الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
المشاريع الهندسية التي يعتمد تخطيطها على المعلومات الجيومورفولوجية
المؤلف:
د. خلف حسين الدليمي
المصدر:
الجيومورفولوجيا التطبيقية (علم شكل الأرض التطبيقي)
الجزء والصفحة:
ص 196 ـ 203
2025-10-02
165
1- تخطيط المراكز العمرانية
إن تخطيط المراكز العمرانية يعتمد على تحديد معالم الموضع المختلفة والتي تؤثر على تخطيطها من خلال ما تتضمنه من تضاريس وطبيعة التكوينات السطحية وتحت السطحية والانشطة القائمة والعمليات الجيومورفولوجية وانحدار السطح، إذ يتم وضع المخططات الأساسية لاستعمالات الأرض اعتماداً على تلك المعطيات ، ويعني الموضع (Site) المساحة التي تحتلها المدينة فعلاً والذي يحدد على أساس العناصر التي مر ذكرها.
أما الموقع (Location) فيعني موقع المدينة بالنسبة للمناطق المحيطة بالموضع والتي تقع خارج حدودها المعورة. أي موقع المدينة بالنسبة للظواهر الطبيعية والبشرية التي تقع حولها.
وتخطيط المراكز العمرانية يتأثر بعدة عناصر هي:
1 - التضاريس Relief
تعد الحقائق التضاريسية أو الطبوغرافية ذات أهمية كبيرة في إبراز التلائم والتناسق في شكل البناء وإمكانية التوسع الأفقي بالاتجاهات الملائمة لانتشار العمران حالة أما في . عدم توافق شكل المدينة ونموها وطبيعة استعمالاتها مع ما يمليه الواقع الطبيعي في المكان الذي تقام عليه تكون المدينة غريبة عليه وسوف يترتب على ذلك الكثير ومن المشاكل.
وقد تنوعت مواقع المدن بتنوع التضاريس ولذلك تتباين تلك المدن في مشاكلها من مكان لآخر حسب نوع التضاريس التي تقع عندها المدن أما فيما يخص طبيعة انحدار الأرض فأفضل المناطق ملائمة. هي المناطق التي يتراوح انحدارها ما بين 100 ، في حين تعد السفوح التي يصل انحدارها إلى 30 هي أفضل المناطق الجبلية ملائمة لأقامه العمران، ومن جدير بالذكر أن المناطق المنبسطة التي لا يوجد انحدار في سطحها فأن ذلك سيؤثر على تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي ويحتاج إلى انشاء محطات للضخ فيترتب على ذلك تكاليف اقتصادية.
أما البناء فوق المنحدرات الشديدة فأن ذلك يزيد من تكاليف البناء حتى ولو كان على شکل مدرجات، وربما يمكن اقامة الأبنية إلا أنه من الصعب توفير الخدمات مثل طرق المواصلات ومد شبكات الماء والكهرباء خاصة إذا كانت تلك السفوح ذات تكوينات صخرية صلبة فيصعب إجراء عمليات التسوية فيها رغم أنها مستقرة ولا تتعرض إلى الانهيارات والانزلاقات، وقد تم استغلال تلك السفوح في العاصمة الأردنية عمان رغم عدم توفر المواصلات.
وعلى العكس من ذلك السفوح الهشة التي تكون عمليات التسوية فيها سهلة إلا أن مثل تلك السفوح تتعرض إلى مشاكل الانهيار والانزلاق والزحف وخاصة في المناطق الرطبة والتي تنعكس أثارها على الأبنية المقامة على تلك السفوح وأسفلها ومن المشاكل الأخرى للتضريس هو تشتت المراكز العمرانية ونموها في اتجاهات مختلفة وبشكل يفقد المدينة خصوصية التجانس الحضري.
حيث تظهر المراكز العمرانية فوق المناطق الملائمة قافزة المناطق الوعرة غير الملائمة من وديان وجبال ومستنقعات، وقد تنعكس أثار ذلك على توفير الخدمات المختلفة من نقل وصحة وتعليم وماء وكهرباء وأمن وهاتف ومجاري إذ ترتفع تكاليف توفر تلك الخدمات مع قلة عدد السكان المستفيدين منها وتعاني من تلك المشاكل الدول ذات الدخل الاقتصادي المحدود. وتعد مدينة عمان من المدن التي نمت في اتجاهات عدة وبشكل غير متجانس لوعورة المنطقة لذلك تظهر بشكل يشبه أصابع اليد وكذلك الحال مدينة مكة المكرمة التي نشأت في وادي إبراهيم عليه السلام حيث تحيط بها المرتفعات من عدة جهات، وبعد نمو أو امتداد العمران على جميع المناطق الممكن استغلالها وحتى سفوح الجبال والتي يصل انحدار بعضها 45° ، بدأ العمران ينتقل إلى المناطق الواقعة وراء الجبال وعلى امتداد الطرق الرئيسية الخارجية من مركز المدينة إلى المناطق المجاورة فأصبح شكل المدينة مشتتاً وقد كان للتضاريس الإسهام الفاعل في ظهور أنماط مختلفة من النمو العمراني كالنووي والشعاعي والشريطي والمتناثر والدائري.
2- التكوينات السطحية وتحت السطحية ( التربة والصخور) تعد التكوينات السطحية وتحت السطحية ذات أهمية كبيرة في مجال العمران لما لها من أثار في تحديد نوع الأسس وعدد الطوابق التي يمكن إقامتها في أي مكان. فالتكوينات السطحية قد تكون طبقة صخرية صماء تمتد إلى الأعماق أو طبقة صخرية ترتكز على طبقة طينية ضعيفة، أو قد تكون الطبقة السطحية عبارة عن ترسبات منقولة أو مشتقة أي عبارة عن طبقة من التربة ترتكز على طبقة صخرية أو قد تكون تربة عضوية ناتجة عن عمليات طمر النفايات إذ تختلف تلك التكوينات في خصائصها عن بعضها البعض والتي تنعكس أثارها على تماسكها وقدرة تحملها ، فالتربة المفككة كالرملية واللوس أضعف تلك التكوينات وكذلك التربة المتجمدة التي تتعرض إلى الذوبان، وأخيراً مناطق طمر النفايات والتي تعد ضعيفة التماسك وذات مخاطر كبيرة لعدم ثباتها وهي في هبوط مستمر وبشكل بطيء خاصة في المناطق الرطبة، وقد تتعرض إلى حدوث تفاعلات في تكويناتها الباطنية فينتج عن ذلك تكون غازات وربما تكون بكميات تؤدي إلى حدوث انفجار في تلك المواقع التي تتجمع فيها الغازات على نطاق واسع وتجد مناطق ضعف في التكوينات السطحية تسمح لها بالتسرب فتسبب مشاكل في مثل تلك المناطق. وعلى أية حال فإن إنشاء الأبنية الثقيلة فوق تلك المناطق يسهم في زيادة هبوطها ومن ثم تعرض البناء إلى التصدع والتشقق أو الانهيار، أما التكونات تحت السطحية فإنها لا تقل أهمية عن السطحية إذ هنالك تضامن بين الإثنين من حيث التأثير على العمران، فإذا كانت تلك التكوينات صلبة ساعدت على إقامة أبنية متعددة الطوابق في حين يؤدي ضعف تلك الطبقات إلى إجراء بعض التحسينات عليها مما يزيد من كلفة استخدامها كما تتعرض بعض المناطق إلى الهبوط والانخساف ومنها ما يأتي:
أ - المناطق السهلية المنبسطة التي تتضمن تكوينات تحت السطحية هشة ينتج عنها هبوط إلى الأسفل دون حدوث زحزحة جانبية في المواد الهابطة.
ب - المناطق الجليدية التي ترتكز فيها رواسب الطفل الجليدي فوق طبقات الجليد نفسها فعند ذوبانه تهبط الترسبات التي فوقه. كما تتعرض إلى تلك الظاهرة التربة المتجمدة عند ذوبان الجليد الموجود في مساماتها فيقل تماسك حبيباتها لوجود فراغات بينها مما يؤدي إلى تحرك تلك الحبيبات جانباً نحو الأسفل لملء تلك الفراغات فتهبط نحو الأسفل.
ج - مواقع التنجيم الخاصة بالبحث عن المعادن والفحم والتي يترتب عليها إزالة التكوينات تحت السطحية والتي يترتب عليها إزالة التكوينات تحت السطحية والتي عندما تكون ذات تكوينات سطحية ضعيفة وذات سمك قليل فتتعرض إلى الهبوط.
د - مناطق الصخور الجيرية (الكارست وخاصة في المناطق الرطبة إذ تؤدي عمليات التجوية والإذابة الناتجة عن المياه الجوفية إلى تكون حفر وكهوف في باطن الأرض خاصة وأن تلك الصخور لها القابلية على الذوبان بالماء مما يساعد ذلك على استمرار عمليات التجوية والإذابة حتى تصبح الطبقة السطحية رقيقة وضعيفة التماسك فتنخسف أو تهبط إلى الأسفل.
هـ - تعرض المناطق الضعيفة التماسك والصلابة إلى ضغط يفوق طاقة تحملها مثل مرور مركبات حمل ثقيلة أو اقامة بناء ضخم.
و - المناطق التي يتم سحب السوائل من تحتها كالمياه والنفط فتتكون فراغات كبيرة تحت السطح وعندما تكون التكوينات السطحية قليلة السمك والتماسك وتمتد لمساحة كبيرة فأي تأثير خارجي سيؤدي إلى هبوطها.
ومن الجوانب المؤثرة في المكونات الصخرية ما تتضمنه من فواصل وكسور والتي مر ذكرها. وعلى أية حال عند اختيار أي موضع لغرض اقامة العمران عليه يجب مراعاة ما يأتي:
أ - مقدار تحمل التربة والصخور والتي على ضوئها يتحدد نوع الأسس الملائمة إذ تكون المناطق الصخرية الصلبة عالية التحمل يمكن البناء فوقها مباشرة.
في حين تكون التربة أقل صلابة قابلة للانضغاط مثل التربة الرسوبية أو المتبقية والتي لا يمكن البناء فوقها بشكل مباشر إلا بعد إجراء تحسينات على خواصها، وعليه فالتكوينات السطحية تتباين في درجة تحملها حسب طبيعة تكوينها وكما يأتي:
وقد لا يتوقف تأثير التربة على الأسس التي تقع فوقها بل يشمل جوانب الأسس التي يتم دفنها بالتربة في حالة ارتفاع مستواها عن مستوى الأرض، إذ يجب عدم دفنها بتربة تحتوي مواد عضوية وانقاض لأنها ذات خصائص ردينة تنعكس أثارها على الأسس وعليه بفضل إزالة الطبقات السطحية واستخدام التي تحتها.
ب - التركيب الكيميائي للتربة والصخور
تحتوي التكوينات السطحية من التربة والصخور على معادن مختلفة ذات خصائص متباينة، منها لها القابلية على الانتفاخ والانكماش والاذابة والتي تنعكس أثارها على الأبنية المقامة فوقها فربما تؤدي إلى تصدع الجدران والأضرار بالأبواب والشبابيك فيصعب غلقها وفتحها.
كما تتضمن معادن ذات معامل تمدد حراري كبير والتي تسهم في تفكك الكتل التي توجد فيها وخاصة في المناطق ذات التطرف الحراري الكبير، وهذا ما يلاحظ في الكتل الكونكريتية التي تستخدم في البناء (البلوك) والذي سرعان ما يتعرض إلى التصدع القابليته الكبيرة على التمدد والتقلص.
وكذلك تتضمن بعض الترب معادن لها القابلية على التفاعل مع معادن أخرى مثل أكاسيد الحديد وبعض أملاح الصوديوم والكالسيوم وهذا يؤدي إلى تأكل أنابيب شبكات المياه المدفونة في الأرض فينتج عنها تسرب كميات كبيرة من المياه والتي تصل أثارها على أسس وأرضية الأبنية القريبة منها فتعمل على إذابة التكوينات التي تحت الأسس فتضعف من صلابتها وقوة تحملها مما يترتب على ذلك هبوط هذا الجزء من البناء وعليه يفضل عدم دفن الأنابيب في مثل تلك التكوينات وتغلف بمادة عازلة لمنع تأثير عناصر المناخ عليها.
ج - نفاذية المكونات السطحية
تتباين نفاذية المكونات السطحية من مكان لآخر، فبعضها ذات تكوينات كتيمة ولا تسمح بتسرب المياه المتجمعة فوقها إلى داخل التربة وخاصة ذات التكوينات الطينية الثقيلة والتي تنعكس مخاطرها على الأبنية المقامة فوقها أو بالقرب منها إذا لم تتوفر مجاري لنقل تلك المياه بعيدة عن الأبنية حيث تتسرب تلك المياه نحو الأسس والجدران فتترك آثار كبيرة عليها ويزداد التأثير بزيادة الفراغات التي تتضمنها الأسس، كما تؤثر على مماشي وأرضيات الأبنية فيتشوه منظرها، وكذلك تسهم في تجمع الأملاح فوق الأرض التي تجمعت فوقها بعد أن تتبخر تلك المياه والتي قد تسهم في التفاعل مع بعض المعادن التي تتكون منها مواد البناء فتقل صلابتها.
ويتضح مما تقدم أن نوع أسس البناء تعتمد على طبيعة التكوينات السطحية وتحت السطحية ان هنالك نوعين من الأسس هي :
1 - أسس قريبة من سطح الأرض وتكون عريضة بالنسبة للبناء المشيد عليها قابليتها على تحمل ثقل الأعمدة والجدران، ويسود هذا النوع في المناطق ذات التكوينات غير القابلة للانضغاط والتي يتم البناء فوقها بدون إجراء تحسينات على خواصها ، أما المنشآت الثقيلة التي لا تتحملها تلك التربة تستخدم الأسس الحصرية التي تغطي جميع المساحة المخصصة للبناء، حيث تكون تلك الأسس عبارة عن كتلة كونكريتية صلبة وغير قابلة للهبوط.
2 - أسس عميقة ويستخدم هذا النوع في المنشآت الضخمة التي تقام فوق تربة أو صخور هشة أو ضعيفة، إذ يتم استخدام اسلوب الركائز الكونكريتية التي ترتكز على الطبقات الصخرية الصلبة التي تقع تحت السطحية وعند اختيار نوع ومواقع الأسس يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار التأثيرات المستقبلية سواء من حيث البيئة التي تقام فيها أو مدى استقرارها العمودي بعد اقامة البناء عليها.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
