في زمن الغياب، يظن الناس أن الفراغ هو النهاية، لكن الأرواح المتيّمة تدرك أن الغائب لا يبتعد، بل يسكن في القلوب التي وسعها الشوق حتى غدت مرآةً لوجهه.
الغيبة ليست موتًا، بل غربلة لا يبقى فيها إلا المخلصون. والهمسة التي لا ينساها عشاقه: "أنا المهدي... أراكم، فلا تيأسوا."
في زمن الغيبة، لسنا وحدنا من لا نراه، بل نحن أنفسنا غائبون عن جوهرنا. الفرج لا يُقاس بالوقت، بل بتحوّل الانتظار إلى يقين، والصبر إلى عمل، والدمعة إلى رسالة.
في سكون الليل، تتحدث الأرواح بلغة لا يفهمها إلا العشاق. على سجاد السجود، وتحت وسائد الدموع، تُكتب سطور لم تدونها الأقلام:
"يا وجه الله، ما أطول الليل دون طلعتك."
"كأنك الحلم في العين، والحنين في القلب، والوعد في الروح."
"عجّل، فقد تعب الشوق، وتفتحت قلوبنا من الانتظار."
هناك سطور لم تُكتب في الكتب، بل حفظها الغيب في سجل السماء:
أمٌّ ربّت طفلها على الولاء...
شابٌّ رجع من خطيئته باسمك...
عابدة تبكيك كل فجرٍ كأنك آتٍ غدًا.
"حديث الأرواح" لا يُسطّر بالحبر، بل بالدمع واليقين، ويُقرأ في وجوه المنتظرين لا في دفاتر الزمن.
نحن لا ننتظر غريبًا، بل ننتظر أن نعود إلى أنفسنا لنكتشف أنه كان بيننا... كل هذا الوقت.
سلامٌ على من طال غيابه، وما غاب عن قلوب المحبين...
وسلامٌ على الأرواح التي ما زالت تكتب له وإن مزّق الزمان أوراقها.







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN