الجناس التام، الذي يتوافق فيه لفظان في أربعة شروط تتضمن ترتيب الحروف وعددها ونوعها وهيئتها من حيث الحركات والسكنات. ومن الأمثلة القرآنية: وما رميت اذ رميت، في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً، ولعلا بعضهم على بعض، تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك، (ووضع الميزان، تطغوا في الميزان، تخسروا الميزان)، ثم كلي من كل الثمرات، (تقوم الساعة، ما لبثوا غير ساعة)، (يذهب بالأبصار، لعبرة لأولي الأبصار)، هل جزاء الاحسان الا الاحسان. كل مجموعة من هذه الحلقات تنشر في أحد المواقع.
عن كتاب علم البديع للكاتب عبد العزيز عتيق: أقسام الجناس: والجناس ينقسم قسمين: تام وغير تام، فالجناس التام: هو ما اتفق فيه اللفظان في أربعة أمور هي: أنواع الحروف، وأعدادها، وهيئتها الحاصلة من الحركات والسكنات، وترتيبها. وهذا هو أكمل أنواع الجناس إبداعا وأسماها رتبة. أقسام الجناس التام: وهذا النوع من الجناس ينقسم بدوره ثلاثة أقسام هي: المماثل، والمستوفى بفتح الفاء، وجناس التركيب. الجناس المماثل: وهو ما كان ركناه أي لفظاه من نوع واحد من أنواع الكلمة، بمعنى أن يكونا اسمين، أو فعلين، أو حرفين. فمن أمثلة الجناس المماثل بين (اسمين) قوله تعالى: "وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ" (الروم 55). وجاء في موقع اسلام اون لاين عن الجناس التام في القرآن الكريم للكاتب محمد أحمد الغمراوي: ذكر صاحب الإتقان وتابعه صاحب الوسيلة الأدبية من الجناس التام: قوله تعالى من سورة الروم: 55 "ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا إلا ساعة" (الروم 55) ومن سورة النور: 43 44 "يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار * يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار" (النور 43-44). من أظهر أمثلة المستوفي مثلان: الأول في قوله تعالى لأسرى بدر من سورة الأنفال: "إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم" (الانفال 70) فإن خيراً الأولى اسم، وخيراً الثانية أفعل تفضيل. أما المثل الثاني ففي قوله تعالى من سورة المؤمنون بعد أن نفى أن يكون معه سبحانه إله غيره: "إذن لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض" (المؤمنون 91) فإن الجناس بين الفعل علا والحرف على تام ظاهر لا ينقص منه دخول لام التوكيد على الفعل قياساً على دخول فاء العطف وأداة التعريف على أحد ركني الجناسين دون الآخر في بعض الأمثلة المشهورة في علم البديع. أما المتماثل منه فأمثلته في القرآن الكريم متعددة، نذكر الآن منها عدداً ليرى القارئ البصير فيها رأيه. وما نظنه يخالفنا فيها كلها إن خالفنا في بعضها. فمن ذلك قوله تعالى في سورة الأنفال "وما رميت إذ رميت إنما الله رمى" (الانفال 17) فإن رميت الأولى المنفية لا يمكن أن تكون بمعنى رميت الثانية المثبتة، وإلا كان ذلك من التناقض المستحيل على القرآن. من أمثلة الجناس التام في القرآن هو باب الآيات التي ينسب فيها نفس الفعل أو الشيء إلى الخالق سبحانه وإلى المخلوق في وقت واحد، إذ من الواضح أن المعنى لا يمكن أن يكون واحداً في الحالين وإن اتحد اللفظ؛ كما في قوله تعالى حكاية لقول سيدنا عيسى يوم القيامة تبرؤا من أن يكون دعا الناس إلى عبادة نفسه وعبادة أمه من سورة المائدة "إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك" (المائدة 116) فإن (نفس) هنا في تكرارها ذات معنى يختلف في الموضعين اختلافاً كلياً حسب نسبتها إلى عيسى أو نسبتها إلى الله سبحانه. قوله تعالى "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" (الرحمن 60) في موضعها من سورة الرحمن. إذ المعنى في الإحسانين ليس بواحد، فإن الإحسان الأول هو من العبد في العمل، والإحسان الثاني هو من الله في الجزاء.فالأول بمعنى الإتقان والإخلاص لله في العمل، والثاني بمعنى الإكرام وإجزال الثواب للعبد.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى: "إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ" (المؤمنون 91) أي انفصل بعض الآلهة عن بعض بما يترشح منه من التدبير. وقوله: "وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ" (المؤمنون 91) محذور آخر لازم لتعدد الآلهة تتألف منه حجة أخرى على النفي،بيانه أن التدابير الجارية في الكون مختلفة منها التدابير العرضية كالتدبيرين الجاريين في البر والبحر والتدبيرين الجاريين في الماء والنار، ومنها التدابير الطولية التي تنقسم إلى تدبير عام كلي حاكم وتدبير خاص جزئي محكوم كتدبير العالم الأرضي وتدبير النبات الذي فيه، وكتدبير العالم السماوي وتدبير كوكب من الكواكب التي في السماء، وكتدبير العالم المادي برمته وتدبير نوع من الأنواع المادية. فبعض التدبير وهو التدبير العام الكلي يعلو بعضا بمعنى أنه بحيث لو انقطع عنه ما دونه بطل ما دونه لتقومه بما فوقه، كما أنه لو لم يكن هناك عالم أرضي أو التدبير الذي يجري فيه بالعموم لم يكن عالم إنساني ولا التدبير الذي يجري فيه بالخصوص. ولازم ذلك أن يكون الإله الذي يرجع إليه نوع عال من التدبير عاليا بالنسبة إلى الإله الذي فوض إليه من التدبير ما هو دونه وأخص منه وأخس واستعلاء الإله على الإله محال.
جاء في موقع هدى القرآن عن انحرافات بني إسرائيل للدكتور سعيد أيوب: فقال تعالى: "اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ" (المؤمنون 91). قال المفسرون: في الآية حجة على نفي التعدد. فمعنى ربوبية الإله. في شطر من الكون ونوع من أنواعه، هو تفويض التدبير فيه إليه. بحيث يستقل في أمره. من غير أن يحتاج فيه إلى شئ غير نفسه. فإذا كان هناك أرباب فلازم ذلك. أن يستقل كل إله بما يرجع إليه من نوع التدبير. وتنقطع رابطة الاتحاد والاتصال بين أنواع التدابير الجارية في العالم. كالنظام الجاري في العالم الإنساني عن الأنظمة الجارية في أنواع الحيوانات والنبات والبر والبحر والسهل والجبل والأرض والسماء وغيرها. وكل منها عن كل منها. وفيه ساد السماوات والأرض وما فيهن. وبما أن النظام الجاري في العالم يسير على صراط واحد فإن ذلك يعني أن المدبر واحد قوله: "وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ" (المؤمنون 91) بيانه. أن التدابير الجارية في الكون مختلفة. منها التدابير العرضية. كالتدبيرين الجاريين في البر والبحر. والتدبيرين الجاريين في الماء والنار. ومنها التدابير الطولية. التي تنقسم إلى تدبير عام كلي. وتدبير خاص جزئي محكوم، كتدبير العالم الأرضي وتدبير النبات الذي فيه. وكتدبير العالم السماوي وتدبير كوكب من الكواكب التي في السماء. وكتدبير العالم المادي برمته. وتدبير نوع من الأنواع المادية. فبعض التدبير، وهو التدبير العام الكلي يعلو بعضا، بمعنى أنه بحيث لو انقطع عنه ما دونه بطل ما دونه لتقومه بما فوقه. كما أنه لو لم يكن هناك عالم أرضي أو التدبير الذي يجري فيه بالعموم، لم يكن عالم إنساني ولا التدبير الذي يجري فيه بالخصوص، ولازم ذلك أن يكون، الإله الذي يرجع إليه نوع عال من التدبير. عاليا بالنسبة إلى الإله الذي فوض إليه من التدبير ما هو. دونه. واستعلاء الآلهة يؤدي إلى فساد الكون. وبما أن النظام الكوني يسير على صراط مستقيم ملتئم الأجزاء متصل التدبير، فإن هذا يعني أن المدبر واحد لا إله إلا هو.
عن موقع موضوع: الجناس مصدر من الفعل (جانَسَ)، (يُجانس)، (مجانَسة)، و(جِناساً)، بمعنى شابهه، واتَّحد معه في النَّسق، أمّا في الاصطلاح اللغويّ، فالجناس هو: فنٌّ من فنون البديع، تكون فيه الألفاظ متشابهة في النُّطق، واللفظ، ومختلفة في المعنى، ممّا يُظهر الجمال والتناغم في التوازُن الصوتيّ في آيات القرآن. قوله سبحانه: "إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ" (المؤمنون 91)، الجناس في لفظة علا التي وردت مرة فعلاً ومرة حرفاً.
جاء في تفسير الميسر قوله تعالى "مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ" المؤمنون 91 وَلَعَلَا: وَ حرف عطف، لَ لام التوكيد، علَا فعل. على حرف جر. لم يجعل الله لنفسه ولدًا، ولم يكن معه من معبود آخر، لأنه لو كان ثمة أكثر مِن معبود لانفرد كل معبود بمخلوقاته، ولكان بينهم مغالبة كشأن ملوك الدنيا، فيختلُّ نظام الكون، تنزَّه الله سبحانه وتعالى وتقدَّس عن وصفهم له بأن له شريكًا أو ولدًا.
وردت كلمة علا ومشتقاتها في القرآن الكريم: الْعَلِيُّ تَعَالَوْا الْأَعْلَوْنَ عَلِيًّا وَتَعَالَى فَتَعَالَى الْعُلْيَا لَعَالٍ عَالِيَهَا الْمُتَعَالِ تَعَالَى الْأَعْلَى وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا الْعُلَى اسْتَعْلَى عَالِينَ وَلَعَلَا وَعُلُوًّا تَعْلُوا عَلَا فَتَعَالَيْنَ الْعَالِينَ عَلِيٌّ لَعَلِيٌّ عَالِيًا عَالِيَةٍ عَالِيَهُمْ عِلِّيِّينَ عِلِّيُّونَ.
وردت كلمة على ومشتقاتها في القرآن الكريم: عَلَيْهِمْ عَلَى وَعَلَى عَلَيْهِ عَلَيْكُمْ عَلَي عَلَيْنَا عَلَيْهَا عَلَيْهِنَّ عَلَيْهِمَا عَلَيْكَ وَعَلَيْهَا فَعَلَيْهِنَّ فَعَلَيْهَا فَعَلَيْكُمُ فَعَلَى فَعَلَيْهِ فَعَلَيَّ وَعَلَيْهِ وَعَلَيْنَا فَعَلَيْهِمْ لَعَلَى وَعَلَيْكُم وَعَلَيْهِمْ يَغْلِي عَلَيْكُمَا.







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN