Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
ثقة الإسلام الكليني مجدد مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

منذ 8 سنوات
في 2017/06/25م
عدد المشاهدات :5448
اسمه:
هو الشيخ محمد بن يعقوب بن إسحاق، باتفاق جميع كتب الرجال، والتراجم، والتاريخ، وقد شذ ابن الأثير (ت/630هـ) في كتابه (الكامل) فقال: (محمد بن علي أبو جعفر الكليني، وهو من أئمة الإمامية وعلمائهم).
ولا يبعد أن تكون تسميته ب (محمد) سيما والمسمي والده، وهو من الشيوخ الأجلاء المعروفين، ومن رجالات العلم والدين جاءت تيمنا باسم نبينا الكريم (صلى الله عليه وآله)، هذا وقد صادف أن يكون اسمه الثلاثي مطابقا لثلاثة من أسماء الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام).
كنيته:
وهي: (أبو جعفر) باتفاق مترجميه قاطبة، ولعل اختياره لهذه الكنية جاء اعتزازاً بكنية الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) إذ ليس من باب المصادفة اكتناء المحمدين الثلاثة (الكليني، والصدوق، والطوسي) أصحاب الكتب الأربعة (الكافي للكليني، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق، والتهذيب والاستبصار للطوسي) بهذه الكنية بعد أن اتفقت أسماؤهم وهم من اخص الموالين للإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام).
ولادته:
لم يؤرخ احد من العلماء ولادة الشيخ الكليني (قدس سره)، ولكن يمكن القول بأنه ولد في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، فهو قد اخذ الحديث عن بعض المشايخ من أصحاب الأئمة (الجواد، والهادي، والعسكري) (عليه السلام)، ولا يبعد أن تكون ولادته في أواخر زمن الإمام العسكري(عليه السلام)، ويعلم من تاريخ وفاته انه من الطبقتين السادسة والسابعة وان ما بين وفاته ووفاة الإمام العسكري(عليه السلام) (ت/260هـ) هو اقل من سبعين سنة، وعلى هذا يكون قد أدرك تمام الغيبة الصغرى، بل بعض أيام الإمام العسكري (عليه السلام).
ومما يقرب ذلك انه طلب منه تأليف الكافي ليكون مرجعا للشيعة، ولا يطلب مثل هذا الطلب -غالبا- ممن لم يذرف سنه على الأربعين أو الخمسين، هذا مع اتفاق الكل انه صنف الكافي في عشرين سنة زيادة على عدم العلم بتاريخ الانتهاء من تصنيف الكافي، وان كان الظاهر هو قبيل وفاته بمدة قصيرة.
أسرته:
تربى الكليني (رحمه الله) في أسرة فاضلة، وارتشف منها منذ نعومة أظفاره حب الولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، وعاش في بيت يكتنفه طيب الأصل كما وصفوه.
أما الأب فهو الشيخ يعقوب بن إسحاق الكليني، كان خيراً فاضلاً من رجالات العلم والدين في قرية كلين، ولا زال قبره (رحمه الله) معروفا بهذه القرية وغيرها، مشهوراً يزار.
وأما الأم، فقد كانت من أسرة علمية خرجت الكثير من رجالات الفقه والحديث في هذه القرية، كجدها لأبيها الشيخ إبراهيم بن أبان الرازي الكليني.
وعمها الشيخ احمد بن إبراهيم بن أبان، قال عنه الشيخ الطوسي: (خير فاضل من أهل الري) وقد وثقه العلامة الحلي، وابن داود.
وأبيها الشيخ محمد بن إبراهيم بن أبان، قال عنه الشيخ الطوسي: (خير)، ووثقه العلامة، وابن داود.
وأخيها الشيخ المعروف علي بن محمد بن إبراهيم بن أبان الرازي الكليني، يكنى أبا الحسن، ثقة عين من عيون هذه الطائفة، له كتاب أخبار الإمام القائم (عليه السلام)، وثقه جميع من ترجم له من الأعلام.
فالكليني أذن هكذا كانت أسرته، ومنها تعرف سلامة نشأته في هذا البيت الذي توافرت فيه الأسباب وتظافرت لان تكون للمولود الجديد تربية خاصة، ونشأة جيدة في أسرة جل أهلها من العلماء.
مشايخه:
تتلمذ الشيخ الكليني (قدس سره) على يد الكثير من المشايخ الثقات المعروفين والحفاظ المشهورين من حملة علوم أهل البيت (عليهم السلام). ولا مجال لذكرهم جميعا فضلا عن ذكر ما قيل بحقهم من كلمات الثناء.
منهم الشيخ علي بن إبراهيم القمي، وهو من أهم مشايخ ثقة الإسلام الكليني، اخرج عنه ما يزيد على ربع أحاديث الكافي.
ومنهم الشيخ محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد الهمداني، والشيخ أبو الحسين محمد بن علي الجعفري السمرقندي، ومحمد بن احمد الخفاف النيسابوري، والحسن بن الفضل بن يزيد اليماني، والحسين بن الحسن الهاشمي العلوي الرازي، وعلي بن محمد بن إبراهيم بن أبان الكليني، محمد بن محمود بن أبي عبد الله القزويني، وحميد بن زياد نزيل سوراء، واحمد بن محمد بن احمد بن طلحة أبو عبد الله العاصمي نزيل بغداد، واحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة الكوفي، وكثير غيرهم.
تلاميذه:
من المتعذر حصر تلاميذ الكليني بعدد معين، لان الذي يحدث في مختلف الأمصار الإسلامية، لاشك بتعدد مجالسه العلمية التي كانت تضم الكثير من الفضلاء وطلاب العلوم الشرعية، على إن عددا ليس باليسير منهم قد تلقوا كتاب الكافي من مصنفه واستنسخوه، ونشروه.
ومن تلامذته أيضاً احمد بن احمد أبو الحسين الكوفي الكاتب، وأبو عبد الله احمد بن إبراهيم الصيمري، وأبو الحسن ابن داود، وأبو الحسن العقراني، واحمد بن الحسين العطار، واحمد بن علي بن سعيد أبو الحسين الكوفي، واحمد بن محمد بن علي أبو الحسين الكوفي الكاتب، واحمد بن محمد ابن سليمان بن الحسن أبو غالب الزراري، وجعفر بن محمد بن موسى بن قولويه، وعبد الكريم بن عبد الله بن نصر أبو الحسين البزار التنيسي، وعلي بن محمد الرازي، وعلي بن احمد بن موسى الدقاق، وعلي بن عبد الله الوراق، ومحمد بن إبراهيم ابن جعفر أبو عبد الله الكاتب النعماني المعروف بابن زينب.
مؤلفاته:
للكليني (رحمه الله) مؤلفات غير الكافي ذائع الصيت- والذي يحز في النفس ألماً إنها تعد اليوم كلها سوى الكافي من الكتب المفقودة، وهذا هو ما يؤسف عليه حقا، على أن بعضها
قد تخطى القرون ووصل بسلامة إلى القرن الحادي عشر الهجري -كما تتبعناه- ثم لم يعد له بعد هذا التاريخ عين ولا اثر. وفيما يأتي أسماء مؤلفاته وهي:
1- كتاب تعبير الرؤيا.
2- كتاب الرد على القرامطة.
3- كتاب الرسائل.
4- كتاب ما قيل في الأئمة (عليهم السلام) من الشعر.
5- كتاب الرجال.
6- كتاب خصائص الغدير، أو خصائص يوم الغدير.
الثناء على الكليني ببعض كتب الشيعة:
قال النجاشي (ت/450هـ): (محمد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكليني وكان خاله علان الكليني الرازي شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم. صنف الكتاب الكبير المعروف بالكليني يسمى الكافي في عشرين سنة).
وقال الشيخ الطوسي (ت/460هـ) في الرجال: (جليل القدر، عالم بالأخبار، وله مصنفات، يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافي).
وقال السيد ابن طاووس الحلي (ت/664هـ): (الشيخ المتفق على ثقته وأمانته، محمد بن يعقوب الكليني، تغمده الله جل جلاله برحمته).
وعده المحقق الحلي (ت/676هـ) من أكابر العلماء، وأجلاء الرواة في كتابه (المعتبر) الذي ذكر فيه أسماء أعاظم الطائفة من الرواة العلماء، وأدرج اسم الكليني معهم.
وعده الشهيد الثاني (ت/966هـ) على راس من اشتهروا بالعدالة بين أهل النقل وغيرهم من أهل العلم، مؤكدا على أنهم ليسوا بحاجة إلى التشخيص على تزكية، ولا تنبيه على عدالة، لما اشتهر -في كل عصر- من ثقتهم، وضبطهم، وورعهم، زيادة على عدالتهم.
وقال السيد محمد مهدي بحر العلوم (ت/1212هـ): (ثقة الإسلام، وشيخ مشايخ الأعلام، ومروج المذهب في غيبة الإمام (عليه السلام)، ذكره أصحابنا واتفقوا على فضله، وعظم منزلته).
وقال الشيخ عباس القمي (ت/1359هـ): (الشيخ الإمام، قدوة الأنام، كهف العلماء الأعلام، ومفتي طوائف الإسلام، وملاذ المحدثين العظام أبو جعفر ثقة الإسلام).
الثناء عليه بكتب أهل السنة:
إن لجلالة الكليني، ومنزلته، وثقته، وأمانته، وعدالته أثرها البارز في بعض كتب أهل السنة، إذ عده بعضهم من المجددين لمذهب الإمامية مذهب أهل البيت (عليهم السلام) على راس المائة الثالثة من الهجرة المشرفة، لما جاء في الحديث الشريف: (إن الله تعالى سيبعث لهذه الأمة على راس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) منهم: المبارك بن محمد بن الأثير (ت/606هـ) الذي عد الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)، من المجددين لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) على راس المائة الأولى من الهجرة الشريفة، وعلى راس المائة الثانية الإمام أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، وعلى راس المائة الثالثة الشيخ محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله تعالى)، وعلى راس المائة الرابعة السيد علي بن الحسين بن موسى الشريف المرتضى (ت/436هـ) رضي الله تعالى عنه.
وفي تاريخ ابن عساكر (ت/571هـ): (أبو جعفر الكليني الرازي، من شيوخ الرافضة، قدم دمشق وحدث ببعلبك عن أبي الحسين محمد بن علي الجعفري السمرقندي، ومحمد بن احمد الخفاف النيسابوري، وعلي بن إبراهيم بن هاشم. روى عنه أبو سعد الكوفي شيخ الشريف المرتضى وأبو عبد الله احمد بن إبراهيم، وأبو القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي، وعبد الله بن محمد بن ذكوان).
وقال عز الدين علي بن محمد بن الأثير (ت/630هـ): (الكليني، وهو من أئمة الإمامية وعلمائهم).
وأطراه بأكثر من هذا في سير إعلام النبلاء حيث ترجم له في ج 15 ص 280 (برقم: 125) وقال: شيخ الشيعة، وعالم الإمامية، صاحب التصانيف أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني، روى عنه احمد بن إبراهيم الصيمري وغيره، وكان ببغداد، وبها توفي، وقبره مشهور).
وقال صلاح الدين الصفدي (ت764هـ): (وكان من فقهاء الشيعة والمصنفين على مذهبهم).
وقال ابن حجر العسقلاني (ت/852هـ): (وكان من فقهاء الشيعة والمصنفين على مذهبهم). و(من رؤوس فضلاء الشيعة في أيام المقتدر).
وفاته (قدس سره):
لعلماء الرجال قولان في بيان تاريخ وفاة الشيخ الكليني (رحمه الله تعالى).
الأول: انه توفي في شهر شعبان سنة 329هـ، وهو ما اقتصر عليه الشيخ النجاشي (ت/450هـ)، والشيخ الطوسي (ت/460هـ) في الرجال، واختاره العلامة الحلي (ت/726هـ) وكثير ممن جاء بعده من المتأخرين.
والثاني: انه توفي في سنة 328هـ، وقد ذكر هذا التاريخ واقتصر عليه الشيخ الطوسي في الفهرست، وابن الأثير (ت/630هـ) في الكامل، والسيد ابن طاووس (ت/664هـ) في كشف المحجة، ووقف عليه جملة من المتأخرين.
وقد تردد بين هذين التاريخين عدد من العلماء المتأخرين دون أبداء الترجيح بينهما.
والظاهر رجاحة القول الأول على الرغم مما ذكره الشيخ في الفهرست، لان كتاب الفهرست هو اسبق تأليفا من كتاب رجال الشيخ للإكثار من الإحالة في الثاني إلى الأول، وعليه يمكن عد قوله الأخير في كتاب الرجال الموافق لقول النجاشي هو بمثابة العدول عن قوله السابق في الفهرست.
مكان الوفاة:
اتفقت جميع المصادر المعتمدة -الإمامية وغيرها- على حصول الوفاة ببغداد بباب الكوفة، وهي أحدى أبواب بغداد من ناحية الجنوب الغربي للمدينة باتجاه الكوفة.

اعضاء معجبون بهذا

حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 21 ساعة
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 21 ساعة
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
منذ 21 ساعة
2025/11/16
في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )