الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أزمة التعليم
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 335 ــ 337
2025-07-08
21
ليست الشكوى من سوء الأحوال شيئاً جديداً على المجتمعات البشرية، لكن من الواضح أن هناك نوعاً من الارتباط بين ما يحدث من تقدم حضاري، وبين ارتفاع وتيرة الأزمات وذلك بسبب اتساع طموحات الناس، وبسبب الأعراض الجانبية التي يفرزها الفراغ والرخاء، وبسبب التغير السريع الذي يصعب على الجملة العصبية تحمله، إلى جانب أسباب أخرى.
إن الدول التي تقود التقدم هي التي تنشر الوعي، وتقنن المعايير المساعدة على إدراك حجم المشكلات، كما تدل على الآفاق التي يمكن ارتيادها في سبيل الخلاص منها، وكان مما اعتمدته في ذلك اللجوء إلى (التعليم) على أنه المدخل الأساسي للخلاص من المشكلات، وللارتقاء في معارج التقدم، وهذا في الحقيقة أدى إلى زيادة الطلب على التعليم إلى حدود تعجز عنه الإمكانات المتاحة لمعظم الدول المتقدمة والنامية. يمكن القول على نحو عام: إن الجميع يشكون من انخفاض مستوى التعليم، لكن نوعية الشكوى تختلف، فالدول المتقدمة تشكو من عدم تحقيق التعليم للمستوى المطلوب لمزيد من السيطرة على الطبيعة، وعلى الأمم المنافسة على حين أن شكوى الدول النامية من التخلف الكمي، مما يؤدي إلى انتشار الأمية الأبجدية والحضارية، ولم تجد بعد الفرصة للبحث في كيفية الارتقاء بالنوعية، كما هو شأن الدول المتقدمة. ونظراً لأن تطوير التعليم وتجويده يتطلب درجة راقية من التقدم السياسي والاقتصادي، فإن شكوى الدول النامية أعلى وتيرة وأوسع نطاقاً على الصعيد الاجتماعي.
إن حجم كل مشكلة مساو للفرق القائم بين ما هو موجود وبين ما هو مطلوب، وأعتقد أن هذا الفرق في معظم البلاد الإسلامية كبير جداً، ومن الصعوبة بمكان أن نضع أيدينا عليه، لكن يمكن أن نشير إليه هنا إشارة عابرة تاركين التفاصيل إلى موضع آخر. وأحب أن أنوه أننا لا نستطيع أن نتحاشى في كل موضع تكرار بعض المعاني، ولذا فإن بعضاً مما سنقوله ربما سبقت الإشارة إليه، ولكن أردنا أن تركز الانتباه على أزمة التعليم ومستقبله باعتبار ذلك من المسائل التي تتطلب درجة عالية من الوعي.
أشارت دراسة حديثة قدمت إلى المؤتمر العربي للسكان أن 25 % من الطلاب العرب لا يكملون المرحلة الثانوية، وأن 11 % من الشباب العربي في سن (18 - 25) كانوا مسجلين في الجامعات، وبلغت النسبة 27,25 % في الأردن ولبنان مثلاً مقابل أقل من 5 % في السودان والصومال، وحققت تركيا وإيران معدلات مماثلة لمتوسط النسبة العربية، في حين تبلغ النسبة في الولايات المتحدة الأمريكية 76 % وفي أوروبا الغربية واليابان 45,28 %.
وفي حين أن حاملي إجازات الماجستير والدكتوراه لا يشكلون سوى 4,3 % من خريجي التعليم العالي، تبلغ النسبة 13 % في فرنسا و18 % في بريطانيا و22 % عند اليهود في فلسطين. ومن جهة أخرى فإن 35 % فقط من الطلاب العرب يحملون إجازات علمية أو تقنية، في حين درس الباقي العلوم الإنسانية والاجتماعية (1).
هذا على مستوى (الكم)، وأما على مستوى (الكيف) فإننا نتحاشى دائماً المقارنة؛ لأنها تكشف المستور الذي لا نرغب في أن يطلع عليه أحد، ولكن هذا لا يمكن تحاشيه على نحو دائم.
في أكبر دراسة من نوعها جرت حتى الآن، خضع قرابة 500 ألف طالب من طلاب الصف الثامن لامتحان في مادتي العلوم والرياضيات، وينتمي هؤلاء الطلاب إلى اثنتين وأربعين دولة، ولم يشترك في هذه الدراسة سوی طلاب دولتين من دول العالم الإسلامي، هما الكويت وإيران. وقد احتلت سنغافورة المركز الأول في المادتين على حين احتلت اليابان المركز الثالث فيهما. أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد احتلت في العلوم المركز (16) وفي الرياضيات المركز (29)، واحتل الطلبة اليهود في فلسطين المحتلة المرتبة (23) في العلوم والمرتبة (21) في الرياضيات. أما دولة الكويت فقد احتلت المركز (40) في المادتين على حين احتلت إيران المركز (39) في الرياضيات والمركز (38) في العلوم. ولم يأت بعد الكويت سوى دولتين هما كولومبيا، ثم جنوب أفريقيا (2). ولا أعتقد لو أن مزيداً من أبناء المسلمين دخلوا في هذه المسابقة، ستكون النتائج أفضل من هذه!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مجلة المعرفة: العدد 19، شوال 1417، ص 150.
2ـ المصدر السابق: 102 ـ 104.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
