العلاقـة بيـن الالتـزام المنظمـي ومـشاركـة العاملـيـن
المؤلف:
د . سعد علي حمود العنزي د . احمد علي صالح
المصدر:
إدارة رأس المال الفكري في منظمات الاعمال
الجزء والصفحة:
ص84 - 85
2025-09-15
284
خامساً : طبيعة العلاقات البيئية بين الإلتزام والمشاركة وإدارة الجودة الشاملة
1- العلاقة بين الالتزام المنظمي ومشاركة العاملين:
افرز التطور المهم الذي تعكسه الأدبيات الإدارية المعاصرة إن اندماج ومشاركة العاملين تعد وسائل لإحراز النمو الشخصي وإشباع الحاجات وهي جزء مكمل لأنظمة ستراتيجيات الموارد البشرية التي تنصب نحو تعزيز مستويات الالتزام لدى العاملين ، كأداة بيد المنظمة لإيجاد الميزة التنافسية (177-1992:176 Debrah & Aree). بل إن أهم أهداف ادارة الموارد البشرية هو تحقيق انتماء وولاء الأفراد للمنظمة والمحافظة على استمرارية رغبتهم في العمل وزيادتها كلما أمكن ذلك (السالم وصالح،.48:2000 )
أن العلاقة بين الالتزام المنظمي ومشاركة العاملين، يمكن النظر لها من زوايا عديدة، وقد تأخذ اتجاهات ومسارات متباينة، فهما يلتقيان بكونهما يعبران عن مواقف واتجاهات العاملين، كذلك يمكن النظر للعلاقة بينها من زاوية تأثيراتهما والنتائج التي تتمخض عنهما، والعوامل المؤثرة فيهما، ویری(4-2000:3,coffey) إن العلاقة بين الالتزام المنظمي ومشاركة العاملين يمكن أن تأخذ بعدين:
الأول: على مستوى الفرد، فالمشاركة قد تكون فعل طبيعي ينجم عن التزام الفرد لأهداف أو مثل عليا، وهنا يشترك كل من الالتزام والمشاركة بخصائص متشابهة وهي أن الفرد يمارسهما طوعاً.
الثاني: على مستوى العلاقة بين الفرد والرئيس، حيث أن ما يبديه العاملون من التزام ومشاركة، هو تعبير عن مدى استجابة ادارة المنظمة للأهداف أو الغايات التي يتبناها هؤلاء العاملون.
وينطوي كل من الالتزام المنظمي ومشاركة العاملين على أبعاد اجتماعيه، حيث يسعى الفرد ويكافح من خلال الالتزام والمشاركة ليكون عضو في نظام معين.
2 2002 ,Forman&Jorgensen) و (1974:533,Buchanan).
ويرى البعض أن الالتزام والمشاركة إنما يعبران عن اندماج العاملين بالمنظمه أو الانشطه التي يؤدونها، وهما ينسجمان مع افتراضات نظرية (Newstrom&Davis, 1997:229) (Buchanan,974:538) (Y) .(Forman & Jorgensen, 2002:2)
وهناك تشابه بينهما في مجال العوامل المؤثرة فيهما، كالسمات الشخصية للعاملين، الخصائص التنظيمية ومواقف وتوجهات ادارة المنظمة و مجالات تأثيرهما لاسيما في الأداء والرضى الوظيفي للعاملين، وهناك شبه إجماع تدعمه نتائج بعض الدراسات مفاده إن مشاركة العاملين تؤدي إلى توليد أو زيادة مستوى الالتزام المنظمي لدى العاملين ,Sheldon, 1971:148) ,(Cabrera,etal, 2000:4).(Anthony etal)
(Langan-fox,2002:54), (Herbiniak, 1974,649-662) 1999:467),
فالمدير الذي يتميز نمط أشرافه بالتعامل الإنساني ويتيح لمرءوسيه المشاركة في اتخاذ القرارات، غالباً ما يكون لديه موظفين يتميزون بمستوى عال من الالتزام قياساً بزميله الذي يغلب على نمطه القيادي الانفراد بالرأي والتسلط في العمل (السالم وصالح، 924:2000). وفي دراسة على عينه من المشرفين والعاملين في البيئة الصينية وجد أن مشاركة العاملين قد ارتبطت بعلاقة ايجابية مع الالتزام المنظمي .(Francesco &Chen, 2000:26)
وعلى الرغم من التقارب أو التداخل بين الالتزام المنظمي ومشاركة العاملين، إلا أن هناك نقاط اختلاف بينهما، فلا يمكننا التسليم بأن زيادة مستويات الالتزام المنظمي لدى العاملين تؤدي إلى زيادة في مستوى مشاركتهم، كون المشاركة إنما تعتمد بدرجه كبيره عن فلسفة ونمط الإدارة وبالتالي القواعد والإجراءات السائدة في المنظمة، من جانب آخر فأن المشاركة يمكن ملاحظتها وإدراكها من خلال مجمو عة من التطبيقات والممارسات، في حين أن الالتزام بالإمكان الاستدلال عليه من خلال مجموعة من السلوكيات التي يبديها الفرد حيال المنظمة أو العمل الذي يؤديه.
أن النظرة للعلاقة بين الالتزام المنظمي ومشاركة العاملين ينبغي أن تكون قائمة على أساس التكامل بينها، فالالتزام المنظمي يتعزز بالمشاركة وبالعكس، مما يؤدي بالنتيجة إلى إيجاد بيئة عمل ملائمة.
الاكثر قراءة في استراتيجية ادارة الموارد البشرية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة