أمُّ البنينِ فاطمةُ الكِلابيَّةُ، عراقيّةٌ أنجبَتْهَا الفحولةُ من العربِ.
نشأتْ في بيتٍ تَمَيَّزَ بالأصالةِ والكرامةِ، حيثُ تربَّتْ على المبادئِ الإسلاميَّةِ السَّاميةِ، مِمَّا جعلَهَا تتمتَّعُ بالقِيمَ النَّبيلةِ التي أهَّلَتْهَا لتكونَ زوجةَ أميرِ المؤمنِينَ (عليه السّلام).
صفةُ الطاعةِ والخدمةِ كانَتْ من أبرزِ سِمَاتِهَا، حيثُ كانَتْ خادمةً بكلِّ إخلاصٍ لزوجِهَا الذي يُعتبَرُ خليفةَ اللهِ في أرضِهِ، ولأبناءِ رسولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، فقدَّمَتْهُمْ على أبنائِهَا، في مشهدٍ لا يُضاهَى مِنَ التَّضحيةِ والإيثارِ.
لم تكن مجرَّدَ زوجةٍ وأمٍّ، بل كانَتْ رمزًا للشجاعةِ والكبرياءِ، وقد أدَّتْ دورًا بالغَ الأهميَّةِ في واقعةِ كربلاءَ.
فقد قدَّمَتْ أبناءَهَا في سبيلِ اللهِ نُصرةً للإمامِ الحسينِ (عليه السّلام)، رَغْمَ أنَّ حبَّ الأمومةِ يغلبُ في مثلِ هذهِ المواقفِ، لكنَّهَا اختارَتْ أن تكونَ أُمًّا للإباءِ والشَّهادةِ.
ليسَتْ مجرَّدَ شخصيَّةٍ تاريخيَّةٍ، بل أصبحَتْ رمزًا خالدًا في ذاكرةِ الأجيالِ، تُذكَرُ على مَرِّ العُصورِ كأمِّ الشّهداءِ، وكامرأةٍ قدَّمَتْ أغلى ما تَملِكُ مِن أجلِ الحَقِّ.
قِصَّتُهَا تُعتبَرُ مصدرَ إلهامٍ للصبرِ والإيمانِ باللهِ تعالى في مواجهةِ التحدّياتِ والمصائبِ، بفضلِ مكانتِهَا وتضحياتِهَا، وأصبحَتْ نموذجًا يُحتذَى بِهِ لكلِّ امرأةٍ مسلمةٍ؛ فحياتُهَا تعكسُ كيفَ يمكنُ للإيمانِ والصبرِ أن يصنعَا مِنَ الإنسانِ شخصيَّةً استثنائيَّةً قادرةً على تقديمِ كُلِّ شيءٍ في سبيلِ اللهِ تعالى.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN