مـفهـوم رأس المـال الفـكـري
المؤلف:
د . سعد علي حمود العنزي د . احمد علي صالح
المصدر:
إدارة رأس المال الفكري في منظمات الاعمال
الجزء والصفحة:
ص145 - 151
2025-09-18
238
وانطلاقاً من ذلك يعد من الضروري استعراض مفاهيم رأس المال الفكري، وبيان أهميته وعلى النحو الآتي:
1 - مفهوم رأس المال الفكري
أصبح رأس المال الفكري مألوفاً لدى الكثيرين ودارج الى حد كبير جداً في حياتنا اليومية، بدليل بدأ يترأس عناوين المقالات الرئيسة في الصحف الشعبية والبحوث الثقافية. (3: 1999,Yakhelf & Morling)، ولكن على الرغم مما تقدم، وكما يقول الفيلسوف الألماني (هيجل): «ليس كل ما هو مألوف مفهوم بوضوح، والمشكلة تبدأ عندما يجب ان يحل الفهم محل مجرد الألفة».
ان ما تقدم دفع الباحثين لاحصاء المفاهيم المتعلقة بالمصطلح المذكور، كما وردت في الفكر الاداري المتخصص الذي تسنى الاطلاع عليه. ووجد انها تقارب (50) مفهوماً.
ولجعل المألوف مفهوم، استلزم الأمر استعراض بعض المفاهيم المنقاة بحسب المراحل الزمنية الثلاث المحددة بالفقرة السابقة وبواقع (0.25) من مجتمع المفاهيم، ومحاولة تحليل محتواها واستنباط مفهوم نظري واجرائي منها يلائم توجهات الدراسة الحالية ويوضح الجدول (1 - 5) تلك المفاهيم.



أ- بلغ عدد المفاهيم المعروضة (13) مفهوماً من أصل (50) مفهوماً (1)، وتشكل نسبة (29%) تقريباً التي هي أكبر من الربع قليلاً. وتعد نسبة مقبولة، موزعة بنسبة (8%) للمرحلة الأولى و (4%) للثانية و (14%) ومن الطبيعي أن تكون نسبة المرحلة الثالثة معادلة لنسبتي المرحلتين الأولى والثانية، لأن تلك المرحلة شهدت جهود بحثية عديدة ومؤتمرات متعددة.
ب- ركزت مفاهيم المرحلة الأولى على القابليات البشرية عامة بجانبيها النوعي والكمي، وبالاستناد الى المبادئ الاقتصادية فقط. وبرغم منطقية بعض المبادئ الا ان معالجتها تبقى احادية الجانب. ويقول (العنزي، 2004) في هذا الصدد: ان ادارة المنظمات لو اعتمدت على المبادئ الاقتصادية، فأنها قد لا تستطيع الوصول الى ما دعي (Stewart) بتوكيده على رأس المال الفكري بوصفه الثروة الأكيدة التي لا يمكن ان تستغني عنه اية منظمة أعمال.
ج- مفاهيم المرحلة الثانية لتوضيح المقصود برأس المال الفكري باعتماد مبادئ المنهج السلوكي والمعرفي، الا انها شكت من عدم متابعة المحاسبين لمردوداته وقد يكون السبب وراء ذلك عدم القدرة على قياس مكوناته وهذا ما افصح عنه (2000,Koenig) بقوله «انـه فـي
بداية التسعينات، كان رأس المال الفكري الشغل الشاغل لبحوث رجال الاعمال، وحاولوا العثور على طرق لحسابه، وجعله جزء من الميزانية، واتضح رغم كثرة البحوث حول ذلك، من الصعب جداً من الناحية العملية قياسه، أن لم يكن مستحيلاً».
د- أكدت مفاهيم المرحلة الثالثة على النظرة الشمولية لمفرداتها - (اقتصادية، سلوكية، معرفية )- من جهة، والتأكيد على قياس مكونات رأس المال الفكري من جهة أخرى، معتبرة ذلك ضرورة لابد منها.
ويقــول (1998:4,Lenzner & Shook) في هذا الصدد ان قياس رأس المال الفكري قضية حتمية لابد منها، فما لا يقاس لا يمكن ادارته»، ويعضد (1998:2 ,Brown) الرأي السابق بقوله: «أن تعزيز الموجودات الفكرية في المنظمة وتفعلياتها، يتم عندما يكون هنالك قياس للقيمة الفكرية فيها يبين مدى الافادة منها».
وبعد هذا العرض، لعل من المفيد ذكره الى انه يمكن النظر الى المراحل الثلاث كمنظومة تكاملية، اذ سهلت المرحلة الأولى ولادة المرحلة الثانية، واستفادت المرحلة الثالثة من هنات الثانية. وعلى هذا الاساس ننظر إلى رأس المال الفكري، بأنه: مجموعة من العاملين يمتلكون قدرات عقلية، عناصرها- (معرفة، مهارة، خبرة ،قيم) - يمكن توظيفها واستثمارها في زيادة المساهمات الفكرية، لتحسين اداء عمليات المنظمة، وتطوير مساحة ابداعاتها، بشكل يحقق لها علاقات فاعلة مع جميع الأطراف المتعاملة معها، ويجعل فرق قيمتها السوقية عن قيمتها الدفترية كبيراً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نظراً لعدم منطقية عرض هذا العدد من المفاهيم فقد ارتأى الباحث اختيار (0.25) من مجموع المفاهيم بالسحب العشوائي الطبقي، وهذا العدد يمثلها تمثيلاً مقبولاً، اذ اظهر اختبار (X2) أن القيمة المحسوبة لعينة مفاهيم رأس المال الفكري بلغت (0.001) وهي اصغر بكثر من القيمة الجدولية (6.635) عند مستوى (0.01) ودرجة حرية (1) وهذا يعني ان عينة المفاهيم المحسوبة تنتمي الى المجتمع نفسه وتمثله.
الاكثر قراءة في استراتيجية ادارة الموارد البشرية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة