الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أسلوب التدريس / تشجيع الجد والتميز
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 191 ــ 193
2025-07-12
20
العلاقة بين أسلوب التدريس والمعلومات التي يقدمها المعلم خلال الدرس، هي من نوع العلاقة بين الشكل والمضمون، وقيمة الأشياء ـ على نسب متفاوتة - من الشكل والمضمون معاً، وفي الحديث: (إن من البيان لسحراً)، إن التدريس هو فن إيصال المعلومة للطالب، والنجاح فيه، وإن كان يقوم على امتلاك قدر مناسب من المعلومات إلا أن الجانب المهاري فيه؛ ذو أهمية بالغة. وقد رأينا كثيراً من المعلمين الذين يملكون من المعرفة ما هو مطلوب، لكن لم ينجحوا في عملهم، كما رأينا منهم من يعد ناجحاً مع قلة بضاعته من العلم في المواد التي يدرسها؛ لأنه يملك ما يتطلبه الموقف التعليمي من مهارة وعتاد.
إن أسلوب الرجل، هو الرجل نفسه، ولا ينطبق هذا على شيء کانطباقه على مهنة التعليم، فالبراعة في أداء الدرس، لا تعتمد على البيان وحده، كما لا تعتمد على المعلومات وحدها، ولا على شكل المدرس، أو طريقة تعامله مع طلابه، وإنما هي عصارة فكر المعلم وثقافته وروحه وأحاسيسه وذوقه وحسن تصرفه؛ ومن نوعية هذه العصارة يكون أداء المدرس في عمله.
نحن لا نريد هنا أن نلج في تفاصيل الأسلوب التعليمي الناجح، فنحن لا نكتب في هذه السلسلة لأهل الاختصاص، وإنما نريد أن نقدم بعض الإضاءات التي نظن أنها ترفع من سوية الوعي العام في المسائل التي نطرقها.
* الثناء على أصحاب الكفاءات وأصحاب السلوك المتميز والهمة العالية أدب نبوي رفيع؛ حيث حملت لنا الآثار مديحه (صلى الله عليه وآله) للعديد من أصحابه، تقديراً لتقدمهم في العديد من المجالات. كما أثنى على أهالي بلدان وأقاليم، وعلى شعوب وقبائل، مما هو معلوم ومشهور.
إن الإنسان مهما بلغ من المكانة - يظل بحاجة إلى التقدير والتشجيع، وكأن الواحد منا غير متأكد من منزلته في نفوس الآخرين، وغير واثق من اعترافهم بفضله. ويبدو أن تقويم المرء لنفسه يتم عبر اعتبارات اجتماعية وثقافية، كما يخضع لاعتبارات موضوعية وشخصية، مما يجعل المرء بحاجة دائمة إلى غيره في هذا المقام لهذا كله كان على المعلم أن يكافئ طلابه الذين يظهرون تفوقاً في السلوك أو التحصيل أو الخدمة العامة أو التعاون... والمعلم حين يكافئ طالباً على سلوك ما، فإنه في الحقيقة لا يكافئ على ذلك السلوك فحسب، وإنما يدعم الذات كلها، وتكون النتيجة رضا الإنسان عن نفسه، وتعزيز ثقته بذاته مما يدفعه إلى المزيد من الأعمال التي يظن أنها تمنحه ثواباً أكثر.
إن الطفل الصغير، يميل إلى الثواب الذي يتجسد في أشياء محسوسة كبعض الهدايا، وكلما كبر صار للثواب المعنوي قيمة أكبر؛ فنيل المرء الكبير في السن للقب من ألقاب التفخيم أهم في نظره من هدية ذات قيمة مالية عالية. ولذا فإنه يكفي في كثير من الأحيان أن يبدي المعلم علامات القبول والاستحسان، ويطلق عبارات الثناء والتقدير، والمهم دائماً هو الصدق والإخلاص (1).
إذا أردنا أن يكون (الثواب) فعالاً في تعزيز التميز، فينبغي أن نجعله مباشراً وسريعاً، فحب قطف الثمار بأسرع وقت ممكن غريزة مكينة في نفوس البشر كما قال - جل وعلا -: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11]، حين يقوم الطالب بعمل جيد، فإنه يتوقع التقدير من معلمه، فإذا لم يسمع ما توقعه، فقد يفسر ذلك على نوع من العقوبة له، أو نوع من الاستخفاف به. وقد يتجاوز الأمر ذلك إلى الحكم على المعلم بالتبلد أو الظلم وبهذا تصبح مسألة المكافأة عنصراً مهماً في نجاح العملية التعليمية، وبناء الثقة بين المعلم والطالب.
إن الثواب يستمد قدراً كبيراً من أهميته من شخصية (المعلم)، فإذا كان يحوز على حب طلابه واحترامهم، فإن لكلماته آنذاك معاني استثنائية في تعزيز الإنجاز، كالمعاني التي تصحب شهادة ينالها المرء من جامعة أو هيئة لها مكانة عالمية.
لا بد من الإشارة هنا إلى أن الثواب يفقد قيمته تدريجياً إذا اشتمل على عنصر المبالغة، أو إذا تم منحه بسخاء، فالمعلم الذي يصف أحد طلابه بأنه عبقري زمانه، أو الذي يقول لكل طالب: إنه مثالي أو ممتاز، يفقد مصداقيته، وتتحول مكافآته السخية إلى عنصر سلبي في العملية التعليمية!
وإلى جانب هذا فعلى المعلم أن يكون على حذر من أن يقود الثناء على بعض الطلاب إلى إشعال نار الغيرة والتنافس الشديد بينهم مما يبث بينهم العداوة والبغضاء.
إن مرض الغرور والثقة المبالغ فيها بالنفس، قد يتولد من التشجيع غير المقترن بالحكمة، مما يسبب الضرر لمن أردنا نفعه والإحسان إليه.
لعل المناسب أن نكافئ بحذر، وأن نرقب نتائج ذلك بالإضافة إلى جعل الطالب يدخل في تنافس مع نفسه بدل التنافس مع زملائه، وكأن يقال له: إن العمل الذي قمت به كان رائعاً، ولكن دون المستوى الذي قدمته في الفصل الماضي، أو يقال؛ إن ما قمت به ممتاز، ولكن بإمكانك أن تقدم أفضل منه؛ فظروفك تسمح لك بخير منه.... هذا ونحوه، يدفع الطالب في طريق (التفوق على الذات) بدل الانشغال بمقارنة نفسه بزملائه، وربما الكيد لهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ انظر: الدروس التي تتعلمها التربية من علم النفس: 36، 37.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
