عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "من أصبح وأمسى والدنيا أكبر همّه ، جعل الله الفقر بين عينيه وشتّت أمره ولم ينل من الدنيا إلّا ما قسم له ، ومن أصبح وأمسى والآخرة أكبر همّه ، جعل الله الغنى في قلبه وجمع له أمره"(1).
الإنسان بطبيعته يحب ويعشق الكمال ويبحث عنه فهذا الحب هو مزروع في فطرته ونشأته ، بالتالي يسعى للوصول الى هذا الكمال وتحقيقه.
أغلب الناس المتوهمين في أن الدنيا خالدة تراهم يسرحون ويبتهجون ويبحثون عن الكمال المنشود والكمال المطلق الذي ليس له حد ولانهاية ، فأنكب الناس للدنيا لتحصيلها وتعميرها إلا القليل من تحكم به عقله وأبتعد عن ماتشتهي نفسه من ملذات تبعدهُ عن طاعة الله قال تعالى: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [الأنعام: 32]. يؤكد القرآن الكريم في أكثر من موقف على فناء الدنيا وزوالها وإنها محطة مؤقتة يجب أن نستثمرها في رضا الله والأمتثال لأوامره والأبتعاد عن نواهيه كي لايفوت الأوان .
الذين تلذذو وخُدعوا بأنهم خالدين في هذه الدنيا الزائلة ، حبهم لملذات الدنيا جعلهم فاقدي البصيرة ، بحيث نرى من يقدس المال وقسم آخر يقدس الأشخاص ظناً منهم أنهم ينتفعون من ذلك.
القليل من يفكر في ان الدنيا هي مرحلة مؤقتة لاتتكرر وهي أختبار ويجب أن نستغلها في حصد المكاسب الآخروية وحصد الحسنات وإرضاء الله تعالى بالأبتعاد عن المحرمات ومانهانا عنه عزوجل.
فمن كان همه هو الآخرة لاتخدعه الدنيا ومافيها من ملذات وشهوات زائلة ، فهنا تكمن قوة الإيمان لدى الشخص.
نرى أن القرآنُ الكريم شبَّه الذين يحبون الدنيا بأنهم كمن يشتري شيئًا حقيرًا بثمنٍ غالٍ؛ فقد باعوا آخرتهم بدنياهم، فيا لها من صفقةٍ خاسـرةٍ قال تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ [البقرة: 86]، فلأنهم أحبُّوا ملذَّات الحياة الدنيا دقعو أغلى مايملكون ، وباعوا الحياةَ الآخرة الغالية من أجل الظَّفر بالحياة الدنيا الرخيصة ، وهي صفقة خاسـرة ولا شك في ذلك.
1- الشيخ الكليني، الكافي، ج 2، ص 359.







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN