كان سامر معروفًا بنزاهته... المزيد
لغة العرب لسان * أبنائك تميز بالضاد لغة العرب نشيدك غنى * حتى البلبل الغراد لغة... المزيد
في زاوية خافتة من بيت بسيط، جلس يوسف يحدق في شجرة الليمون التي غرستها يداه قبل... المزيد
يا هادي الخير لقبت أنت * وأبنك بالعسكرين النجباء يا هادي الخير نشأت على * مائدة... المزيد
الْتَّضَارِيْسُ إِنَّ الْـعُـيُوْنَ الَّـتِـيْ سَـالَـتْ تُـوَدِّعُـكُمْ ... المزيد
كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد يصف قومه...
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها شاهقٌ، وعينيها...
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط التاريخ أسماءٌ...
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...


منذ 3 ايام
2025/12/17
منذ أن رفع الإنسان رأسه إلى السماء، كان البرق أحد أكثر الظواهر إثارة للدهشة...
منذ 6 ايام
2025/12/14
لو جلست يومًا على شاطئ البحر لساعة أو ساعتين ستلاحظ أن الماء لا يبقى على حاله....
منذ 6 ايام
2025/12/14
سلسلة مفاهيم في الفيزياء (ج82): فيزياء الوجود الكامل: من ميكانيكا الكم إلى التصور...