تعددت الآراء في تفسير كيفية تكوين المياه في البحار والمحيطات ويمكن حصر هذه الآراء في اتجاهين هما :-
1- الاتجاه الأول الذي يرى ان مصادر مياه البحار والمحيطات خارجية رافقت نشأة الأرض عبر تاريخها الجيولوجي القديم، فعندما تكونت الأرض من سحابة غازية شديدة السخونة ، ثم تعرضت للبرودة نجم عن ذلك تكاثف بخار الماء في الغلاف الغازي وتساقط المطر واسهمت مياه المطر بالتعرية المائية لصخور كوكب الأرض ونقل المفتتات الصخرية نحو المحيطات ، مما ساعد على تكوين صخور رسوبية تراكمت في قيعان المحيطات ، وقد وجد أن اقدم عمر لهذه الصخور يناهز 3800 مليون سنة .
لقد تم دحض هذا الرأي حيث اثبتت الدراسات المناخية الحديثة أن طاقة الغلاف الغازي للأرض لا تزيد في جميع الحالات عن 130 مليون كيلو متر مكعب ، وأن ما اسهم به الغلاف الجوي من مياه المحيطات لا تزيد نسبته عن 10 من مجموع حجم المياه.
2- الاتجاه الثاني الذي يرى ان مياه البحار والمحيطات قد اشتقت أساسا من داخل كوكب الأرض من خلال البراكين والنافورات الحارة وقد استغرق ذلك معظم العمر الجيولوجي للأرض ، فمن المعروف انه عند ثوران البركان يندفع الحطام الصخري الصلب المتنوع الاحجام الى جانب اللافا البركانية السائلة القاعدية منها والحامضية ، فضلاً عن الغازات وبخار الماء . وتعد الصخور النارية مصدراً للمياه ، حيث يحتوي الصهير على كميات من المياه تقدر بحوالي 5 من حجمها ، وأن معدل كمية المواد التي تقذفها البراكين تقدر بحوالي 2 كيلو متر مكعب سنوياً ، مما يعني أن كمية المياه التي تصل الى المحيطات من هذه المواد تبلغ حوالي 0٫1 كيلو متر مكعب في السنة ، وطبقاً لذلك فأن كمية المياه التي تدفقت بفعل النشاط البركاني منذ بداية عصر الكمبري حوالي 600 مليون سنة من عمر الأرض وتقدر بحوالي 60 مليون كيلو متر مكعب وهي كمية قليلة مقارنة مع الحجم الهائل لمياه البحار والمحيطات ، وينبغي أن نأخذ في الحسبان اختلاف النشاط البركاني خلال العصور الجيولوجية ، حيث كان نشاطه يفوق ما عليه في العصر الحالي وهذا ما أكده وليم ثور مبري في احد أفكاره الجيومرفولوجية التي نصت على ( ان القوى التي تشكل سطح الأرض اليوم هي نفسها التي شكلته خلال العصور الجيولوجية السابقة ولكن بدرجات متفاوتة من عصر الى آخر ) . ومن بين تلك القوى النشاط البركاني . وقد ضرب لنا مثال على ذلك عندما ذكر ان عدد البراكين الخامدة في الوقت الحاضر يبلغ حوالي 4000 بركان خمدت معظمها قبل العصر الجيولوجي الحالي .
ويستدل من العرض السابق أن مياه البحار والمحيطات تكونت من مصدرين احدهما خارجي يرتبط بنشأة الأرض التي كانت كتلة ملتهبة ثم بردت تدريجياً ، مما أدى الى تكاتف بخار الماء في الغلاف الغازي وتساقط المطر وجريان مياهه نحو البحار والمحيطات . أما المصدر الآخر فهو باطني يتمثل بالنشاط البركاني الذي يقذف الحمم البركانية المصحوبة ببخار الماء الذي يتكاثف ويسقط في هيئة مياه على سطح الأرض تزود البحار والمحيطات.
وتشغل مساحة اليابسة من الكرة الأرضية حوالي 149 مليون كيلو متر مربع وتشكل نسبة 29 من اجمالي مساحة الكرة الأرضية التي تبلغ 510٫1 مليون كيلو متر مربع ، فيما تشغل مساحة المياه البحرية حوالي 362 مليون كيلو متر مربع وتشكل نسبة 1 من مجموع مساحة الكرة الأرضية . وتتوزع هذه المساحة على نصفي الكرة الأرضية بصورة غير متجانسة ، ففي النصف الشمالي من الكرة الأرضية وتشكل اليابسة نسبة 9 في حين تشكل نسبة المياه 61 التي يتركز معظمها في النصف الشمالي الشرقي . أما النصف الجنوبي من الكرة الأرضية فتبلغ نسبة اليابسة 19 ، بينما تبلغ نسبة المياه 81 يتركز عظمها في النصف الجنوبي الغربي . ويطلق على المياه البحرية اسم المحيط العالمي ، وان التباين في مواقع واشكال القارات وتعرج سواحلها وانتشار الجزر الكبيرة نجم عنه تباين في اشكال مسطحات المياه البحرية التي تشتمل على المحيطات البحار والخلجان.







وائل الوائلي
منذ 21 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN