الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أسلوب التدريس / تعليم أكثر التصاقاً بحقائق الأشياء
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 188 ــ 190
2025-07-10
25
العلاقة بين أسلوب التدريس والمعلومات التي يقدمها المعلم خلال الدرس، هي من نوع العلاقة بين الشكل والمضمون، وقيمة الأشياء ـ على نسب متفاوتة - من الشكل والمضمون معاً، وفي الحديث: (إن من البيان لسحراً)، إن التدريس هو فن إيصال المعلومة للطالب، والنجاح فيه، وإن كان يقوم على امتلاك قدر مناسب من المعلومات إلا أن الجانب المهاري فيه؛ ذو أهمية بالغة. وقد رأينا كثيراً من المعلمين الذين يملكون من المعرفة ما هو مطلوب، لكن لم ينجحوا في عملهم، كما رأينا منهم من يعد ناجحاً مع قلة بضاعته من العلم في المواد التي يدرسها؛ لأنه يملك ما يتطلبه الموقف التعليمي من مهارة وعتاد.
إن أسلوب الرجل، هو الرجل نفسه، ولا ينطبق هذا على شيء کانطباقه على مهنة التعليم، فالبراعة في أداء الدرس، لا تعتمد على البيان وحده، كما لا تعتمد على المعلومات وحدها، ولا على شكل المدرس، أو طريقة تعامله مع طلابه، وإنما هي عصارة فكر المعلم وثقافته وروحه وأحاسيسه وذوقه وحسن تصرفه؛ ومن نوعية هذه العصارة يكون أداء المدرس في عمله.
نحن لا نريد هنا أن نلج في تفاصيل الأسلوب التعليمي الناجح، فنحن لا نكتب في هذه السلسلة لأهل الاختصاص، وإنما نريد أن نقدم بعض الإضاءات التي نظن أنها ترفع من سوية الوعي العام في المسائل التي نطرقها.
* إن الأعمال العقلية المعتمدة على التعريفات والمقارنات والتصورات الذهنية وحشود من الجمل والآراء - أكبر مصدر للضجر والملل، وأكبر مصدر للتصورات والآراء الخاطئة أيضاً.
وقد أدرك عدد من كبار المربين عقم التدريس في داخل الفصول، والتدريس المعتمد على الكتب وحدها، ودعوا إلى أن نقدم للناشئين حقائق الأشياء بدل أن نقدم لهم ظلال الأشياء وأشباها (1).
إن الكسل وقلة الإمكانات وكراهة التجديد، وضعف الحساسية للمشكلات التعليمية هي العوامل التي تمد طرق التدريس الشائعة لدينا بالبقاء!
إن المنطق اليوناني كان يعتمد على الذهن وحده في تصور المشكلات وحلها بعيداً عن التجربة الحسية، وإننا ما زلنا نرسف في أغلال ذلك المنطق، على حين أن أوربا اعتبرته إرثاً معوقاً، فأعرضت عنه إلى التجربة الحية، فحققت ما حققت.
وسنضرب هنا بعض الأمثلة لتوضيح ما نريد:
أ- نعاني في تدريس اللغة العربية من مشكلة استخدام الطلاب للقواعد في الكتابة والنطق، فالطالب - مثلاً - يحفظ تعريف الفاعل، ويعرف أنه واجب الرفع، ويعرف تعريف المضاف إليه، وأن حكمه وجوب الجر، لكنه حين يتكلم أو يقرأ، لا يهتدي إلى وجه الصواب في التعامل مع ذلك، فيرفع ما حقه الجر وينصب ما حقه الرفع... والسبب في هذا هو قلة الاستخدام العملي للفصحى، وقلة التمارين التي يحلها الطلاب. ويمكن من أجل التخفيف من هذه المشكلة أن يكلف المعلم طالباً بتحضير كلمة قصيرة، يلقيها أمام زملائه، ويقوّم زملاؤه الأخطاء النحوية التي وقع فيها، ثم يناقش فيها. كما أن بالإمكان تكليف الطلاب بشكل كتيّب، أو إعراب جزء من القرآن الكريم، أو تتبع الأخطاء الموجودة في برنامج إذاعي... ويعقد لكل ذلك حلقات نقاش مشتركة بين المعلم وطلابه.
ب- إذا كان في المنهج درس أخلاقي عن العدل، فإن أفضل وسيلة لفهمه وتجسيده، هو أن يؤتى بشريط مرئي، يحوي وقائع محاكمة، حيث يسمع الطالب، ويرى الجدل بين محامي الادعاء ومحامي الدفاع للوصول إلى حكم عادل، كما يرى تصرف القضاة حيال الحجج المتناقضة التي يسمعونها. وهو إلى جانب ذلك يتعلم دروساً في البلاغة والمنطق والحوار والقانون!
ج- حين يدرس الطلاب موضوعاً يتعلق بالصناعة أو الزراعة أو الكهرباء أو التاريخ، فإن بالإمكان تنظيم زيارات لهم إلى المؤسسات والمصانع والمتاحف والمزارع من أجل رؤية بعض التطبيقات والتجسيد لما يقرؤونه في الكتب وهكذا...
إن القيام بكل هذا ممكن وممتع لكنه يحتاج إلى شيء من الحيوية والتنظيم وقليل من التكاليف. وعلى المعلمين أن يبادروا إلى تأسيس نماذج جديدة في كل هذا دون أن ينتظروا المساعدة من أحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ من هؤلاء المربي (جان روسو) و (مونتيتني) و (رابليه). انظر أثر تقنيات التعليم على الذكاء المروز لدى الأطفال: 190 وما بعدها.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
