ثانياً: صناعة رأس المال الفكري

تمثل مسألة صناعة رأس المال الفكري أمراً في غاية الاهمية، وتأتي هذه الحقيقة من نتائج بعض الدراسات الميدانية، فقد اكدت (261 :1999 ,Nahape & Ghoshal ضرورة صناعة رأس المال الفكري لأنه يمثل مصدراً للميزة التنظيمية، التي تمثل تراكم إمكانيات منظمة ما لابتكار المعرفة والمشاركة فيها، بما يجعلها تتفوق على الشركات المنافسة في السوق. وطالب الباحثان المذكوران بتأكيد عمليات رأس المال الفكري، أي معرفة كيف (Know-How) أكثر من ماهية رأس المال الفكري، أي معرفة ماذا (Know-How).

كما أشر التقرير الخاص بالتنمية البشرية في الدول العربية, أن تراكم رأس المال الفكري وتكوينه يشكلان معضلة رئيسة في البلاد العربية اذ تشير الاحصاءات والتقارير الى ان هذه البلاد هي الاقل انتاجاً وافادة من المعرفة، (الغالبي والعامري 2001 (10) ومن هذا المنطلق أكد (العنزي، 2001 :123) أن عملية صناعة رأس المال الفكري تتطلب استخدام طرائق فاعلة للربط بين ادوات العمل الجديد، والانظمة المبتكرة، والتصاميم التنظيمية الملائمة، فلسنوات عدة مضت استخدمات الشركات الكبيرة اساليب كثيرة في صنع الأفراد الذين يكونوا في عداد رأس المال الفكري. وفي ادناه بعض الاستراتيجيات الخاصة بصناعة رأس المال الفكري.

 1- خريطة المعرفة (Knowledge Map): تعرف خريطة المعرفة على انها تقديم عرض مرئي للمعرفة الحيوية المؤدية الى تحقيق اهداف الاعمال الستراتيجية، ومن ثم تركز على نوع المعرفة التي تأمل بمشاركتها، ومع من ؟ وأين يمكن ان نجدها؟ وعلى هذا الاساس فأن الشركة ترسم خريطة المعرفة للتعرف على محفظة المعرفة فيها، داخلها. (57 :1998 ,Tissent et al) وتؤكد رؤية هذه الستراتيجية على ان المعرفة ليست غير ملموسة فقط، وانما غير قابلة للتعبير عنها ايضاً في الغالب اذ اننا نعرف عادة اكثر مما يمكن ان نتحدث به ، وأن المعرفة الضمنية هي في رؤوس الأفراد لهذا فأن منظمات المعرفة ستحصل على عائد أكثر بكثير في عملية استثمار وقتها في اوعية المعرفة، وبناء خرائط المعرفة التي توصف المسارات المؤدية الى المعرفة في الشركة وسهولة الوصول اليها, (نجم، 2004: 422) أن غاية استخدام خريطة المعرفة تتمحور بـ:

أ- تحديد المركز المعرفي للشركة مقارنة بالشركات المنافسة وكما موضح في الشكل (1 - 8).

ويتضح من الشكل (1 - 8) ان هناك ثلاثة انواع من المعرفة تحددها الخريطة اساسها تحديد المركز المعرفي للشركة، وهي:

* المعرفة الجوهرية اقل حجماً ومستوى من المعرفة الذي ينبغي توافره لدى المنظمة لمواجهة المنافس، وبموجبها تتمكن من معرفة قواعد اللعبة في مجال القطاع الذي تعمل فيه، لكنه لا يعطيها ميزة تنافسية على المدى الطويل.

*المعرفة المتقدمة: وهي المعرفة التي تمكن المنظمة من اكتساب قدرات المنافسة، عندما تختار ان تنافس على اساس المعرفة.

* المعرفة الابتكارية: تلك المعرفة التي تعطي المنظمة القدرة على قيادة القطاع وفي هذه الحالة يكون تمايز المنظمة واضحاً مقارنة مع المنافسين، مما يمكنها ذلك من تغير قواعد اللعبة بالاسلوب والتوقيت الذي تحدده. 

ب- تحديد فجوات المعرفة التي تمثل النقص او الضعف في المعرفة من أجل العمل على غلق تلك الفجوات بصناعة المطلـوب منها (83 :2002 ,Kim & Mauboragne ان من ابرز ممارسات المعرفة في صناعة راس المال الفكري تكون عن طريق:

* تعزيز قابليات الافراد في مجال حل المشكلات بالافادة من المعرفة المدونة في أنظمة البرامجيات، لأن تقنيات المعلومات تسمح بصناعة رأس المال الفكري بطريقة جديدة فاعلة ومرنة عن طريق تجميع البيانات وتحليلها وتقديمها للمتخصصين لمحاكاتها، ورســــم السناريوهات الملائمة، مما يساهم هذا في زيادة منحنى الخبرة للشركة (العنزي، 2001: 124).

* تمكين الأفراد من العمل مع ذوي الياقات الذهبية Golden-Coller «رأس المال الفكري».... المتمرس بطريقة التلمذة، ان أول من اطلق مصطلح ذو اللياقات الذهبية هو (Kelley) في كتابه الذي يحمل اسم (العامل ذو اللياقة الذهبية) وهي اشارة الى الافراد الذين تعود اهميتهم الى حجم مساهمتهم في الاقتصاد وفي شركاتهم، فضلاً عن قدراتهم العالية على الكسب الشخصي، ويجمعون بين قدرات علمية تخصصية متميزة وخبرات ومهارات ضرورية مضافة من ذوي اللياقات الزرقاء واللياقات البيضاء.(نجم، 2004: 438).

ويطلق الاقتصادي الأمريكي (روبرت رايش) على الفئة السابقة بـ (المحللين الرمزيين) أو (الخمس المحظوظ) وهي اشارة الى الافراد الذين يعد ذكائهم ومعرفتهم مصدراً للقوة والنفوذ. (بميك، 2002: 279)، ويلاحظ ان الخصائص والتسميات آنفة الذكر تنطبق تماماً على رأس المال الفكري، لاسيما المتمرس منه، ولذلك فأن قدرة هؤلاء على صناعة رأس مال فكري عالٍ من خلال حشد الافراد معهم لـلتعلم منهم بطريقة التلمذة. لأن هذا الاسلوب يساهم في نقل المعرفة الضمنية الموجودة في رأس المال الفكري المتمرس الى الافراد بحسب وصف (نجم، 2004: (430) وعلى النحو الآتي: 

* ان صاحب المعرفة الضمنية يمكن ان يتعامل مع مجموعة من المتعلمين في كل مرة.

* ان التعلم يتم من خلال المثال (Sample) بدلاً من ان يتم من خلال السلوك الحسي (Percept) لأنه ببساطة لايستطيع ان يضع كل العناصر غير الملموسة في معرفته او براعته في كلمات.

* ان الامثلة التي يقدمها صاحب المعرفة الضمنية في البدء تكون غامضة ومختلفة لتلاميذه، ولكن تعلمها يتحقق مع التكرار الكثيف والمستهلك للوقت. ليظهر اللغز تدريجياً.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

وزارة التعليم العالي تكرم جامعة العميد لحصولها على جائزة المكتبة الأكاديمية المتميزة

جمعية العميد تناقش استعداداتها لانطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الرابع لإحياء تراث أمير المؤمنين (عليه السلام)

أكاديمية التطوير الإداري تواصل برنامج الخطة الخمسينية لعدد من ملاكات العتبة العباسية المقدسة

المجمع العلمي يواصل تقديم دورته التطويرية لعدد من الملاكات التربوية في الديوانية

المزيد

الآخبار الصحية

الرياضة وحدها لا تكفي.. كيف يؤثر الجلوس الطويل على الصحة؟

دراسة: بدائل السكر ليست آمنة على الكبد

تفاحة قبل النوم.. عادة بسيطة مفيدة أم خطر على الصحة؟

احذر مشاركتها مع الآخرين.. 3 أدوات شائعة قد تنقل أمراض خطيرة

المزيد

الآخبار التكنلوجية

الهنغاري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للآداب 2025

رسميا.. إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2025

باحثون: تشات جي بي تي ونماذج الذكاء الاصطناعي يمكن "تسميمها"

عالمان في الأعصاب يرفعان دعوى قضائية ضد شركة آبل

المزيد

مواضيع ذات صلة

خـصائـص محفظـة رأس المـال الفـكـري

مـفهـوم مـحفظـة رأس المـال الفـكـري

المرتكزات الفكرية لبناء محافظ رأس المال الفكري (اسباب الاهتمام بمحفظة رأس المال الفكري)

نـماذج المحفظـة البـشريـة ومـؤشـراتـها

اسباب تنامي استعمال المحفظة البشرية وتنويع اختباراتها وخصائص المحفظة البشرية

انـواع المحافـظ البشريـة من حيـث الحجـم والاختصـاص وتطورهـا

المنظـور المعرفـي لمـحافـظ رأس المـال الفـكـري (فكرة المحفظة البشرية ومفهومها وتطورها)

نـماذج قـيـاس رأس المـال الفـكـري وادارتـه

دافع قياس رأس المال الفكري، ومفهومه واهميـتـه

بناء الانسجة الفكرية Intellectual Webs Buildingوالقيادة الذكية Smart Leadership

آليات بناء رأس المال الفكري وومتطلبات تطويره (استقطاب رأس المال الفكري)

الإطار المفاهيمي لتصنيف رأس المال البشري 2