ان مفاتيح الارض اعطيت الى الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم، فعن ابن الحنفية قال الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (اعطيت ما لم يعط احد من الانبياء)، فقلنا يا رسول الله، ما هو قال (نصرت بالرعب واعطيت مفاتيح الارض، وسميت احمد، وجعل التراب لي طهورا، وجعلت امتي خير الامم). قال الله جل وعلا "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ" (ال عمران 110).
ان الانسان عند تعامله مع الله تعالى عليه ان يتعامل بحب فالانسان يحب الانسان الاخر الذي يخدمه. وعلى الانسان ان يزرع محبته لله في القلب "وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ" (البقرة 165). اما البدأ بالاستشعار بحب الله فتتم بالتفكير بنعم الله ومن النعم نعمة النوم بان جعل الله الارض مهدا ساكنا لم نشعر بحركتها ولو انها تتحرك حول نفسها و حول الشمس.
حتى يبارك الله الارض وما فيها يتطلب على الانسان ان يكون مؤمنا متقيا وعندما يحصل تكذيب وانحراف بما شرع الله سبحانه فان الارض تصبح وبال على ساكنيها كما قال الله جل جلاله "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" (الاعراف 96).
قال الله تبارك وتعالى "أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ" (الاعراف 98) عن البرهان في تفسير القرآن: المُراد من يلعبون: أي وهم مُنشغلون في شؤوناتِ حياتهم الدنيوية، فهذه الحياة في حقيقتها هي لعبٌ ولهو، لأنّها محدودة. فهذا الذي يقضي وقته ليبني بناء كبيراً، أو يبذل كلّ شيء كي يُؤسّس لعرش ملكي وكأنّه سيبقى خالداً. الذي ينظر إلى هذا الأمر من خارج حدود الدنيا يرى أنّ هذا الشخص يقوم بلعبٍ لا أكثر. فإنّه ربّما بعد ساعتين سيُفارق الدُنيا. أمّا أن يصرف الإنسان عُمره في أشياء ربّما يفقدها بعد لحظات وقيمتها تبقى في الأرض، لن تُسجّل له، إن لم تكن وبالاً عليه في يوم القيامة. أليس في الروايات ما مِن مجلس يجلسه الإنسان ويكون هذا المجلس خليّاً من ذكر محمد وال محمد، إذا كانتْ هذهِ المجالس خليّة من هذه المضامين فإنّها ستكون وبالاً على الإنسان في يوم القيامة.
قال الله تعالى "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (البقرة 117) عن الطبرسي في مجمع البيان ان الايات الافاقية مثل هذه الاية هي التي تنظر في خلق الله لهذا الكون مثل السماوات والارض والبحار والصحاري والنباتات والحيوانات والكواكب في السماء، فالناظر لهذه الايات والمتأمل فيها يقطع ويؤمن بوحدة الخالق ووجوده.
وعن الطغيان في الارض ضرب الله تعالى ثمود مثالا عن القوم الظالمين حيث قال عز من قائل "وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا" (الاعراف 73) قوم طغوا "كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا" (الشمس 11) ولكن الله تعالى هلكهم "فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ" (الحاقة 5) بعد ان كانوا خلفاء لهم قصور "وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا" (الاعراف 74).
قال الله عز وعلا "لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ" (الانعام 67) عند مفسرين ان هذه الاية تشير الى احتمالية وجود مخلوقات خارج كوكب الارض.







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN