للأم دور كبير في المجتمع ككل، وهناك عدد من الآيات التي ذكرها الله في كتابه الكريم عن الأم قال الله جل جلاله "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" (الاسراء 23-24)، و "وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا" (الاحقاف 15). يوصي الله في الآية بنى آدم بالإحسان بالوالدين وأشار سبحانه وتعالى إلى حمل أمه له. ووضعه بما فيه من مشقة وعناء فترة الرضاع والفطام، وفي ذلك تنبيه على الواجب للأم وبرها. أتى رجلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال:(إني أشتَهي الجهادَ ولا أقدِرُ عليه، قال: هل بقِي مِن والدَيكَ أحَدٌ قال: أُمِّي، قال: فأبلِ اللهَ في بِرِّها، فإذا فعَلتَ ذلك فأنتَ حاجٌّ ومعتمرٌ ومجاهدٌ، فإذا رَضِيَتْ عنكَ أمُّكَ فاتقِ اللهَ وبِرَّها).
قال الله تعالى "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ" (عبس 34-37) الرابطة تتأثر بهول يوم القيامة فقط، فيستقل الولد عن أمه، والأم عن ولدها. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل قال : (الصلاة على وقتها) قلت ثم أي قال: (ثم بر الوالدين) قلت: ثم أي قال: (ثم الجهاد في سبيل الله)- قال حدثني بهن ولو استزدته لزادنى.
قال الإمام الشافعي: أطع الإله كما أمر واملأ فؤادك بالحذر وأطع أباك فإنه رباك من عهد الصغـر وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وارضها فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــرْ. وقال أبو العلاء المعري: العيش ماض فأكرم والديك به والأم أولى بإكرام وإحسان وحسبها الحمل والإرضاع تدمنه أمران بالفضل نالا كل إنسان.
ولا يوجد افضل من كفالة الام لابنها كما حصل في قصة موسى عليه السلام مع امه قال الله جل جلاله "إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ ۖ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ" (طه 40). قال النبيّ صلى الله عليه واله وسلم (الجنة تحت أقدام الاُمهات). ولما كانت الأم مصدر الحنان ومنبع الإحسان بالنسبة للولد ذكّر هارون أخاه موسى عليهما السلام بأمه حين غضب وأخذ برأسه، قال سبحانه: "ولما رجع موسى إلى قومه غضبانَ أَسِفاً قال: بئسما خَلَفتموني من بعدي أَعَجِلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه قال ابنَ أمَّ إن القوم استضعفوني" (الاعراف 150) وفي موضع آخر قال: "يا بنَ أُم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي" (طه 94).
وأُمّ كل شيء: معظمه، ويقال لكل شيء اجتمع إليه شيء آخر فضمّه: هو أُم له قال الله عز وعلا "فأُمُّه هاوية" (القارعة 9). عن الامام زين العابدين عليه السلام أنه قال (وأمّا حقّ اُمك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبالِ أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحّي وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها، وانك لا تطيق شكرها إلاّ بعون الله وتوفيقه).
قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ: (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ).







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN