1

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
صناعة الأنصار من عمل الأخيار دراسة في الرؤية القرآنية والولائية لصناعة الوعي المهدوي
عدد المقالات : 50
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
ان المفهومين الأنصار والأخيار لهما بعدان: لغوي وقرآني ثم بعد روحي وعقائدي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
أولًا: من هم الأنصار
لغويًا:الأنصار جمع ناصر أي من يقدم النصرة والعون في سبيل الحق.
قال تعالى: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ، والنصرة هي الوقوف مع الحق وأهله بالفعل والقول.
قرآنيًا وتاريخيًا:الأنصار هم الذين نصروا رسول الله ﷺ من أهل المدينة، فآووا المهاجرين وآزروهم، فسمّاهم الله بالأنصار:وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ (الحشر:9)، لكن المفهوم الأوسع عند أهل البيت عليهم السلام يتجاوز أنصار النبي إلى أنصار الحق في كل زمان، وخاصة أنصار الإمام المهدي عجل الله فرجه، فهم صفوة الناس الذين صدقوا في البيعة وبذلوا مهجهم دون إمامهم. روى الصدوق في كمال الدين:إذا قام قائمنا نُودي باسم كل رجل باسمه واسم أبيه: هذا فلان بن فلان من أنصار المهدي فــ الأنصار هم من يثبتون على الحق في زمن الفتنة ويقدّمون النصرة العملية للدين والإمام.

ثانيًا: من هم الأخيار
لغويًا:الأخيار جمع خَيِّر، وهو من بلغ مرتبة عالية في الطهارة والصفاء والنية والعمل.قال تعالى: إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ، والمخلَصون هم الأخيار الذين اختارهم الله.
في الفكر الشيعي:الأخيار هم صفوة أولياء الله، الذين يمثّلون الامتداد العملي للنبوة والولاية، وهم الذين يربّون الأنصار ويصنعون فيهم الوعي والبصيرة.
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:إن لله عبادًا أخيارًا يفزع إليهم الناس في حوائجهم، أولئك الآمنون يوم القيامة (الكافي، ج٢، ص٢٠٠).فهم الذين يربّون المجتمع على الإيمان والولاء، ومن خلالهم تُصنع الطبقة النصيرة للإمام، أي الأنصار.
المعنى الترابطي بينهمايمكن القول إنّ:الأخيار هم القادة المربّون، والأنصار هم الثمرة التي تنشأ من مدرستهم.فالأخيار يصنعون الأنصار بالبصيرة والتربية والقدوة، كما صنع رسول الله ﷺ الأنصار من خلال وحيه وسيرته، وكما يصنع الإمام المهدي أنصاره من خلال تمحيص الزمان وغربلة القلوب.
إن منهج السماء قائم على التدرج في صناعة الحق وأهله، فالأخيار هم البذور الأولى التي تغرسها يد الولاية في تربة الإيمان لتثمر أنصارًا يحملون الرسالة في كل عصر. فالأخيار صفوة الله من عباده، صفّتهم البصيرة، وطهارة النية، وصدق العمل، وهم الذين يمهّدون بوعيهم لصناعة جيلٍ ناصِرٍ للحق. هؤلاء الأخيار ليسوا طبقة من الناس وحسب، بل هم المنهج الذي يربي وعي الأمة، ويفتح بصائرها على الولاية، فهم القادة الروحيون الذين يحملون في ضمائرهم نور الهداية ويزرعونه في قلوب الأنصار. وأما الأنصار فهم الثمرة الحية لذلك الجهد التربوي والإيماني، هم الذين يجسّدون ما تعلموه من الأخيار في ميدان النصرة، فكانت نصرتهم للإمام امتدادًا لصفاء الأخيار. ولذا قيل إن صناعة الأنصار من عمل الأخيار، لأن اليد التي تُخرج أنصار الحق من ظلمة الغفلة إلى نور الولاية هي يد الخير الخالصة، التي عرفت الإمام وعاشت في سبيله. فمن غير الأخيار لا يُصنع أنصار، ومن دون الأنصار لا تكتمل رسالة الأخيار، فهي حلقة واحدة في مشروع السماء لإقامة دولة العدل الإلهي التي يمهد لها الأخيار، ويقاتل دونها الأنصار، ويقودها الإمام المعصوم عليه السلام.

إن عنوان صناعة الأنصار من عمل الأخيار يختزن رؤية قرآنية وروائية عميقة في بناء الإنسان الرسالي الممهّد لظهور الحق الإلهي، فالأخيار هم الصفوة الذين حملوا أمانة الهداية الإلهية، وهم الذين يقومون بصناعة الأنصار الذين ينصرون الدين ويقيمون العدل في الأرض، وهذه الصناعة ليست مادية ولا سياسية بل هي صناعة إيمانية تربوية روحية تنبع من مدرسة أهل البيت عليهم السلام، قال تعالى في محكم كتابه العزيز وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ السجدة: 24، فالآية الكريمة تكشف عن قانون إلهي في صناعة القادة والأنصار، فالإمامة والهداية لا تنشأ إلا في بيئة الصبر واليقين، وهما من صفات الأخيار الذين يصنعون في الأمة رجالاً مؤمنين يتحركون بأمر الله ويثبتون على الحق مهما اشتدت الفتن، وقد فسر الإمام الباقر عليه السلام هذه الآية كما روى علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: هم الأئمة الذين يهدون إلى الحق بأمر الله، والصبر هو على البلاء، واليقين هو ما كانوا يعلمون من أمر الله ووعده ووعيده (تفسير القمي ج2 ص171)، فالإمام هنا يربط بين اليقين والصبر وبين القدرة على الهداية، أي أن صناعة الأنصار لا تكون إلا على يد من بلغ درجة الإخلاص واليقين الكامل بالله.
وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير فإن ذلك داعية إلى ولايتنا (الكليني، الكافي ج2 ص78، ح14، بسند صحيح عن عبد الله بن أبي يعفور)، فالرواية تكشف عن أن الدعوة إلى الحق لا تكون بالشعارات بل بالتجسيد العملي للفضيلة، فالأخيار الذين يتحلون بالورع والاجتهاد يصنعون الأنصار من خلال سلوكهم قبل كلامهم، فهم القدوة التي تربي المجتمع على الإخلاص لله ولوليّه.
وإذا تأملنا في تراث أهل البيت عليهم السلام وجدنا أن صناعة الأنصار كانت من صميم عملهم الرسالي، فقد كان أمير المؤمنين عليه السلام يرى في التربية الإيمانية أساساً لبناء الأمة، إذ قال عليه السلام كما في نهج البلاغة: إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما أُلقي فيها من شيء قبلته (نهج البلاغة، كتاب 31 إلى ابنه الحسن عليه السلام)، فالأخيار يدركون أن القلوب الطاهرة قابلة لتلقي النور، ومن هنا يبدأ العمل في صناعة الأنصار عبر بث الإيمان في النفوس وتعميق المعرفة بالله، حتى يصبح الإنسان جزءاً من مشروع الإصلاح الإلهي.
ومن أعمق النماذج في هذا المجال هو ما قام به الإمام الحسين عليه السلام في نهضته المباركة، إذ لم يكن يسعى إلى كثرة الأنصار بالعدد بل إلى صفوتهم بالنقاء، وقد قال لأصحابه ليلة العاشر: أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي (الشيخ المفيد، الإرشاد ج2 ص94)، فهؤلاء الأنصار صُنِعوا في مدرسة الإيمان والإخلاص، وكانوا نتاج عمل الأخيار الذين غرسوا فيهم حب الحق ورفض الظلم، فكانت كربلاء ذروة صناعة الأنصار في التاريخ الإلهي. وفي ضوء ذلك يمكن القول إن صناعة الأنصار اليوم هي امتداد لعمل الأخيار في زمن الغيبة، فالمؤمنون الذين يتمسكون بولاء أهل البيت عليهم السلام هم مشروع إلهي في طريق نصرة الإمام المهدي عجل الله فرجه، وقد قال الإمام الصادق عليه السلام كما في رواية معتبرة: لو أدركت ذلك الزمان لخدمت صاحب هذا الأمر أيام حياتي (النعماني، الغيبة ص245، بسند صحيح عن المفضل بن عمر)، فهذه الخدمة تعني الإعداد الروحي والعملي لصناعة القواعد المؤمنة التي تُمهد لظهور دولة الحق، وهذه المهمة لا يؤديها إلا الأخيار الذين يربّون الأمة على الصبر واليقين والطاعة لله ولحجته. فالأخيار إذن هم القاعدة الأولى في بناء الوعي الرسالي، وصناعتهم للأنصار هي استمرار لمنهج الأنبياء والأوصياء في إعداد الإنسان الكامل، فالأنصار لا يُولدون من فراغ بل يُنشؤون في أحضان التربية الولائية، على أيدي من صفا باطنهم واستقام ظاهرهم، حتى يتحقق وعد الله في إقامة العدل ويأتي دور الإمام المهدي عليه السلام ليكتمل المشروع الإلهي، فهو الامتداد الطبيعي لمسيرة الأنبياء والأوصياء في إقامة العدل ودحر الباطل، وهو الظهور الإلهي الأخير الذي تتجلى فيه الإرادة الربانية في إقامة الحق، وإتمام النور الإلهي على الأرض. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الوعد في قوله تعالى وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ(القصص: 5)، وقد فسر الإمام الباقر عليه السلام هذه الآية بقوله: هم آل محمد، يبعث الله مهديّهم بعد جهدهم فيعزّهم ويذلّ عدوّهم ( الكافي، ج1، ص535). فالآية تمثل قاعدة قرآنية واضحة لقيام دولة الإمام المهدي، إذ يتحقق من خلالها وعد الله بتمكين أوليائه في الأرض.
إن مشروع الإمام المهدي عليه السلام ليس مشروعاً سياسياً أو عسكرياً فحسب، بل هو مشروع إصلاح كوني شامل، يعيد بناء الفكر الإنساني من جذوره. فالإمام حين يظهر لا يكتفي بإقامة نظام عادل، بل يبعث روح الوعي في النفوس ويعيد التوازن العقلي والروحي إلى البشرية. وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت بها أحلامهم (الكافي، ج1، ص25). فالإصلاح المهدوي يبدأ من الإنسان لا من النظام، ومن الداخل قبل الخارج، لأن العدالة الحقيقية لا تتحقق إلا بارتقاء الوعي الإنساني إلى مستوى الهداية الإلهية.
وتشير الروايات إلى أن العدالة التي يقيمها الإمام المهدي عليه السلام هي العدالة الكاملة التي لم تشهدها البشرية من قبل، لأنها عدالة قائمة على علم المعصوم بإرادة الله في خلقه، لا على تقدير البشر القاصر. ففي الغيبة للطوسي ورد عن النبي صلى الله عليه وآله قوله: يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً (ص283). وهذه العدالة لا تقتصر على الجانب القضائي أو الاجتماعي، بل تشمل جميع نواحي الحياة، حيث تُستعاد الحقوق إلى أصحابها، وتزول الفوارق الطبقية، وتفيض الأرض بخيراتها، ويعيش الإنسان في طمأنينة روحية ومادية لم يعرفها من قبل. ومن أعمق دلالات الإصلاح المهدوي أنه لا يخص المسلمين وحدهم، بل يشمل البشرية جمعاء، لأن حكومة الإمام المهدي هي استمرار للرسالة المحمدية التي أُرسلت رحمة للعالمين. فالإمام لا يحمل راية قوم أو طائفة، بل راية التوحيد التي توحد العالم على كلمة الله، وتعيد للإنسانية وحدتها المفقودة. ومن هنا فإن مشروعه الإصلاحي يمثل تحقيقاً لوعد الله في قوله تعالى وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (الأنبياء: 105). وقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسيرها: هم القائم وأصحابه (تفسير القمي، ج2، ص87).ان العدالة الإلهية التي تتحقق على يد الإمام المهدي عليه السلام ليست مجرد إنصاف بين الناس، بل هي إقامة الميزان الإلهي في الكون، لأن الإمام هو المظهر الأكمل لاسم الله العدل، وبه يُكشف الكمال الإلهي في التدبير والحكمة. وقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله: إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وأمنت به السبل وأخرجت الأرض بركاتها وردّ كل حق إلى أهله (الغيبة للنعماني، ص233). فبظهوره يتحقق الأمن الشامل والرخاء العام، وتزدهر الحياة المادية والروحية في آن واحد. ويمكن القول إن الإصلاح المهدوي يمثل الثورة النهائية على كل صور الانحراف، إذ يعيد تعريف مفاهيم السلطة، والمعرفة، والحرية، وفق الرؤية الإلهية. فليس هو ثورة دموية، بل ثورة نور وهداية، تقيم سلطان الله في الأرض وتحرر الإنسان من عبودية الطاغوت، وتجعله يعيش ضمن منظومة العدالة الربانية. ومن هذا المنطلق يؤكد علماء الشيعة أن الإمام المهدي عليه السلام هو حجة الله الباقية في أرضه، وبه يستمر توازن الوجود، كما قال الإمام الصادق عليه السلام: لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت (الكافي، ج1، ص179). فوجوده ضمان لاستمرار العالم، وظهوره وعد بتحقيق العدالة الكونية التي ينتظرها جميع الأنبياء.
يتضح من خلال الدراسة التحليلية أن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ليس مجرد رمز غيبي أو عقيدة مستقبلية، بل هو المحور الأساس في فهم العدالة الإلهية ومفهوم الإصلاح في الرؤية الإسلامية. فدولته تمثل اكتمال مسيرة النبوة والإمامة، وتحقيق الوعد الإلهي الذي طال انتظاره، حيث تُقام حكومة الله في الأرض بقيادة المعصوم العادل. وبذلك يتحول العالم من ظلمات الظلم إلى نور العدل، ومن الفساد إلى الإيمان، ومن الفرقة إلى الوحدة تحت راية التوحيد. إن انتظار الإمام ليس انتظاراً سلبياً، بل هو استعداد عملي وروحي للمشاركة في مشروعه الإصلاحي العظيم، ليكون المؤمن جزءاً من إرادة الله في بناء العالم الجديد. وكما قال تعالى وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا(الزمر: 69)، فقد فسر الإمام الباقر عليه السلام هذه الآية بقوله: هو نور الإمام المهدي عليه السلام حين يظهر فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً. وهكذا تكون دولة الإمام المهدي عليه السلام خاتمة مسيرة الإصلاح الإلهي الكبرى، وبها تتحقق العدالة الشاملة فهؤلاء الورثة هم ثمرة صناعة الأخيار الذين مهّدوا الأرض بنور الإيمان، فكانت الأمة بحق أمة الأنصار.

في الختام
إن مسؤولية المؤمن في هذا العصر أن يتحول من متلقٍ إلى صانع، ومن منتظر إلى ممهد، ليكون جزءًا من عمل الأخيار
يتضح أن صناعة الأنصار من عمل الأخيار ليست عبارة وعظية أو شعاراً أخلاقياً، بل هي قانون رباني في حركة التاريخ الإلهي، فكما أن الله تعالى اصطفى الأخيار ليكونوا حججه وأولياءه في الأرض، كذلك جعل لهم وظيفة إعداد الأنصار الذين يحملون مشعل الهداية من بعدهم، فيتحول العمل الإيماني إلى مشروعٍ متسلسلٍ من التربية والتزكية والإصلاح، فالأخيار هم الأصل في البناء، والأنصار هم الثمرة النقية لذلك الجهد الرسالي المتواصل، وقد أكدت النصوص المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام أن دولة الحق لا تقوم إلا على أيدي أنصارٍ امتحن الله قلوبهم للإيمان، قال الإمام الباقر عليه السلام: كأنّي بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين المشرق والمغرب، ليس فيهم إلا من الطاعة كقطعة الحديد (النعماني، الغيبة ص319، بسند موثّق)، وهذا النصّ الشريف يبيّن أن أنصار الإمام المهدي عجل الله فرجه ليسوا جماعة عادية، بل هم ثمرة إعدادٍ طويلٍ قامت به سلالة الأخيار عبر القرون، فهم صناعة الأنبياء والأئمة والمصلحين الذين صاغوا أرواحهم باليقين والصبر. إن صناعة الأنصار اليوم تمثل أعظم مسؤولية في زمن الغيبة، لأن كل عمل تربوي أو فكري أو اجتماعي يسهم في صناعة الوعي والإيمان هو خطوة في طريق التمهيد، ولهذا فإن المؤمن الواعي الذي يسعى لإحياء ذكر الله ونشر معارف أهل البيت عليهم السلام إنما يشارك في عملٍ إلهيٍّ مقدّسٍ هو امتداد لعمل الأخيار الذين هيأوا الأرض لقيام العدل الإلهي، وبذلك يكون المؤمن في خطّ الأنبياء والأئمة، صانعاً للأنصار وممهداً لظهور الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين...
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ يومين
2025/10/29م
د.أمل الأسدي (أحياءٌ) كلمةٌ مُحمَّلةٌ بالفاعلية والاستمرار، وهي تقابل (الأموات) وكأنها وردت لتنسف تخوف الإنسان من الموت، وتزيل ذلك التهيّب  من ذكره، تبدد رائحته  التي تباغتك حتی وأنت تتحدث عنه  وقد نهانا الله تعالی أن ننعت الشهداء الذين مضوا في سبيله بأنهم أموات وألزمنا  بحياتهم حين قال:((وَلَا... المزيد
عدد المقالات : 87
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ يومين
2025/10/29م
مسلسل (ليلة سقوط) صورة مغلوطة عن الواقع بقلم مجاهد منعثر منشد صرح دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي- أثناء غزو العراق وتدميره- بأن المعركة بعد غزو العراق واحتلاله هي معركة العقل والوجدان والصورة. نعم نقل الصورة الزائفة في عرض مسلسل (ليلة سقوط) الذي مثله نخبة من النجوم العرب والعراقيين المنحدر... المزيد
عدد المقالات : 382
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 5 ايام
2025/10/26م
لا أدري كيف نشأ لدي هذا التصور، أو من صوّر لي هذا الأمر منذ الطفولة كنت أتصور أن يوم" فرحة الزهراء"يوم مرتبط بالمختار الثقفي،وحين كانت أمي تزيح السواد وتغيره، وترفع الرايات عن مكانها، وتعيد ترتيب الأثاث كما كان قبل المجالس الحسينية، وذلك في يوم التاسع من ربيع الأول، كنت أظن أن هذا اليوم هو اليوم... المزيد
عدد المقالات : 87
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 5 ايام
2025/10/26م
الدستور العراقي: قراءة تحليلية في عدد مواده قبل وبعد التصويت عليه الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 24/10/2025 تمهيد انطلاقًا من الاهتمام الأكاديمي بالشأن العام، ومن موقع المتابعة التحليلية للمسار السياسي والدستوري في العراق على مدى عقود، تأتي هذه الدراسة بوصفها محاولة لتشخيص الخلل البنيوي الذي... المزيد
عدد المقالات : 88
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ يومين
2025/10/29م
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها شاهقٌ، وعينيها بلا جفون في تلكَ الحجرةِ كان الطُهرُ يحمل الطُهرَ رسول الله يضع الحسين في حجره، وكل الملائكةِ يتنعمون برؤية هذا المشهد كيف لا فهما إجابة الله عليهم حين استفهموا علی خلق آدم ليتكم تشاهدون نحيبَ الرسول حينَ... المزيد
عدد المقالات : 87
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 3 شهور
2025/08/13م
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط التاريخ أسماءٌ كالشموس، بينما توارت في حنايا الظل أسماءٌ أُخر، لوّحتْ أقلامُها بمِدادٍ من لهيبٍ لا يقلُّ حممًا عن دماء السيوف في ساحات الوغى. أولئك كانوا حَمَلَةَ هَمِّ آل البيت الكرام، فكانت قصائدُهم صرخةَ حقٍّ تُردِّدُها... المزيد
عدد المقالات : 61
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 3 شهور
2025/08/13م
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان يعاني من فقرٍ شديد. رغم ذلك، لم يشكُ يومًا ولم يطلب من أحد، بل كان دائم التوكل على الله. في ليلةٍ شتويةٍ عاصفة، ضاعت ماشية أحد أغنياء القرية في الجبال. أرسل الرجل خدمه للبحث، لكنهم عادوا خائبين. حينها، تقدم هشام... المزيد
عدد المقالات : 12
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 3 شهور
2025/08/12م
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ وهموم وطنٍ مزقته رياحُ الظلم. إنه ليس مجرد شاعرٍ ينسج الكلمات، بل **مؤرِّخٌ للجرح** بصوته الشعبي الصادق، و**مناضلٌ بالكلمة** في ساحات المواجهة ضد الطغيان. فشعره **سيفٌ مصقول** من حقائق المعاناة، و**مرآةٌ عاكسة** لتاريخ... المزيد
عدد المقالات : 61
علمية
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات معدودة. لكن الطريق من معادلة كتبها عالم شاب إلى سلاح قادر على تدمير مدينة بأكملها ليست قصة اختراق تكنولوجي فحسب، بل هي سلسلة معارف فيزيائية وتجارب وتقنيات وسياسات... المزيد
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثاني والسبعون: انهيار الواقع: تحديات نموذج GRW وحدود الحتمية الكمومية الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 30/10/2025 استكمالاً للمقال السابق نقول: لاحظ أن ما يحدث في الكاشف هو ما يُحدد ما إذا كان الجسيم قد تم نقله... المزيد
هل خطر في بالك يومًا أننا نعيش داخل مجرة هائلة دون أن نراها بالكامل نحن، الأرض والشمس وكل الكواكب التي نعرفها، لسنا سوى جزء صغير من منظومة ضخمة تُسمى درب التبانة، تمتد لأكثر من 100 ألف سنة ضوئية وتضم مئات المليارات من النجوم والكواكب والسحب الغازية.... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
علماء السنة يقولون ما أخذنا العطاء حتى...
عبد العباس الجياشي
2024/12/20م     
دور الجغرافية في حماية الغلاف الجوي من...
علي الفتلاوي
2025/08/12م     
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/09/29
صدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، كتاباً توثيقياً حمل عنوان: (تاريخ السدانة في العتبة العباسية...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
2025/09/29
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com