الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أسباب ازمة التعليم العام / الجانب الاقتصادي
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 343 ــ 345
2025-07-12
19
تشهد المرافق في العالم النامي ضغوطاً، لا تقوى على حملها، ولا يستطيع التعليم أن يستثني نفسه منها. التأزم الاقتصادي يعود إلى عاملين رئیسین:
الأول: أن الزيادة السكانية في الدول النامية عالية جداً إذا ما قورنت بالزيادة في الدول الصناعية والمعروف أن الرخاء المادي الذي يحدث في أي بلد يؤدي على نحو آلي إلى تحسين الحالة الصحية، وتقليل الوفيات مما يزيد في نسبة الأطفال في المجتمع، ويستلزم فتح المزيد من المدارس.
الثاني: هو انخفاض الناتج الوطني، إذا ما قورن بالناتج الوطني للدول المتقدمة، مما يجعل ما ينفق على التعليم منخفضاً مع تضخم نصيبه في الميزانيات الحكومية. فعلى الرغم من انخفاض أعداد من يدرس في رياض الأطفال، ومن يدرس في الجامعات مقارنة بنظراتهم في الدول الغنية، فإن الدول الإسلامية، تنوء بالأعباء المالية، وتئن من وطأة تكاليف التعليم (المحدود) الذي تقدمه، حيث إن بعضها، ينفق عليه ما يقرب من 25 % من ميزانياتها و6 % من الناتج الوطني، وهذا حد يصعب تجاوزه، لأن القطاعات الأخرى تطالب أيضاً بنصيبها من ذلك الناتج (1).
تشير بعض الدراسات إلى أن الدول العربية - في مجموعها ـ كانت تنفق عام 1982 (129) دولاراً على كل فرد على حين كانت أمريكا الشمالية تنفق على الفرد في ذلك العام نحواً من (918) دولار (2)، ويذكر أحد الباحثين أن ما ينفق في مصر على الطالب في التعليم الإلزامي يعادل 1 / 10 مما ينفق على الطالب اليهودي في (فلسطين المحتلة) (3). ولا ينبغي أن يغيب عن الذهن أن الأموال القليلة المتوفرة للتعليم لا يتم إنفاق سوى جزء قليل منها على المباني والتجهيزات والمختبرات والمكتبات، فقد أظهرت بعض الإحصاءات أن ما ينفق على رواتب المعلمين والإداريين، يلتهم نحواً من 86 % من ميزانيات التعليم في بعض الدول العربية (4). وهذه سعة مشتركة بين الدول النامية، وهذا يعني وجود بيئة تعليمية واهية وغير مواتية، فهناك أعداد هائلة من الطلاب ليس لهم أي مكان في مكتبة المدرسة، والنسبة العظمى منهم لا تجري أية تجربة علمية، بل إن هناك من لا يجد الكتاب المدرسي (5).
أضف إلى هذا أن الفصول مزدحمة جداً بالطلاب، مما أضعف حماسة المعلم لإعطاء الواجبات ومتابعة الطلاب، سوء الأحوال الاقتصادية انعكس على ساعات مكوث الطلاب في المدرسة، فعلى حين يقضي الطالب في الدول المتقدمة أكثر من ثماني ساعات يوميا، لا يتاح للطالب في الدول الإسلامية أكثر من ست ساعات، وهذه المدة آخذة في التناقص، حيث إن المدارس صارت تعمل فترتين وثلاث فترات في كثير من البلدان، وقد کشفت دراسة مصرية حديثة النقاب عن أن 50 % من مدارس المرحلة الابتدائية ونحواً من 40 % من المدارس المتوسطة تعمل فترتين. وفي دراسة أخرى أن 38,5 % من مدارس القاهرة تعمل ثلاث فترات، ونحواً من 7,7 %من مدارسها يعمل بنظام الأربع فترات (!!) وبهذا قصر اليوم المدرسي، وانعدمت ممارسة الهوايات، وتم فقد علاقة (الوجه لوجه) بين المعلم والطالب (6).
نحن نؤمن أن مشكلات التعليم لا تنبع من ضعف الاقتصاد وحده، لكن مع هذا لا نختلف أن هناك الكثير من أزماته التي لا يمكن تجاوزها من غير توفير الأموال الضرورية لتهيئة المناخ الملائم للتعلم واكتساب الخبرات والمهارات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ التربية في البلاد العربية: 81.
2ـ أزمة العالم في التعليم: 9.
3ـ بحوث مؤتمر التعليم وتحديات القرن (21)، ص 267.
4ـ مجلة المعرفة: العدد 21، ص 58.
5ـ تحضير الطفل لعام (2000)، ص 83، وقد ذكر وزير التعليم الإندونيسي في مقابلة معه أن وزارته لا تستطيع أن تؤمن إلا كتاباً واحداً لكل عشرة طلاب.
6ـ بحوث مؤتمر التعليم الأساسي: 16.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
