النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
خلق نور السيدة الزهراء عليها السّلام
المؤلف:
اسماعيل الأنصاري الزنجاني الخوئيني
المصدر:
الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء "ع"
الجزء والصفحة:
ج 1، ص287-334
2025-09-07
118
فاطمة عليها السّلام نور ، خلق اللّه قناديل العرش وضياء السماوات والأرض من تلألؤها ؛ وهي قديسة جعل اللّه ثواب تسبيح الملائكة لشيعتها ومحبيها إلى يوم القيامة ، وقبل هذا كله فقد خلق اللّه نور الأئمة الأحد عشر المعصومين عليه السّلام من نورها قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، ولقد أسجد اللّه الملائكة لآدم لأنه كان وعاء للأنوار الخمسة الطيبة .
وفي هذا النص ستجد العناوين التالية في أربعة وأربعين حديثا :
نور النبي وأهل بيته بين يدي اللّه وخلق آدم وجعل ذلك النور في صلبه ، وانتقاله من صلب إلى صلب إلى أن انتهى إلى صلب عبد المطلب .
إشراق النور من الخمسة الطيبة في الآفاق ، وسجود الملائكة لآدم لكونه ظرفا للأنوار الخمسة .
اشتقاق اسم محمد وعلي عليهما السّلام من نور اللّه ، خلق الخمسة الطيبة من سنخ نور اللّه ، عرض ولايتهم على السماوات والأرض وأهلها .
خلق فاطمة عليها السّلام من عرق وزغب جبرئيل وتفاح الجنة ، تسمية فاطمة في السماء بالمنصورة وفي الأرض بفاطمة .
خلق النبي صلّى اللّه عليه وآله من صفوة نور اللّه ، خلق علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام ، إطاعتهم وتسميتهم بخمسة من أسماء اللّه ، مسكن من يعرف الأئمة ويؤمن بهم في الجنة ، تسمية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أسماء الأئمة التسعة من علي بن الحسين عليه السّلام إلى المهدي القائم بأمر اللّه .
خلق الخمسة الطيبة ورؤية آدم وحواء منزلتهم ومنزلة الأئمة التسعة عليهم السّلام ، اقترافهما الخطيئة وقبول توبتهما بالتوسل بهم .
خلق نور المعصومين الأربعة عشر عليهم السّلام قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام .
خلق علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السّلام من نور واحد .
خلق العرش والملائكة والسماوات والأرض والشمس والقمر والجنة والحور العين من نور الخمسة الطيبة عليهم السّلام ، خلق قناديل العرش وضياء السماوات والأرض من نور فاطمة عليها السّلام ، جعل ثواب تسبيح وتقديس الملائكة لشيعتها ومحبيها إلى يوم القيامة .
إضاءة نور النبي محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام في الآفاق ، سجود الملائكة لآدم لوعائه لتلك الأشباح .
خلق الجنة من نور العرش ، إصابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وفاطمة وعلي وأهل بيته عليهم السّلام من ذلك النور ، الاهتداء إلى ولاية آل محمد عليهم السّلام لمن أصابه من ذلك النور ، والضلالة عن ولايتهم لمن لم يصبه منه .
إخبار الملائكة الأوّابين بأن طينة النبي محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام من ماء الحياة ، إصابة النور للنبي وعلي وفاطمة وأهل ولايتهم .
تسمية فاطمة عليها السّلام بالزهراء لخلقها من نور عظمة اللّه ، إخبار اللّه الملائكة بأن هذا نور من نوري أخرجه من صلب نبي من الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري وأجعلهم خلفائي في أرضي .
ابتلاء الملائكة بالظلمات ووضع نور فاطمة عليها السّلام في قنديل العرش وإضاءة السماوات والأرضين من هذا النور ، تسبيح وتقديس الملائكة وجعل ثواب تسبيحهم وتقديسهم لفاطمة وبعلها وبنيها ومحبيها إلى يوم القيامة ، تسمية فاطمة عليها السّلام بالزهراء من أجل ذلك .
خلق الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السّلام قبل خلق السّماوات والأرضين وكشف الظلمة عن الملائكة بنور فاطمة عليها السّلام .
رؤية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ليلة الإسراء الأئمة المعصومين عليهم السّلام ، الأئمة عليهم السّلام بعد النبي صلّى اللّه عليه وآله على عدد نقباء بني إسرائيل ، تسميتهم بما في التوراة بالعبرانية .
خلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والحور العين من نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وعلي والحسنين عليهم السّلام ، قبل خلق نور فاطمة وإضاءة نورها المشرق والمغرب .
خلق الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السّلام قبل خلق آدم بألفي عام ، نور أبي طالب ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار ، نور أبي طالب من نور الخمسة الطيبة .
خلق العرش والملائكة والشمس والقمر من نور الخمسة الطيبة ، ضياء السماوات والأرض من نور فاطمة عليها السّلام .
رؤية النبي صلّى اللّه عليه وآله ليلة الإسراء مكتوبا على العرش : لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه أيّدته بعلي ، رؤية رسول اللّه أنوار المعصومين عليهم السّلام ، ونور الحجة يتلألأ من بينهم كالكوكب الدري .
رؤية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ليلة المعراج في ساق العرش مكتوبا بالنور « لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه ، وعلي والحسن والحسين وفاطمة - وثلاثة مواضع - عليا عليا عليا ، محمدا ومحمدا وموسى وجعفر والحسن » والحجة يتلألأ من بينهم .
إخبار فاطمة عليها السّلام لعلي عليه السّلام بما كان وما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة ، إخبار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بأن نور فاطمة عليها السّلام من نورنا ، خلق نور فاطمة عليها السّلام وجعلها في شجرة من شجر الجنة ، ثم جعلها في صلب عبد اللّه ، ثم ايداعها خديجة ووضعها لها ، ففاطمة من ذلك النور ، علم فاطمة عليها السّلام بما كان وما يكون وما لم يكن ، المؤمن ينظر بنور اللّه .
خلق الخمسة الطيبة من نور واحد ، خروج شيعتهم ومحبيهم من ذلك النور ، تعلّم الملائكة التسبيح والتقديس منهم .
خلق أربعة عشر نورا قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، الأئمة عليهم السّلام هم الأوصياء الخلفاء ، وهم المثاني وشجرة النبوة والأسماء الحسنى التي لا يقبل اللّه عملا إلا بمعرفتهم ، وهم الكلمات التي تلقّاها آدم من ربه فتاب عليه .
إخبار الصادق صلّى اللّه عليه وآله بخلق أربعة عشر نورا آخرهم القائم ، بعد غيبته يقتل الدجال ويطهر الأرض .
إخبار اللّه تعالى ليلة الإسراء باختيار محمد سيد الأنبياء وعلي سيد الأوصياء ، خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من نور اللّه ، وخلق علي عليه السّلام من نور رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وخلق فاطمة عليها السّلام والحسنين وتسعة من ولد الحسين عليهما السّلام من نورها ، عرض ولايتهم على الخلق ، المقربون هم من قبل ولايتهم والكافرون هم من جحدها .
خلق رسول اللّه وعلي وفاطمة والحسنين من شبح نور اللّه ، وعرضهم على الملائكة وسائر الخلق .
رؤية آدم عليه السّلام خمسة أشباح في هيئته وصورته ، اشتقاق خمسة أسماء لهم من أسماء اللّه .
رؤية إبراهيم عليه السّلام أنوار الأئمة عليهم السّلام وأنوار شيعة أمير المؤمنين عليه السّلام ، سؤاله عن اللّه أن يجعله من شيعة أمير المؤمنين ، إخبار اللّه في القرآن بهذا في قوله : « وإن من شيعته لإبراهيم » .
خلق النبي محمد من تربة موضع ضريحه ، خلق آدم واستماع تسبيح النبي الأكرم صلّى اللّه عليه وآله من ظهره ، تقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله على خلق الماء والعرش والكرسي والسماوات والأرض واللوح والقلم والجنة والنار والملائكة وآدم وحواء بأربعة وعشرين وأربعمائة ألف عام ، خلق اثني عشر حجابا من شعاع نور النبي محمد صلّى اللّه عليه وآله ، عشرين بحرا من نوره ، تزويج آدم وحواء وجعل مهرها الصلاة على محمد وآل محمد عشر مرات ، جعل نور الخمسة في أصابع آدم ، انتقال هذا النور إلى شيث وأخذ العهد منه ، ثم إلى قينان إلى أن ينتهي إلى هاشم .
أشباح الخمسة في يمنة العرش ، اشتقاق خمسة أسماء لهم من أسماء اللّه ، حب الخمسة سبب لدخول الجنة وبغضهم سبب لدخول النار .
خلق النبي صلّى اللّه عليه وآله وخلق علي من نور بين يدي العرش ونقله إلى صلب آدم ومن صلبه إلى أن ينتهي إلى صلب عبد المطلب وأبي طالب .
رؤية آدم وحواء صورة فاطمة عليها السّلام في قصر الجنة وإعجابهما من نورها ، تعلم أسماء الخمسة وسؤاله عن اللّه بحقهم لغفرانه وقبول توبته .
رؤية آدم أشباح الخمسة الطيبة في ذروة العرش والتوسل بهم حين ترك الأولى والمغفرة له .
قصة نصارى نجران وقصة آدم في الجنة مع الخمسة الطيبة وقصة إبراهيم .
خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وأهل بيته من نور واحد قبل أن يخلق آدم لسبعة آلاف عام ، ثم نقلهم إلى صلب آدم ومن صلبه إلى أصلاب الطاهرين وأرحام المطهرات .
اختيار اللّه محمدا نبيا واشتقاقه اسما من أسمائه له عليه السّلام واختياره عليا وصيه وخليفته وزوج ابنته وأبا ذريته وجعله اسما من اسمه وجعل فاطمة والحسنين عليهم السّلام من نورهما ، عرض ولايتهم على الملائكة وإراءة المعصومين عليهم السّلام للنبي صلّى اللّه عليه وآله .
خلق نور فاطمة عليها السّلام وقوله تعالى للملائكة : « هذا نور أمتي فاطمة ابنة نبيي وأبو حججي على عبادي في بلادي .
رؤية آدم نور الأشباح الخمسة عند العرش بالتسبيح والتقديس ، توسل آدم بهم بعد وقوع الخطيئة وغفران اللّه له وعفوه عن خطيئته .
ابتداء خلق فاطمة عليها السّلام من روح بلا بدن ثم من نور .
كيفية بدء خلق نور النبي محمد صلّى اللّه عليه وآله وتطوره وانتقاله من ظهر إلى ظهر ، اقتباس نور فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم السّلام من نور النبي محمد صلّى اللّه عليه وآله .
خلق فاطمة الزهراء عليها السّلام من نور اللّه في بحار معرفته لإظهار سر « كنت كنزا مخفيا » وإظهار نوره على الموجودات بلا ستر وغطاء .
خلق جسد آدم وأعضائه ، تزويج آدم عليه السّلام من حواء وصداقها .
الليالي والأيام مؤوّلة بالمعصومين عليهم السّلام ، فالسبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، والأحد أمير المؤمنين عليه السّلام ، والاثنين نور الحسن والحسين عليهما السّلام ، والثلاثاء نور الزهراء وخديجة عليهما السّلام ، والأربعاء أنوار الساجد والباقر والصادق والكاظم عليهم السّلام ، والخميس أنوار الرضا والجواد والهادي والعسكري والمهدي عليهم السّلام ، والجمعة اجتماع شيعتهم .
المتن الأول:
أبان عن سليم عن سلمان ، قال : كانت قريش إذا جلست في مجالسها فرأت رجلا من أهل البيت . . . وفيه أن نور الخمسة وضع في صلب آدم ثمّ في صلب نوح ثم في صلب إبراهيم ثم في أكارم الأصلاب . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما مر في المطاف الثاني :
رقم 15 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثاني:
قال الإمام العسكري عليه السّلام : إن اللّه تعالى لما خلق آدم وسوّاه وعلّمه أسماء كل شيء وعرضهم على الملائكة ، جعل محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين أشباحا خمسة . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما ذكرنا في المطاف الأول : رقم 10 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثالث:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : لما أسري بي إلى السماء قال لي العزيز : آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه . . . وفيه أن أسماء الخمسة اشتقت من أسماء اللّه تعالى ونورهم من سنخ نور اللّه . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما ذكرناه في المطاف الأول : رقم 4 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الرابع:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : معاشر الناس ، تدرون لما خلقت فاطمة ؟ قالوا : اللّه ورسوله أعلم . . . وفيه أن نطفة فاطمة من زغب وعرق جبرئيل وتفاحة الجنة . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في المطاف الأول : رقم 12 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الخامس:
عن سلمان ، قال : قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : إن اللّه تعالى لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا . فقلت : يا رسول اللّه ، قد عرفت هذا من أهل الكتابين . فقال : هل علمت من نقبائي الاثني عشر الذين اختارهم اللّه للأمة من بعدي . فقلت : اللّه ورسوله أعلم .
فقال : يا سلمان ، خلقني اللّه من صفوة نوره ودعاني فأطعته ، وخلق من نوري عليا ودعاه فأطاعه ، وخلق من نور علي فاطمة ودعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن ودعاه فأطاعه ، وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسين ودعاه فأطاعه .
ثم سمّانا بخمسة أسماء من أسمائه ، فاللّه المحمود وأنا محمد ، واللّه العلي وهذا علي ، واللّه الفاطر وهذه فاطمة ، واللّه ذو الإحسان وهذا الحسن ، واللّه المحسن وهذا الحسين . ثم خلق منّا ومن نور الحسين تسعة أئمة ، ودعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا ملكا ولا بشرا . وكنا نورا نسبح اللّه ، ثم نسمع له ونطيع .
فقلت : يا رسول اللّه بأبي أنت وأمي ، فما لمن عرف هؤلاء ؟ فقال : من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم وو إلى وليهم وعادى عدوهم ، فهو واللّه منا يرد حيث نرد ويسكن حيث نسكن .
فقلت : يا رسول اللّه ، وهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم . فقال : لا .
فقلت : يا رسول اللّه ، فأنّى لي بهم وقد عرفت إلى الحسين ؟ قال : ثم سيد العابدين علي بن الحسين ، ثم ابنه محمد باقر علم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين . ثم ابنه جعفر بن محمد لسان اللّه الصادق . ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في اللّه . ثم ابنه علي بن موسى الرضا لأمر اللّه . ثم ابنه محمد بن علي المختار لأمر اللّه . ثم ابنه علي بن محمد الهادي إلى اللّه ، ثم ابنه الحسن بن علي الصامت الأمين لسر اللّه . ثم ابنه محمد بن الحسن المهدي القائم بأمر اللّه .
ثم قال : يا سلمان ، إنك مدركه ومن كان مثلك ومن تولّاه هذه المعرفة . فشكرت اللّه وقلت : وإني مؤجّل إلى عهده ! فقرأ قوله تعالى « فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ، فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا ، ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً » .[1]
قال سلمان : فاشتدّ بكائي وشوقي وقلت : يا رسول اللّه ، أبعهد منك ؟ فقال : أي واللّه الذي أرسلني بالحق ، مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة ، وكل من هو منا ومعنا ومضام[2] فينا . أي واللّه وليحضرنّ إبليس له وجنوده وكل من محض الإيمان محضا ومحض الكفر محضا حتى يؤخذ له بالقصاص والأوتار ولا يظلم ربك أحدا وذلك تأويل هذه الآية : « وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ » .[3] قال : فقمت من بين يديه ، وما أبالي لقيت الموت أو لقيني .
المصادر :
1 . دلائل الإمامة للطبري الإمامي : ص 237 في معرفة وجوب القائم عليه السّلام .
2 . الاختصاص على ما في بحار الأنوار : ج 57 ، ولم نجده في المصدر .
3 . الهداية الكبرى : ص 375 باب الإمام المهدي المنتظر عليه السّلام ، باختلاف يسير .
4 . مقتضب الأثر : ص 6 ، بتفاوت يسير .
5 . منتخب البصائر : على ما في بحار الأنوار : ج 15 ص 9 ، شطرا من الحديث .
6 . مصباح الشريعة : ص 46 الباب 69 .
7 . الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم : ج 2 ص 42 ، شطرا من الحديث .
8 . بهجة النظر للبراني ، على ما في هامش مقتضب الأثر : ص 6 .
9 . بحار الأنوار : ج 53 ص 142 ح 162 ، عن المحتضر .
10 . بحار الأنوار : ج 15 ص 9 ح 9 ، عن منتخب البصائر ، شطرا من الحديث .
11 . بحار الأنوار : ج 57 ص 168 ح 110 ، عن مقتضب الأثر ، شطرا من الحديث .
12 . بحار الأنوار : ج 25 ص 6 ح 9 ، عن المحتضر بتفاوت يسير .
13 . كتاب الحسن بن كبش على ما في بحار الأنوار : ج 53 .
14 . الدمعة الساكبة : ج 4 ص 7 ، عن المقتضب شطرا من الحديث .
15 . نفس الرحمن : ص 387 الباب 11 ، مع اختلاف يسير عن مقتضب الأثر .
16 . حلية الأبرار في فضائل محمد وآله الأطهار عليهم السّلام : ج 2 ص 644 الباب 46 ، بتفاوت يسير عن دلائل الإمامة للطبري .
17 . صفو الأخبار : ص 2 ح 135 .
18 . البرهان في تفسير القرآن : ج 2 ص 406 ح 2 عن مسند فاطمة عليها السّلام .
19 . المحتضر : ص 152 .
20 . المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السّلام : ص 168 ح 64 ، عن دلائل الإمامة .
21 . مسند فاطمة عليها السّلام لمحمد بن جرير الطبري : على ما في تفسير البرهان : ج 2 ص 46 .
22 . عوالم العلوم : ج 17 ص 5 ، مجلد الإمام الحسن عليه السّلام ، عن المحتضر ، شطرا من الحديث .
الأسانيد :
1 . في دلائل الإمامة للطبري : حدثني علي بن الحسن المنقري الكوفي ، قال :
حدثني أحمد بن زيد الدهان عن مكحول بن إبراهيم ، عن رستم بن عبد اللّه بن خالد المخزومي عن سليمان الأعمش عن محمد بن حلف الطاطري ، عن زاذان ، عن سلمان .
2 . في الهداية الكبرى : أبي عبد اللّه الحسين بن حمدان الحضيني ، قال : حدثني علي بن الحسن المقري الكوفي ، عن أحمد بن زيد الدهان ، عن المخول بن إبراهيم ، عن رشدة بن عبد اللّه بن خالد المخزومي ، عن سلمان ، قال .
3 . في مقتضب الأثر : حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي البصري ، قال :
حدثنا عبد الرحمن صالح بن رعيدة ، قال : حدثني الحسين بن حميد بن الربيع . قال :
حدثنا الأعمش ، عن محمد بن خلف الطاطري ، عن زاذان ، عن سلمان .
4 . في منتخب البصائر - على ما في بحار الأنوار - مثل ما في الهداية إلا كلمة « الدهقان » بدل « الدهان » ، وكلمة « رشدة » بدل « رشده » .
5 . في مصباح الشريعة بإسناد صحيح عن سلمان الفارسي ، وقال في أول الكتاب :
« فهذا كتاب مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة من كلام الإمام . . . جعفر بن الصادق عليه السّلام » .
6 . في الصراط المستقيم : أسند الشيخ أبو عبد اللّه أحمد بن محمد الطاطري إلى زاذان إلى سلمان .
7 . في نفس الرحمن : روى الشيخ الوجيه أبو عبد اللّه أحمد بن عياش في الجزء الأول من مقتضب الأثر - والسند مثل ما في المقتضب غير كلمة « شاذان » بدل « زاذان » .
المتن السادس:
عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أنه قال : إن اللّه تعالى خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في المطاف الأول :
رقم 1 متنا ومصدرا وسندا .
المتن السابع:
قال الصادق جعفر بن محمد عليه السّلام : إن اللّه تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في المطاف الأول : رقم 15 .
المتن الثامن:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : خلق اللّه نور فاطمة عليها السّلام قبل أن يخلق الأرض والسماء . فقال بعض الناس . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في المطاف الأول : رقم 13 .
المتن التاسع:
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : إن اللّه تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ، فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في المطاف الأول : رقم 6 .
المتن العاشر:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السّلام : لما خلق اللّه تعالى ذكره آدم . . . وفيه تعليم اللّه تعالى أسماء الخمسة الطيبة لآدم . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما مر في المطاف الثاني : رقم 24 .
المتن الحادي عشر:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : لما خلق اللّه عز وجل الجنة خلقها من نور العرش ، ثم أخذ من ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة عليها السّلام ثلث النور ، وأصاب عليا وأهل بيته ثلث النور . فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد ، ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد عليهم السّلام .
المصادر :
1 . الخصال : ج 1 ص 206 ح 258 باب الثلاثة .
2 . روضة الواعظين : ج 1 ص 148 ، في ذكر مناقب فاطمة عليها السّلام .
3 . مناقب آل أبي طالب : ج 3 ص 325 ، باب فضل منزلتها عند اللّه تعالى ، مرسلا شطرا من الحديث .
4 . بحار الأنوار : ج 43 ص 44 ح 44 ، عن مناقب ابن شهرآشوب .
الأسانيد :
1 . في الخصال : حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد العطار ، قال : حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل بن الحسين بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السّلام ، قال : حدثنا علي بن محمد بن عامر النهاوندي ، عن عمرو بن عبدوس المهندس ، قال : حدثنا هاني بن المتوكل ، عن محمد بن علي بن عباس بن عبد اللّه بن أبي رافع ، عن أبيه عن جده ، عن أبي أيوب الأنصاري ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
المتن الثاني عشر:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : لما أسري بي إلى السماء سمعت صوتا يتبعه ريح . فسمعت السدرة وهي تنادي : وا شوقاه إلى علي بن أبي طالب . . . إلى آخر الحديث مثل ما ذكرناه في المطاف الأول ، رقم 2 .
المتن الثالث عشر:
عن أبي جعفر عليه السّلام قال : إنما سميت فاطمة « الزهراء عليها السّلام » لأن اللّه عز وجل خلقها من نور عظمته . فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بضوء نورها ، وغشت أبصار الملائكة وخرّت الملائكة للّه ساجدين ، وقالوا : إلهنا وسيدنا ، ما هذا النور ؟
فأوحى اللّه إليهم : هذا نور من نوري ، أسكنته في سمائي وخلقته من عظمتي .
أخرجه من صلب نبي من أنبيائي ، أفضّله على جميع الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري ، ويهدون إليّ خلقي وأجعلهم خلفائي في أرضي [ بعد انقضاء وحيي ][4].
المصادر :
1 . نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة عليهم السّلام للطبري الإمامي : ص 82 ح 3 .
2 . علل الشرائع : ج 1 ص 179 ح 1 .
3 . الجواهر السنية في الأحاديث القدسية : ص 239 عن علل الشرائع .
4 . بحار الأنوار : ج 43 ص 12 ح 5 عن علل الشرائع .
5 . عوالم العلوم : ج 11 ص 61 ، مجلد فاطمة الزهراء عليها السّلام : عن علل الشرائع .
6 . كشف الغمة للإربلي : ج 1 ص 463 .
7 . إثبات الهداة : ج 1 ص 54 ح 3424 .
8 . كتاب مواليد الأئمة عليهم السّلام : ص 10 ، على ما في العدد القوية .
9 . الدمعة الساكبة : ج 1 ص 243 ، عن علل الشرائع .
10 . منهاج البراعة : ج 13 ص 7 .
11 . العدد القوية : ص 226 عن كتاب الدر ومواليد الأئمة عليهم السّلام .
12 . كتاب الدر ، على ما في العدد القوية .
الأسانيد :
1 . في نوادر المعجزات : عن جابر بن عبد اللّه ، عن أبي جعفر عليه السّلام .
2 . في علل الشرائع : قال الصدوق : أبي رحمه اللّه قال : حدثنا محمد بن معقل القرمسيني ، عن محمد بن زيد الجزري ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد اللّه بن حماد ، عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد اللّه عليه السّلام .
المتن الرابع عشر:
قال ابن عباس : جاء رجل من أشراف العرب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال له : يا رسول اللّه ، بأي شيء فضّلتم علينا وأنت ونحن من ماء واحد .
فقال : يا أخا العرب ، إن الماء ، لما أحب اللّه جل ذكره عند خلقنا تكلم بكلمة صار نورا[5] ، وتكلم بأخرى صار روحا ، فخلقني وخلق عليا وخلق فاطمة وخلق الحسن وخلق الحسين .
فخلق من نوري العرش وأنا أجل من العرش ؛ وخلق من نور علي السماوات ، فعلي أجل من السماوات ؛ وخلق من نور الحسن القمر ، فالحسن أجل من القمر ؛ وخلق من نور الحسين الشمس ، فالحسين خير من الشمس .
ثم إن اللّه تعالى ابتلى الأرض بالظلمات فلم تستطع الملائكة ذلك ، فشكت إلى اللّه عز وجل .
فقال عز وعلا لجبرئيل : خذ من نور فاطمة وضعه في قنديل وعلّقه في قرط العرش .
ففعل جبرئيل عليه السّلام ذلك فأزهرت السماوات السبع والأرضين السبع ، فسبحت الملائكة وقدّست . فقال اللّه : وعزتي وجلالي وجودي ومجدي وارتفاعي في أعلى مكاني ، لأجعلنّ ثواب تسبيحكم وتقديسكم لفاطمة ولبعلها وبنيها ومحبيها إلى يوم القيامة . فمن أجل ذلك سميت « الزهراء » .
المصادر :
1 . نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة عليهم السّلام : ص 82 ح 4 .
الأسانيد :
1 . في نوادر المعجزات قال الطبري الإمامي : روى أبو عبد اللّه أحمد بن أبي البردي العاملي ، رفعه إلى ابن عباس .
المتن الخامس عشر:
قال سلمان الفارسي : كنت جالسا عند النبي صلّى اللّه عليه وآله إذ دخل العباس بن عبد المطلب فسلّم ، فردّ النبي صلّى اللّه عليه وآله عليه ورحّب به فقال : يا رسول اللّه ، بم فضّل علينا علي بن أبي طالب ، وأهل البيت والمعادن واحدة ؟ وفيه كشف الظلمة عن الملائكة بنور فاطمة عليها السّلام . . . إلى آخر الحديث مثل ما أوردنا في المطاف الأول رقم 11 .
المتن السادس عشر:
عن جابر ، قال : سمعت سالم يحدث أبا جعفر محمد بن علي بمكة ، قال : سمعت أبي عبد اللّه بن عمر بن الخطاب يقول : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول : إن اللّه عز وجل أوحى إليّ ليلة أسري بي : يا محمد ، من خلّفت في الأرض على أمتك ؟ - وهو أعلم بذلك - قلت : يا رب ، أخي . قال : يا محمد ، علي بن أبي طالب ؟ قلت : نعم ، يا رب ، قال : يا محمد ، إني اطّلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها ، فلا أذكر حتى تذكر معي ، أنا المحمود وأنت محمد .
ثم اطلعت إلى الأرض اطلاعة أخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب ، فجعلته وصيك . فأنت سيد الأنبياء وعلي سيد الأوصياء . ثم اشتققت له اسما من أسمائي ، فأنا الأعلى وهو علي .
يا محمد ، خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور واحد . ثم عرضت ولايتهم على الملائكة ، فمن قبلها كان من المقربين ومن جحدها كان من الكافرين .
يا محمد ، لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع ثم لقيني جاحدا لولايتهم أدخلته ناري . ثم قال : يا محمد ، أتحب أن تراهم ؟ قلت : نعم . قال : تقدّم أمامك .
فتقدّمت أمامي فإذا علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم كأنّه كوكب دري في وسطهم . فقلت : يا رب ، من هؤلاء ؟ فقال : هؤلاء الأئمة ، وهذا القائم يحلّ حلالي ويحرّم حرامي وينتقم من أعدائي . يا محمد ، أحببه فإني أحبه وأحب من يحبّه .
قال جابر : فلما انصرف سالم من الكعبة تبعته فقلت : يا أبا عمرو أنشدك اللّه ، هل أخبرك أحد غير أبيك بهذه الأسماء ؟ قال : اللهم أما الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فلا ، ولكني كنت مع أبي عند كعب الأحبار ، فسمعته يقول : إن الأئمة من هذه الأمة بعد نبيها على عدد نقباء بني إسرائيل .
وأقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام ، فقال كعب : « هذا المقفى أولهم وأحد عشر من ولده » ، وسمّاهم كعب بأسمائهم في التورية : تقوبيث ، قيذوا ، دبيرا ، مفسورا ، مسموعا ، دوموه ، مشيو ، هذار ، يثمو ، بطور ، نوقس ، قيذمو .
قال أبو عامر هشام الدستواني : لقيت يهوديا بالحيرة يقال له « عتو بن اوسوا » - وكان حبر اليهود وعالمهم - فسألته عن هذه الأسماء وتلوتها عليه . فقال لي : من أين عرفت هذه النعوت ؟ قلت : هي أسماء . قال : ليست أسماء ! لو كانت أسماء لتطرّزت في تواطي الأسماء[6] ، ولكنها نعوت لأقوام وأوصاف بالعبرانية صحيحة نجدها عندنا في التورية .
ولو سألت عنها غيري لعمي عن معرفتها أو تعامى .
قلت : ولم ذلك ؟ قال : أما العمة فللجهل بها ، وأما التعامي لئلا تكون على دينه ظهيرا وبه خبيرا ، وإنما أقررت لك بهذه النعوت لأني رجل من ولد هارون بن عمران مؤمن بمحمد ، أسرّ ذلك عن بطانتي من اليهود الذين لم أظهر لهم الإسلام ولن أظهره بعدك لأحد حتى أموت .
قلت : ولم ذاك ؟ قال : لأني أجد في كتب آبائي الماضين من ولد هارون ألّا نؤمن لهذا النبي الذي اسمه محمد ظاهرا ، ونؤمن به باطنا حتى يظهر المهدي القائم من ولده . فمن أدركه منّا فليؤمن به ، وبه نعت الأخير من الأسماء . قلت : وبما نعت به ؟ قال : بأنه يظهر على الدين كله ويخرج إليه المسيح فيدين به ويكون له صاحبا . قلت : فانعت لي هذه النعوت لأعلم علمها . قال : نعم ، فعه عني وصنه إلا عن أهله وموضعه إن شاء اللّه تعالى .
أما « تقوبيث » فهو أول الأوصياء ووصي آخر الأنبياء ؛ وأما « قيذوا » فهو ثاني الأوصياء وأول العترة الأصفياء ؛ وأما « دبيرا » فهو ثاني العترة وسيد الشهداء ؛ وأما « مفسورا » فهو سيد من عبد اللّه من عباده ؛ وأما « مسموعا » فهو وارث علم الأولين والآخرين ؛ وأما « دوموه » فهو المدرة الناطق عن اللّه الصادق ؛ وأما « مشيو » فهو خير المسجونين في سجن الظالمين ؛ وأما « هذار » فهو المنخوع بحقه النازخ عن الأوطان الممنوع ؛ وأما « يثمو » فهو القصير العمر الطويل الأثر ؛ وأما « بطور » فهو رابع اسمه ، وأما « نوقس » فهو سمي عمه ، وأما « قيذمو » فهو المفقود من أبيه وأمه ، الغائب بأمر اللّه وعلمه والقائم بحكمه .
المصادر :
1 . مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام : ص 26 ، وفي ص 23 بنقيصة فيه .
2 . الغيبة للنعماني : ص 59 ، أورد شطرا من الحديث بزيادة ونقيصة .
3 . إثبات الهداة : ج 1 ص 710 ح 153 ، النصوص العامة على إمامة الأئمة عليهم السّلام ، الفصل 18 ، عن مقتضب الأثر ، أورد شطرا من الحديث .
4 . بحار الأنوار : ج 36 ص 222 ح 21 ، عن مقتضب الأثر ، وص 280 ح 100 ، عن غيبة النعماني .
5 . عوالم العلوم عليهم السّلام : ج 15 / 3 ص 78 ح 2 ، عن مقتضب الأثر .
الأسانيد :
1 . في مقتضب الأثر : حدثني أبو الخير ثوابة بن أحمد الموصلي الحافظ ، قال :
حدثني أبو عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني ، قال : حدثنا موسى بن عيسى بن عبد الرحمن الإفريقي ، قال : حدثنا هشام بن أبي عبد اللّه الدستواني أبو عامر ، قال :
حدثني عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : سمعت سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب ، يحدّث أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السّلام بمكة قال : سمعت أبي ، عبد اللّه بن عمر بن الخطاب ، يقول : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول .
2 . في غيبة النعماني : حدثنا أبو الحارث عبد اللّه بن عبد الملك بن سهل الطبراني ، قال : حدثنا محمد بن المثنى البغدادي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الرقي ، قال : حدثنا موسى بن عيسى بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا هشام بن عبد اللّه الدستواني ، قال : حدثنا علي بن محمد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن محمد بن علي الباقر عليه السّلام عن سالم بن عبد اللّه بن عمر عن أبيه عبد اللّه بن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
المتن السابع عشر:
عن عبد اللّه بن مسعود قال : دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فسلّمت وقلت : يا رسول اللّه ، أرني الحق أنظر إليه عيانا . فقال : يا ابن مسعود ، المخدع فانظر . . . وفيه أن اللّه تعالى يقول لمحمد وعلي عليهما السّلام : أدخلا الجنة من شئتما وأدخلا النار من شئتما . . . إلى آخر الحديث ، كما ذكرنا في المطاف الأول : رقم 7 ، بتفاوت في الألفاظ .
المتن الثامن عشر:
عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه كان جالسا في الرحبة والناس حوله ، فقام إليه رجل فقال :
يا أمير المؤمنين ، إنك بالمكان الذي أنزلك اللّه وأبوك معذّب في النار ؟ ! فقال : مه فضّ اللّه فاك ! . . . وفيه أن نور أبي طالب من نور الخمسة الطيبة . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في المطاف الثاني : رقم 5 .
المتن التاسع عشر:
عن أنس بن مالك ، قال : صلى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في بعض الأيام صلاة الفجر ، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم . . . وفيه أن ضياء السماوات والأرض من نور فاطمة إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في المطاف الأول : رقم 9 .
المتن العشرون:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : لما أسري بي إلى السماء نظرت فإذا هي مكتوب على العرش :
« لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه ، أيّدته بعلي ونصرته بعلي » . ورأيت أنوار علي وفاطمة والحسن والحسين ، وأنوار علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ورأيت نور الحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري .
فقلت : يا رب ، من هذا ومن هؤلاء ؟ فنوديت : يا محمد ، هذا نور علي وفاطمة ، وهذا نور سبطيك الحسن والحسين ، وهذه أنوار الأئمة بعدك من ولد الحسين مطهرون معصومون ، وهذا الحجة يملأ الدنيا قسطا وعدلا .
المصادر :
1 . كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام : ص 185 ، باب ما جاء عن أم سلمة عن النبي صلّى اللّه عليه وآله .
2 . الجواهر السنية : ص 284 ، عن كفاية الأثر .
3 . مدينة المعاجز : ج 2 ص 43 .
4 . بحار الأنوار : ج 36 ص 348 ح 317 ، عن كفاية الأثر .
5 . عوالم العلوم : ج 15 / 3 ص 42 ح 7 ، في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام .
6 . الأحاديث القدسية المسندة ( مخطوط ) : ص 170 .
الأسانيد :
1 . في كفاية الأثر قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبيد اللّه بن الحسن العياشي ، قال :
حدثني جدي عبيد اللّه بن الحسن ، عن أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال : حدثنا عمر بن حماد ، قال : حدثنا علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، قال : حدثني أبو سعيد التميمي ، عن أبي ثابت مولى أبي ذر ، عن أم سلمة قالت :
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . . . إلى آخر الحديث .
وفي آخر الحديث : وهذه أم سلمة روى عنها شداد بن أوس والحكم بن قيس وأبو الأسود وأبو ثابت مولى أبي ذر رحمة اللّه عليه .
المتن الحادي والعشرون:
عن حذيفة اليمان قال : صلى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثم أقبل بوجهه الكريم علينا فقال :
معاشر أصحابي ، أوصيكم بتقوى اللّه والعمل بطاعته ، فمن عمل بها فاز وغنم ونجح ومن تركها حلّت به الندامة . فالتمسوا بالتقوى السلامة من أهوال يوم القيامة ، فكأني أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ، ومن تمسّك بعترتي من بعدي كان من الفائزين ومن تخلّف عنهم كان من الهالكين .
فقلت : يا رسول اللّه ، على من تخلّفنا ؟ قال : على من خلّف موسى بن عمران قومه .
قلت : على وصيه يوشع بن نون . قال : فإن وصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره مخذول من خذله .
قلت : يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فكم يكون الأئمة من بعدك ؟ قال : عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين عليه السّلام ، أعطاهم اللّه علمي وفهمي ، خزان علم اللّه ومعادن وحيه .
قلت : يا رسول اللّه ، فما لأولاد الحسن ؟ قال : إن اللّه تبارك وتعالى جعل الإمامة في عقب الحسين ، وذلك قوله تعالى « وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ » .
قلت : أفلا تسميهم لي يا رسول اللّه ؟ قال : نعم ، إنه لما عرج بي إلى السماء ونظرت إلى ساق العرش ورأيت مكتوبا بالنور « لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه ، أيّدته بعلي ونصرته به » ، ورأيت أنوار الحسن والحسين وفاطمة ، ورأيت في ثلاثة مواضع عليا عليا عليا ومحمدا ومحمدا وموسى وجعفرا والحسن ، والحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري .
فقلت : يا رب ، من هؤلاء الذين قرنت أسماءهم باسمك ؟ قال : يا محمد ، إنهم هم الأوصياء والأئمة من بعدك ، خلقتهم من طينتك . فطوبى لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم ، فبهم أنزل الغيث وبهم أثيب وأعاقب .
ثم رفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يده إلى السماء ودعا بدعوات . فسمعته يقول : اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي وفي زرعي وزرع زرعي .
المصادر :
1 . حلية الأبرار : ج 1 ص 571 ، المنهج الرابع ، الباب العاشر ، عن كتاب النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام .
2 . كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام : ص 136 ، باب ما جاء عن حذيفة اليمان عن النبي صلّى اللّه عليه وآله .
3 . بحار الأنوار : ج 36 ص 332 ح 191 ، عن كفاية الأثر شطرا من الحديث .
4 . عوالم العلوم : ج 15 / 3 ص 41 ح 6 ، النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام ، شطرا من الحديث ، وص 180 ح 154 أورد تمام الحديث باختلاف يسير في الأسناد .
الأسانيد :
1 . في كفاية الأثر : أخبرنا محمد بن عبد اللّه ، قال : حدثنا أبو الحسن عيسى بن العراد الكبير ، قال : حدثني أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه ، عن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحقي بالبصرة في سنة عشر وثلاثمائة ، قال : حدثنا محمد بن عمارة السكري ، عن إبراهيم بن عاصم ، عن عبد اللّه بن هارون الكرخي ، قال : حدثنا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد بن سلامة عن حذيفة اليمان .
المتن الثاني والعشرون:
حدثني سلمان ، قال : حدثني عمار وقال : أخبرك عجبا ؟ قلت : حدثني يا عمار . قال :
نعم ، شهدت علي بن أبي طالب عليه السّلام وقد ولج على فاطمة عليها السّلام ؛ فلما أبصرت به نادت : ادن لأحدثك بما كان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعة . قال عمار :
فرأيت أمير المؤمنين عليه السّلام يرجع القهقرى .
فرجعت برجوعه إذ دخل على النبي صلّى اللّه عليه وآله فقال له : « ادن يا أبا الحسن » ، فدنا . فلما اطمأنّ به المجلس قال له : تحدثني أم أحدثك ؟ قال : الحديث منك أحسن يا رسول اللّه . فقال : كأني بك وقد دخلت على فاطمة وقالت لك كيت وكيت ، فرجعت . فقال علي عليه السّلام : نور فاطمة من نورنا ؟ فقال صلّى اللّه عليه وآله : أولا تعلم ؟ فسجد علي عليه السّلام شكرا للّه تعالى .
قال عمار : فخرج أمير المؤمنين عليه السّلام وخرجت بخروجه فولج على فاطمة عليها السّلام وولجت معه . فقالت : كأنّك رجعت إلى أبي فأخبرته بما قلته لك ؟ قال : كان كذلك ، يا فاطمة .
فقالت : اعلم يا أبا الحسن ، إن اللّه تعالى خلق نوري وكان يسبح اللّه جل جلاله ، ثم أودعه شجرة من شجر الجنة فأضاءت . فلما دخل أبي الجنة أوحى اللّه تعالى إليه إلهاما :
« أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة ، وأدرها في لهواتك »[7] ، ففعل ؛ فأودعني اللّه سبحانه صلب أبي ؛ ثم أودعني خديجة بنت خويلد فوضعتني . وأنا من ذلك النور أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن . يا أبا الحسن ، المؤمن ينظر بنور اللّه تعالى .
المصادر :
1 . عيون المعجزات ، على ما في بحار الأنوار : ج 43 .
2 . بحار الأنوار : ج 43 ص 8 ح 11 ، عن عيون المعجزات .
3 . الدمعة الساكبة في أحوال النبي والعترة الطاهرة عليهم السّلام : ج 1 ص 238 ، عن بحار الأنوار عن عيون المعجزات .
4 . الجنة العاصمة للميرجهاني : ص 122 عن بحار الأنوار .
5 . الخصائص الفاطمية : ص 92 ، عن عيون المعجزات .
6 . الكوكب الدري في أحوال النبي والبتول والوصي عليهم السّلام : ج 1 ص 122 .
الأسانيد :
1 . في عيون المعجزات : روي عن حارثة بن قدامة ، قال : حدثني سلمان ، قال : حدثني عمار .
المتن الثالث والعشرون:
عن جابر الأنصاري ، قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول : إن اللّه عز وجل خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد ؛ فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا . فسبّحنا فسبّحوا ، وقدّسنا فقدّسوا ، وهلّلنا فهلّلوا ، ومجّدنا فمجّدوا ، ووحّدنا فوحّدوا .
ثم خلق السماوات والأرض وخلق الملائكة ، فمكثت الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحا ولا تقديسا . فسبّحنا فسبّحت شيعتنا فسبّحت الملائكة وكذلك في البواقي ، فنحن الموحّدون حيث لا موحد غيرنا ، وحقيق على اللّه عز وجل كما اختصنا واختص شيعتنا أن يزلفنا وشيعتنا في أعلى عليين .
إن اللّه اصطفاني واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون أجساما . فدعانا فأجبناه ، فغفر لنا وشيعتنا من قبل أن نستغفر اللّه عز وجل .
قال بعد نقل الحديث : قد اختصرت بعض ألفاظ الحديث بقولي : « وكذلك البواقي » لأن فيه : « وقدّسنا فقدّست شيعتنا فقدّست الملائكة إلى آخرها » ، ونبّهت على ذلك لتعلمه .
وروي عن علي عليه السّلام قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقول : إنّ اللّه تبارك وتعالى خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد .
المصادر :
1 . مولد فاطمة عليها السّلام لابن بابويه على ما في بحار الأنوار نقلا عن كشف الغمة .
2 . كشف الغمة : على ما في بحار الأنوار : ج 37 ص 80 .
3 . كتاب الآل لابن خالويه ، على ما في بحار الأنوار نقلا عن كتاب منهج التحقيق .
4 . كتاب منهج التحقيق إلى سواء الطريق على ما في بحار الأنوار : ج 27 ص 131 .
5 . جامع الأخبار عن معارج اليقين في أصول الدين للسبزواري : الفصل الرابع ، ص 45 ح 49 / 10 .
6 . بحار الأنوار : ج 37 ص 80 ح 49 ، عن كشف الغمة .
7 . المحتضر : ص 112 ، 127 ، بتفاوت يسير .
8 . بحار الأنوار : ج 27 ص 131 ح 122 ، عن كتاب منهج التحقيق .
الأسانيد :
1 . في جامع الأخبار : قال الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن الضحاك ، قال : أخبرنا عزيز بن عبد الحميد ، عن إسماعيل بن طلحة ، عن كثير بن عمير ، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
أيضا في جامع الأخبار نقلا عن علل الشرائع : حدثنا محمد بن إبراهيم الطالقاني قال :
حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة ، قال : حدثنا أبو عوانة ، قال : حدثنا محمد بن زكريا ، عن عبد الواحد بن غياث ، عن عثمان بن المغيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجذ عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
المتن الرابع والعشرون:
عن أبي جعفر عليه السّلام قال : إن اللّه تعالى خلق أربعة عشر نورا من نور عظمته قبل خلق آدم . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما ذكرناه في المطاف الثاني : رقم 11 .
المتن الخامس والعشرون:
قال الصادق عليه السّلام : إن اللّه خلق أربعة عشر نورا قبل الخلق بأربعة عشر ألف عام ، فهي أرواحنا : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين ، آخرهم القائم بعد غيبته ، يقتل الدجال ويطهّر الأرض .
المصادر :
1 . الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم : ج 2 ص 134 باب 10 فصل 4 .
2 . حدائق المقربين للخاتونآبادي ( مخطوط ) : الحديقة 3 الباب 3 .
الأسانيد :
1 . قال البياضي في الصراط المستقيم : وأسند الحسين بن إدريس عن الصادق عليه السّلام .
المتن السادس والعشرون:
روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أنه قال : ليلة أسري بي إلى السماء جاوزت الحجب حتى دنوت من ربي جل جلاله ؛ فلم يبق بيني وبين ربي إلا حجاب النور وهو يتلألأ . فأوحى إليّ : يا أحمد . قلت : لبيك . فقال : من خلّفت على أمتك ؟ قلت : خيرها . فقال : خلفت عليها علي بن أبي طالب وأنا أعلم . قلت : نعم ، يا ربّ .
فأوحى إليّ : يا محمد ، إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها نبيا ، فلا أذكر إلا وأنت معي ؛ وشققت لك اسما من اسمي ، فأنا المحمود وأنت محمد .
ثم اطلعت إلى الأرض اطلاعة أخرى ، فاخترت منها عليا فجعلته وصيك ؛ وشققت له اسما من أسمائي ، فأنا الأعلى وهو علي .
فأنت سيد الأنبياء وهو سيد الأوصياء . خلقتك من نوري وخلقته من نورك ، وخلقت فاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين من نوركما . ثم عرضت ولايتكم على الخلق ، فمن قبلها كان من المقربين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ومن جحدها كان من الكافرين .
يا محمد ، لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع إربا إربا ثم لقيني جاحدا لولايتكم ، لأدخلته النار وعذّبته العذاب الأليم .
يا محمد ، أتحب أن ترى صورة شبحك وأشباح خلفائك من بعدك ، عليّ وأحد عشر إماما من ذريته ؟ قلت : نعم يا ربّ . فأوحى تعالى إليّ أن تقدّم أمامك .
فتقدّمت فإذا أنا بأشباح من نور يتلألأ مكتوب عليها بالنور أسمائنا ، وهي محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ومحمد بن الحسن ، وهو في وسطهم شبيه الكوكب الدري .
فقلت : يا رب ، من هؤلاء ؟ فأوحى إليّ أن يا محمد ، هذه ابنتك والخلفاء من ولدها من ذرية وصيك علي ، وهذا الذي بينهم كالكوكب الدري هو القائم المهدي ، يهدي أمتك إلى الإيمان ويخرجها من الضلالة والطغيان ؛ أملأ به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا .
قلت : يا ربّ ، ما اسمه ؟ فأوحى إليّ : هو سميك والموفي بعهدك ، وهؤلاء الأئمة . من ائتمّ بهم نجا وسلم ، وعذابي مقيم على من جحدهم حقهم . وهم أوليائي وخلفائي وسكان جنتي وهم خيرتي من خلقي . فطوبى لمن أحبهم وصدّقهم ، وويل لمن جحد حقهم وكذّب بهم .
وروي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال لعلي عليه السّلام : ليلة أسري بي إلى السماء أريت ملكوت السماوات والأرض وكشف لي حتى نظرت ما فيها ، فاشتقت إليك . فدعوت اللّه عز وجل ، فإذا أنت رافع رأسك إليّ ولم أر شيئا إلّا وقد رأيته .
المصادر :
1 . المحتضر : ص 106 ، مرسلا .
المتن السابع والعشرون:
روي عن زين العابدين عليه السّلام أنه قال : لما عرج بالنبي صلّى اللّه عليه وآله إلى السماء قال العزيز تبارك وتعالى له : « آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ » . فقال صلّى اللّه عليه وآله : « والمؤمنون » . قال تعالى :
صدقت يا محمد . إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها . ثم شققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي . فأنا المحمود وأنت محمد . ثم اطلعت اطلاعة أخرى فاخترت عليا وجعلته وصيّك . فأنت خير الأنبياء وهو خير الأوصياء .
يا محمد ، إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين من شبح نوري . ثم عرضتهم على الملائكة وسائر خلقي وأردت ولايتهم وهم أرواح . فمن قبلها كان عندي من المقربين ، ومن جحدها كان عندي من الكافرين . يا محمد ، وعزتي وجلالي لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ، ثم أتاني جاحدا لولايتهم لم أدخله جنتي ، ولا أظله تحت عرشي .
المصادر :
1 . المحتضر : ص 147 .
2 . غاية المرام وحجة الخصام : ص 114 ، المقصد الأول ، الباب العاشر ، بتفاوت في اللفظ والمعني .
المتن الثامن والعشرون:
عن جابر مرفوعا : لما خلق اللّه آدم وحواء تبخترا في الجنة وقالا : من أحسن منا ؟
وفيه : رؤية آدم خمسة أشباح في هيئته وصورته . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في المطاف الثاني : رقم 6 .
المتن التاسع والعشرون:
سأل جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام عن تفسير هذه الآية « وإن من شيعته لإبراهيم » ؟ فقال عليه السّلام : إن اللّه سبحانه لما خلق إبراهيم كشف له عن بصره فنظر فرأى نورا إلى جنب العرش . فقال : إلهي ما هذا النور ؟ فقيل له : « هذا نور محمد صفوتي من خلقي » . ورأى نورا إلى جنبه فقال : إلهي وما هذا النور ؟ فقيل له : « هذا نور علي بن أبي طالب ، ناصر ديني » . ورأى إلى جنبهم ثلاثة أنوار ، فقال : إلهي ، ما هذه الأنوار ؟ فقيل له : « هذا نور فاطمة ، فطمت محبيها من النار ونور ولديها الحسن والحسين » . ورأى تسعة أنوار قد حفّوا بهم فقال : إلهي وما هذه الأنوار التسعة ؟ قيل : « يا إبراهيم ، هؤلاء الأئمة من ولد علي وفاطمة » . فقال إبراهيم : إلهي ، بحق هؤلاء الخمسة إلا عرفتني من التسعة ؟ قيل : « يا إبراهيم ، أولهم علي بن الحسين ، وابنه محمد وابنه جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي وابنه الحسن والحجة القائم ابنه » .
فقال إبراهيم : إلهي وسيدي ، أرى أنوارا قد أحدقوا بهم لا يحصي عددهم إلا أنت .
قيل : « يا إبراهيم ، هؤلاء شيعتهم ، شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب » . فقال إبراهيم :
وبم تعرف شيعته ؟ قال : « بصلاة الإحدى وخمسين ، والجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم ، والقنوت قبل الركوع ، والتختم في اليمين » .
فعند ذلك قال إبراهيم : اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين . قال : فأخبر اللّه في كتابه فقال : « وإن من شيعته لإبراهيم » .[8]
المصادر :
1 . تفسير محمد بن العباس بن ماهيار ، على ما في بحار الأنوار نقلا عن تأويل الآيات الظاهرة .
2 . تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة عليه السّلام : ج 2 ص 496 ح 9 ، عن تفسير محمد بن العباس .
3 . بحار الأنوار : ج 85 ص 80 ح 20 ، عن كتاب تأويل الآيات الظاهرة .
4 . بحار الأنوار : ج 36 ص 151 ح 131 .
5 . كشف البيان على ما في هامش كتاب المحجة .
6 . جامع الفوائد على ما في إثبات الهداة .
7 . مدينة المعاجز : ص 321 ، 223 ، 257 بتفاوت يسير .
8 . المحجة فيما نزل في القائم الحجة : ص 181 رقم 70 .
9 . إثبات الهداة : ج 1 ص 672 ح 911 ، شطرا من الحديث بتفاوت فيه .
10 . عوالم العلوم : ج 15 / 3 النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام ، ص 75 ح 10 .
11 . منتخب كفاية المهتدي : ص 49 ح 6 .
12 . اللوامع النورانية : ص 322 تفسير سورة الصافات ، عن تأويل الآيات .
13 . كتاب الروضة : ص 150 باب الفضائل ح 31 ، الطبعة الحجرية بآخر علل الشرائع بزيادة في آخر الحديث .
14 . فضائل شاذان : ص 158 ، على ما في هامش عوالم العلوم : ج 15 / 3 .
15 . كتاب الغيبة للفضل بن شاذان على ما في هامش العوالم المذكور .
16 . الأربعين لأبي محمد بن أبي الفوارس : ص 38 ، ( مخطوط ) على ما في العوالم .
17 . إحقاق الحق : ج 13 ص 59 .
18 . مستدرك الوسائل : ج 1 ص 215 ج 3 ص 318 ح 4 .
الأسانيد :
1 . في تأويل الآيات الظاهرة : روى الشيخ محمد بن العباس رحمه اللّه ، عن محمد بن وهبان ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن رحيم ، عن العباس بن محمد ، قال : حدثني أبي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، قال : حدثني أبي ، عن أبي بصير يحيى بن أبي القاسم ، قال : سأل جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام .
2 . في كتاب الغيبة للفضل بن شاذان : بأسناده عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الرحمن بن سمرة ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله على ما في هامش العوالم .
3 . في الأربعين : قال أخبرنا محمد بن تاج الدين الشيباني ، يرفعه عن جماعة من الصادقين المحقين فيما يوردون ويسندون إلى المفضل بن عمر بن عبد اللّه ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
المتن الثلاثون:
عن عباس : لما أراد اللّه أن يخلق محمدا صلّى اللّه عليه وآله قال لملائكة : إني أريد أن أخلق خلقا أفضّله وأشرّفه على الخلائق أجمعين . . . إلى آخر الحديث . . . كما أوردناه في المطاف الثاني رقم 27 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الحادي والثلاثون:
عن النبي صلّى اللّه عليه وآله أنه قال : لما خلق اللّه تعالى أبا البشر ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش ، فإذا أنوار خمسة أشباح سجدا وركعا . . . إلى آخر الحديث ، كما أوردناه في المطاف الثاني رقم 9 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثاني والثلاثون:
عن النبي صلّى اللّه عليه وآله قال : إن اللّه خلقني وخلق عليا من نور بين يدي العرش نسبح اللّه ونقدّسه . . . إلى آخر الحديث . مثل ما أوردناه في المطاف الثاني رقم 12 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الثالث والثلاثون:
قال الإمام جعفر الصادق عليه السّلام في قوله تعالى : « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ » ، كان آدم وحواء جالسين . . . وفيه رؤية آدم وحواء صورة فاطمة عليها السّلام في قصر الجنة . . . إلى آخر الحديث ، مثل ما أوردناه في المطاف الثاني : رقم 20 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الرابع والثلاثون:
قال علي بن الحسين عليه السّلام : حدثني أبي عن أبيه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، قال : يا عباد اللّه . . .
وفيه رؤية آدم أشباح الخمسة الطيبة في ذروة العرش . . . إلى آخر الحديث ، كما أوردناه في المطاف الثاني : رقم 21 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الخامس والثلاثون:
ذكر السيد ابن طاوس في الإقبال : الباب السادس فيما يتعلق بالمباهلة في فصل إنفاذ النبي رسله إلى نصارى نجران . . . إلى أن قال بعد مجيء رسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إليهم :
فأمر أبو حارثة بالجامعة ، ففتح طرفها واستخرج منها صحيفة آدم الكبرى المستودعة علم ملكوت اللّه عز وجل وما ذرأ وما برأ في أرضه وسمائه وما وصلهما جل جلاله من ذكر عالميه وهي الصحيفة التي ورثها شيث من أبيه آدم عليه السّلام عما دعا من الذكر المحفوظ .
فقرأ القوم - السيد والعاقب وحارثة - في الصحيفة تطلّبا لما تنازعوا فيه من نعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وصفته ، ومن حضرهم يومئذ من الناس إليهم يصيحون مرتقبون لما يستدرك من ذكرى ذلك . فألفوا في المصباح الثاني من فواصلها : « بسم اللّه الرحمن الرحيم ، أنا اللّه لا إله إلا أنا الحي القيوم ، معقب الدهور ، وفاصل الأمور . سبقت بمشيتي الأسباب وذلّلت بقدرتي الصعاب . فأنا العزيز الحكيم الرحمن الرحيم . ارحم ترحم . سبقت رحمتي غضبي وعفوي عقوبتي . خلقت عبادي لعبادتي وألزمتهم حجتي . ألا إني باعث فيهم رسلي ومنزل عليهم كتبي ، أبرم ذلك من لدن أول مذكور من البشر إلى أحمد نبيي وخاتم رسلي . ذاك الذي أجعل عليه صلواتي وأسلك في قلبه بركاتي وبه أكمل أنبيائي ونذري » .
قال آدم : إلهي ، من هؤلاء الرسل ومن أحمد هذا ، الذي رفعت وشرفت ؟ قال : كلّ من ذريتك ، وأحمد عاقبهم . قال : رب بما أنت باعثهم ومرسلهم ؟ قال : بتوحيدي ، ثم أقفي ذلك بثلاثمائة وثلثين شريعة أنظمها وأكملها لأحمد جميعا . فأذنت لمن جاءني بشريعة منها مع الايمان بي وبرسلي أن أدخله الجنة .
ثم ذكر ما جملته أن اللّه تعالى عرض على آدم معرفة الأنبياء عليهم السّلام وذريتهم ، ونظرهم آدم ثم قال ما هذا لفظه :
ثم نظر آدم إلى نور قد لمع فسدّ الجوّ المنخرق[9] فأخذ بالمطالع من المشارق ثم سري كذلك حتى طبّق المغارب . ثمّ سما حتى بلغ ملكوت السماء فنظر فإذا هو نور محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وإذا الأكناف به قد تضوعت[10] طيبا وإذا أنوار أربعة قد اكتنفته عن يمينه وشماله ومن خلفه وأمامه أشبه شيء به أرجا[11] ونورا ، ويتلوها أنوار من بعدها تستمدّ منها ، وإذا هي شبيه بها في ضيائها وعظمها ونشرها .
ثم دنت منها فتكلّلت عليها وحفّت بها ، ونظر فإذا أنوار من بعد ذلك في مثل عدد الكواكب ودون منازل الأوائل جدا جدا ، وبعض هذه أضوأ من بعض ، وهي في ذلك متفارقة جدا .
ثم طلع عليه سواد كالليل وكالسيل ينسلون من كل وجهة وأوب . فأقبل كذلك حتى ملئوا القاع والأكم[12] ، فإذا هم أقبح شيء صورا وهيئة وأنتنه ريحا . فبهر آدم ما رأى من ذلك وقال : « يا عالم الغيوب وغافر الذنوب ، ويا ذا القدرة الباهرة والمشيّة الغالبة ، من هذا الخلق السعيد الذي كرّمت ورفعت على العالمين ؟ ومن هذه الأنوار المنيفة المكتنفة به » ؟[13]
فأوحى اللّه عز وجل إليه : « يا آدم ، هذا وهؤلاء وسيلتك ووسيلة من أسعدت من خلقي . هؤلاء السابقون المقربون والشافعون المشفّعون ، وهذا أحمد سيدهم وسيد بريتي ، اخترته بعلمي واشتققت اسمه من اسمي ، فأنا المحمود وهو محمد . وهذا صنوه[14] ووصيه ، آزرته به وجعلت بركاتي وتطهيري في عقبه ، وهذه سيدة إمائي والبقية في علمي من أحمد نبيي وهذان السبطان والخلفان لهم وهذه الأعيان المضارع نورها أنوارهم بقية منهم ، ألا إن كلا اصطفيت وطهّرت ، وعلى كلّ باركت وترحمّت . فكلا بعلمي جعلت قدوة عبادي ونور بلادي » .
ونظر فإذا شيخ في آخرهم يزهر في ذلك الصفيح كما زهر كوكب الصبح لأهل الدنيا . فقال اللّه تبارك وتعالى : « وبعبدي هذا السعيد أفكّ عن عبادي الأغلال وأضع عنهم الآصار وأملأ أرضي به حنانا ورأفة وعدلا كما ملئت من قبله قسوة وقشعرية[15] وجورا » .
قال آدم عليه السّلام : رب إن الكريم من كرّمت وإن الشريف من شرّفت ، وحقّ - يا إلهي - لمن رفعت وأعليت أن يكون كذلك . فيا ذا النعم التي لا تنقطع والإحسان الذي لا يجازى ولا ينفد ، بم بلغ عبادك هؤلاء العالون هذه المنزلة من شرف عطائك وعظيم فضلك وحيائك وكذلك من كرّمت من عبادك المرسلين ؟
قال اللّه تبارك وتعالى : « إني أنا اللّه ، لا إله إلا أنا الرحمن الرحيم العزيز الحكيم ، عالم الغيوب ومضمرات القلوب ، أعلم ما لم يكن مما يكون كيف يكون ، وما يكون كيف لو كان يكون . وإني اطلعت يا عبدي في علمي على قلوب عبدي فلم أر فيهم أطوع لي ولا أنصح لخلقي من أنبيائي ورسلي . فجعلت لذلك فيهم روحي وكلمتي ، وألزمتهم عبء حجتي واصطفيتهم على البرايا برسالتي ووحيي . ثم ألقيت بمكاناتهم تلك في منازلهم حوامّهم[16] وأوصيائهم من بعدهم ودائع حجتي والسادة في بريتي لأجبر بهم كسر عبادي وأقيم بهم أودهم . ذلك أني بهم وبقلوبهم لطيف خبير .
ثم اطلعت على قلوب المصطفين من رسلي فلم أجد فيهم أطوع ولا أنصح لخلقي من محمد خيرتي وخالصتي ، فاخترته على علم ورفعت ذكره إلى ذكري ، ثم وجدت قلوب حامته اللاتي من بعده على صبغة قلبه ، فألحقتهم به وجعلتهم ورثة كتابي ووحيي وأوكار حكمتي ونوري وآليت بي ألّا أعذب بناري من لقيني معتصما بتوحيدي وحبل مودتهم أبدا .
ثم أمرهم أبو حارثة أن يصيروا إلى صحيفة شيث الكبرى التي انتهى ميراثها إلى إدريس النبي عليه السّلام . قال : وكان كتابتها بالقلم السرياني القديم ، وهو الذي كتب من بعد نوح عليه السّلام من ملوك الهياطلة ، وهم النماردة .
قال : فاقتصّ القوم الصحيفة وأفضوا منها إلى هذا الرسم . قال : اجتمع إلى إدريس قومه وصحابته وهو يومئذ في بيت عبادته من أرض كوفان فخبّرهم فيما اقتصّ عليهم .
قال : إن بني أبيكم آدم عليه السّلام الصلبية وبني بنيه وذريته اختصموا فيما بينهم وقالوا : أي الخلق عندكم أكرم على اللّه عز وجل وأرفع لديه مكانة وأقرب منه منزلة ؟ فقال بعضهم :
أبوكم آدم عليه السّلام ، خلقه اللّه عز وجل بيده وأسجد له ملائكته وجعله الخليفة في أرضه وسخّر له جميع خلقه . وقال آخرون : بل الملائكة الذين لم يعصوا اللّه عز وجل . وقال بعضهم : لا بل رؤساء الملائكة الثلاثة : جبرئيل وميكائيل وإسرافيل عليهم السّلام وقال بعضهم : لا بل أمين اللّه جبرئيل .
فانطلقوا إلى آدم فذكروا الذي قالوا واختلفوا فيه . فقال : يا بنيّ ، أنا أخبركم بأكرم الخلائق جميعا على اللّه عز وجل . إنه واللّه لما أن نفخ في الروح حتى استويت جالسا ، فبرق لي العرش العظيم فنظرت فيه فإذا فيه : « لا إله إلا اللّه ، محمد رسول اللّه ، فلان أمين اللّه ، فلان خيرة اللّه عز وجل » . فذكر عدة أسماء مقرونة بمحمد صلّى اللّه عليه وآله ، ثم لم أر في السماء موضع أديم[17] - أو قال : صفيح - منها إلا وفيه مكتوب « لا إله إلا اللّه » ، وما من موضع فيه مكتوب « لا إله إلا اللّه » إلا وفيه مكتوب - خلقا لا خطا - : « محمد رسول اللّه » ، وما من موضع فيه مكتوب « محمد رسول اللّه » إلا ومكتوب « فلان خيرة اللّه ، فلان صفوة اللّه ، فلان أمين اللّه عز وجل » ، فذكر عدة أسماء تنتظم حساب المعدود . قال آدم عليه السّلام : فمحمد - يا بني - ومن خطّ من تلك الأسماء معه أكرم الخلائق على اللّه جميعا .
ثم ذكر أن أبا حارثة سأل السيد والعاقب أن يقفا على صلوات إبراهيم الذي جاوبها الأملاك من عند اللّه عز وجل ، فقنعوا بما وقفوا عليه في الجامعة .
قال أبو حارثة : « لا ، بل شارفوها بأجمعها واسبروها فإنه أصرم للغدور وأرفع لحكمة الصدور وأجدر ألّا ترتابوا في الأمر من بعده » . فلم يجد من المصير إلى قوله من بدّ ، فعمد القوم إلى تابوت إبراهيم عليه السّلام .
قال : وفيه كان عز وجل بفضله على من يشاء من خلقه قد اصطفى إبراهيم عليه بخلته وشرّفه بصلواته وبركاته ، وجعله قبلة وإماما لمن يأتي من بعده وجعل النبوة والكتاب والإمامة من ذريته ، يتلقّاها آخر عن أول وورثه تابوت آدم عليه السّلام المتضمّن للحكمة والعلم الذي فضّله اللّه عز وجل به على الملائكة طرا .
فنظر إبراهيم في ذلك التابوت ، فأبصر فيه بيوتا بعدد ذوي العزم من الأنبياء المرسلين وأوصيائهم من بعدهم . ونظرهم فإذا بيت محمد صلّى اللّه عليه وآله آخر الأنبياء ، عن يمينه علي بن أبي طالب آخذ بحجزته . فإذا شكل عظيم يتلألأ أنوارا فيه : « هذا صنوه ووصيه المؤيّد بالنصر » .
فقال إبراهيم : إلهي وسيدي ، من هذا الخلق الشريف ؟ فأوحى اللّه عز وجل : هذا عبدي وصفوتي الفاتح الخاتم ، وهذا وصيه الوارث . قال : رب ، ما الفاتح الخاتم ؟ قال :
هذا محمد خيرتي وبكر فطرتي وحجتي الكبرى في بريتي ، نبّأته واجتبيته إذ آدم بين الطين والجسم . إني باعثه عند انقطاع الزمان لتكملة ديني وخاتم به رسالتي ونذري .
وهذا علي أخوه وصديقه الأكبر آخيت بينهما واخترتهما وصليت وباركت عليهما وطهّرتهما وأخلصتهما والأبرار منهما وذريتها قبل أن أخلق سمائي وأرضي وما فيهما من خلقي وذلك لعلمي بهم وبقلوبهم ، إني بعبادي عليم خبير .
قال : ونظر إبراهيم عليه السّلام فإذا اثنا عشر عظيما تكاد تلألأ أشكالهم لحسنها نورا . فسأل ربه جل وتعالى فقال : « رب نبّئني بأسماء هذه الصور المقرونة بصورة محمد ووصيه » ، وذلك لما رأى من رفيع درجاتهم والتحاقهم بشكلي محمد ووصيه .
فأوحى اللّه عز وجل إليه : « هذه أمتي والبقية من نبيّي فاطمة الصديقة الزهراء وجعلتها مع خليلها عصبة لذرية نبيي . هؤلاء وهذان الحسنان وهذا فلان وهذا فلان وهذا كلمتي التي أنشر به رحمتي في بلادي وبه أنتاش[18] ديني وعبادي . ذلك بعد إياس منهم وقنوط منهم من غياثي . فإذا ذكرت محمدا نبيي لصلواتك فصّل عليهم معه ، يا إبراهيم » . قال : فعندها صلى عليهم إبراهيم فقال : « رب صلى على محمد وآل محمد ، كما اجتبيتهم وأخلصتهم إخلاصا » .
فأوحى اللّه عز وجل : لتهنّئك كرامتي وفضلي عليك ، فإني صائم[19] بسلالة محمد ومن اصطفيت معه منهم إلى قناة صلبك[20] ومخرجهم منك ثم من بكرك إسماعيل .
فأبشر يا إبراهيم ، فإني واصل صلواتك بصلاتهم ومتبع ذلك بركاتي وترحمي عليك وعليهم ، وجاعل حناني وحجتي إلى الأمد المعدود واليوم الموعود الذي أرث فيه سمائي وأرضي وأبعث له خلقي لفصل قضائي وإفاضة رحمتي وعدلي .
المصادر :
1 . كتاب المباهلة ، على ما في الإقبال .
2 . كتاب عمل ذي الحجة على ما في الإقبال .
3 . إقبال الأعمال : ص 506 ، الباب السادس فيما يتعلق بالمباهلة .
4 . لوامع صاحبقراني : ج 6 ص 257 ، في باب صوم التطوع وثوابه من الأيام المتفرقة .
5 . كتاب الحسن بن إسماعيل بن أشناس على ما في الإقبال .
الأسانيد :
1 . قال السيد ابن طاوس في الإقبال : روينا ذلك بالأسانيد الصحيحة والروايات الصريحة إلى أبي المفضل محمد بن عبد المطلب الشيباني من كتاب المباهلة ، ومن أصل كتاب الحسن بن إسماعيل بن أشناس من كتاب عمل ذي الحجة ، فيما رويناه بالطرق الواضحة عن ذوي الهمم الصالحة ؛ لا حاجة إلى ذكر أسمائهم لأن المقصود ذكر كلامهم .
المتن السادس والثلاثون:
عن أنس بن مالك قال : كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم عند النبي صلّى اللّه عليه وآله ، ودخل الحسن والحسين عليهما السّلام فقبّلهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . وقام أبو ذر فانكبّ عليهما وقبّل أيديهما ، ثم رجع فقعد معنا . فقلنا له سرا : رأيت رجلا شيخا من أصحاب رسول اللّه يقوم إلى صبيين من بني هاشم ، فينكب عليهما ويقبّل أيديهما ؟ ! فقال : نعم ، لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لفعلتم بهما أكثر مما فعلت .
قلنا : وما ذا سمعت يا أبا ذر ؟ قال : سمعته يقول لعلي ولهما : يا علي ، واللّه لو أن رجلا صلى وصام حتى يصير كالشن البالي إذا ما نفع صلاته وصومه إلا بحبكم . يا علي ، من توسّل إلى اللّه بحبكم فحقّ على اللّه أن لا يردّه . يا علي ، من أحبكم وتمسّك بكم فقد تمسّك بالعروة الوثقى .
قال : ثم قام أبو ذر وخرج ، وتقدّمنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقلنا : يا رسول اللّه ، أخبرنا أبو ذر عنك بكيت وكيت . قال : صدق أبو ذر ، صدق واللّه ، ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر .
قال : ثم قال صلّى اللّه عليه وآله : خلقني اللّه تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام . ثم نقلنا إلى صلب آدم . ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات .
فقلت : يا رسول اللّه ، فأين كنتم وعلى أي مثال كنتم ؟ قال : كنا أشباحا من نور تحت العرش نسبح اللّه تعالى ونمجده . ثم قال صلّى اللّه عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ودّعني جبرئيل عليه السّلام . فقلت : حبيبي جبرئيل ، أفي هذا المقام تفارقني ؟ ! فقال :
يا محمد ، إني لا أجوز هذا الموضع ، فتحترق أجنحتي .
ثم زجّ بي في النور ما شاء اللّه ، فأوحى اللّه إليّ : يا محمد ، إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة ، فاخترتك منها فجعلتك نبيا . ثم اطلعت ثانيا فاخترت منها عليا فجعلته وصيك ووارث علمك والإمام بعدك ، وأخرج من أصلابكما الذرية الطاهرة والأئمة المعصومين خزان علمي . فلولاكم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة ولا الجنة ولا النار .
يا محمد ، أتحب أن تراهم ؟ قلت : نعم يا رب .
فنوديت : يا محمد ارفع رأسك ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بأنوار علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ، والحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري .
فقلت : يا رب ، من هؤلاء ومن هذا ؟ قال : يا محمد ، هم الأئمة بعدك المطهرون من صلبك ، وهو الحجة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ويشفي صدور قوم مؤمنين .
قلنا : بآبائنا وأمهاتنا أنت يا رسول اللّه ، لقد قلت عجبا . فقال عليه السّلام : وأعجب من هذا إن قوما يسمعون مني هذا ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم اللّه ويؤذوني فيهم ، لا أنالهم اللّه شفاعتي .
المصادر :
1 . كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر : ص 71 ، باب ما جاء عن أنس بن مالك .
2 . إرشاد القلوب : ج 2 ص 416 .
3 . الجواهر السنية في الأحاديث القدسية : ص 278 ، عن كفاية الأثر .
4 . إثبات الهداة : ج 1 ص 578 ب 9 ح 497 ، شطرا من الحديث عن كفاية الأثر .
5 . الأحاديث القدسية المسندة ( مخطوط ) : ص 159 ، عن كفاية الأثر شطرا من الحديث .
6 . بحار الأنوار : ج 36 ص 302 ح 140 ، باختلاف يسير .
7 . عوالم العلوم : ج 15 / 3 ، في النصوص على الأئمة الاثني عشر : ص 38 ح 2 .
8 . عوالم العلوم : مجلد الإمام الصادق عليه السّلام ص 38 ح 2 ، شطرا من الحديث .
الأسانيد :
1 . في كفاية الأثر : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد ، قال : حدثنا أبو محمد هارون بن موسى في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، قال : حدثني أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثني عامر بن كثير البصري ، قال : حدثني الحسن بن محمد بن أبي شعيب الحراني ، قال : حدثنا مسكين بن بكير أبو بسطام ، عن سعد بن الحجاج ، عن هشام بن زيد ، عن أنس بن مالك .
قال هارون : وحدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي ، قال : حدثني أبو النصر محمد بن مسعود العياشي ، عن يوسف بن المشحت البصري ، قال : حدثنا إسحاق بن الحارث ، قال : حدثنا محمد بن البشار ، عن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة عن هشام بن يزيد ، عن أنس بن مالك .
المتن السابع والثلاثون:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : لما أسري بي إلى السماء أوحى إليّ ربي جل جلاله فقال :
يا محمد ، إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا وشققت لك اسما من اسمي ، فأنا المحمود وأنت محمد .
ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك ، وشققت له اسما من أسمائي ، فأنا الأعلى وهو علي . وجعلت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ثم عرضت ولايتهم على الملائكة ، فمن قبلها فهو عندي من المقربين .
يا محمد ، لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع ويصير كالشنّ البالي ، ثم أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي .
يا محمد ، تحب أن تراهم ؟ قلت : نعم . فقال تعالى : ارفع رأسك . فرفعت رأسي ، فإذا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ، ومحمد بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري .
قلت : يا رب ، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الأئمة ، وهذا القائم الذي يحل حلالي ويحرم حرامي وبه أنتقم من أعدائي ، وهو راحة لأوليائي . وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين ، فيخرج اللات والعزى طريّين فيحرقهما . فلفتنة الناس بهما يومئذ أشد من فتنة العجل والسامري .
المصادر :
1 . عيون الأخبار : ج 1 ص 47 ح 27 .
2 . إكمال الدين : ج 1 ص 252 ح 2 .
3 . إثبات الهداة : ج 1 ص 475 ح 126 .
4 . عوالم العلوم : ج 20 ص 38 ح 9 ، شطرا من الحديث وج 15 / 3 ص 44 ح 9 تمام الحديث .
5 . الأحاديث القدسية المسندة ( مخطوط ) : ص 168 .
6 . بحار الأنوار : ج 52 ص 379 ح 185 شطرا من الحديث عن كمال الدين وعيون الأخبار . وج 8 ص 375 ح 18 وج 36 ص 245 ح 8 .
7 . الجواهر السنية ص 283 .
الأسانيد :
1 . في الجواهر السنية نقلا عن عيون الأخبار : حدثنا محمد بن علي بن بابويه ، قال :
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : أخبرنا محمد بن همام ، قال : أخبرنا محمد بن مابندار ، قال : حدثنا أحمد بن هلال عن محمد بن أبي عمير عن المفضل بن عمر عن الصادق عليه السّلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السّلام ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ؛ وفي إثبات الهداة « مابنداد » بدل « مابيداد » وفي عيون الأخبار : حدثنا أحمد بن بندار وفي الإكمال : أحمد بن مابنداذ .
المتن الثامن والثلاثون:
عن النبي صلّى اللّه عليه وآله في حديث قال : إن اللّه أوحى إلى الملائكة بعد ما خلق نور فاطمة : هذا نور أمتي فاطمة ابنة حبيبي وزوجة وليي وأخي نبيي وأبو حججي على عبادي في بلادي .
المصادر :
1 . مصباح الأنوار على ما في إثبات الهداة : ج 1 ص 671 .
2 . إثبات الهداة : ج 1 ص 671 ح 908 ، عن مصباح الأنوار .
3 . غاية المرام : ص 46 ، المقصد الأول الباب الثاني .
الأسانيد :
1 . في إثبات الهداة : روى هاشم بن محمد في مصباح الأنوار .
المتن التاسع والثلاثون:
صفوان الجمال ، قال : دخلت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السّلام وهو يقرأ هذه الآية : « فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ » ، ثم التفت إليّ . . . إلى آخر الحديث ، كما مر في المطاف الثاني : رقم 22 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الأربعون:
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال اللّه عز وجل : يا محمد ، إني خلقتك وعليا نورا يعني روحا بلا بدن . . . إلى آخر الحديث ، كما مر في المطاف الأول : رقم 14 ، متنا ومصدرا وسندا .
المتن الحادي والأربعون:
عن الإمام العالم موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام قال : إن اللّه تبارك وتعالى خلق نور محمد صلّى اللّه عليه وآله من اختراعه من نور عظمته وجلاله وهو نور لاهوتيته الذي تبدى[21] وتجلى لموسى بن عمران عليه السّلام في طور سيناء . فما استقر له ولا أطاق موسى لرؤيته ولا ثبت له حتى خرّ صعقا مغشيا عليه ، وكان ذلك النور نور محمد صلّى اللّه عليه وآله .
فلما أراد أن يخلق محمدا منه قسّم ذلك النور شطرين : فخلق من الشطر الأول محمدا ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب عليه السّلام ، ولم يخلق من ذلك النور غيرهما .
خلقهما اللّه بيده ونفخ فيهما بنفسه من نفسه ( لنفسه ) وصوّرهما على صورتهما وجعلهما أمناء له وشهداء على خلقه وخلفاء على خليقته وعينا له عليهم ولسانا له إليهم ؛ قد استودع فيهما علمه وعلّمهما البيان ، واستطلعهما على غيبه وجعل أحدهما نفسه والآخر روحه ، لا يقوم واحد بغير صاحبه ، ظاهرهما بشرية وباطنهما لاهوتية .
ظهروا للخلق على هياكل الناسوتية حتى يطيقوا رؤيتهما ، وهو قوله تعالى « وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ » .[22] فهما مقاما رب العالمين وحجابا خالق الخلائق أجمعين ، بهما فتح اللّه بدء الحق ، وبهما يختم الملك والمقادير .
ثم اقتبس من نور محمد فاطمة عليها السّلام ابنته كما اقتبس نور علي عليه السّلام من نوره واقتبس من نور فاطمة وعلى عليهما السّلام الحسن والحسين عليهما السّلام كاقتباس المصابيح ، هم خلقوا من الأنوار وانتقلوا من ظهر إلى ظهر وصلب إلى صلب ومن رحم إلى رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة ، بل نقلا بعد نقل لا من ماء مهين ولا نطفة خشرة[23] كسائر خلقه ، بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات ؛ لأنهم صفوة الصفوة ، اصطفاهم لنفسه وجعلهم خزان علمه وبلغا عنه إلى خلقه . أقامهم مقام نفسه ، لأنه لا يرى ولا يدرك ولا تعرف كيفيته ولا إنّيّته .
فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه المتصرفون في أمره ونهيه ، فبهم يظهر قدرته ومنهم ترى آياته ومعجزاته ، وبهم ومنهم عرف عباده نفسه وبهم يطاع أمره ، ولولاهم ما عرف اللّه ولا يدرى كيف يعبد الرحمن . فاللّه يجري أمره كيف يشاء فيما يشاء ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون .
المصادر :
1 . كنز الفوائد : على ما في بحار الأنوار : ج 35 ص 28 .
2 . غاية المرام وحجة الخصام : ص 30 المقصد الأول ، الباب الثاني ، الحديث الخامس .
3 . تفسير البرهان : ج 3 ص 193 ح 7 .
4 . بحار الأنوار : ج 35 ص 28 ح 24 ، عن كنز الفوائد .
الأسانيد :
1 . في بحار الأنوار عن كنز الفوائد : عن الشيخ أبي جعفر الطوسي ، عن الشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان ، بأسناده عن رجاله ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن موسى بن جعفر عليه السّلام .
المتن الثاني والأربعون:
روى الشيخ محمد علي الكرمانشاهي : لما أراد اللّه تعالى أن يخلق خلقا ليظهر سر « كنت كنزا مخفيا » ويعرّف نوره على الموجودات بلا ستر وغطاء فيكون هذا النور هاديا للمخلوقات على ذلك الكنز الخفي ، فخلق فاطمة الزهراء عليها السّلام من نوره في بحار معرفته وهذه البحار قد تجلى في نور فاطمة عليها السّلام ، وجعل اللّه تعالى هذا النور الحقيقي في مقام قربه .
فناداها يا أمتي ! فقالت : لبيك ، يا إلهي وسيدي وخالقي ورازقي ومحيي ومميتي . قال اللّه عز وجل : خلقتك لأجلي وخلقت الأشياء لأجلك . أنت الحبيبة وأنت المحبوبة ، وأنت خيرتي من خلقي ، وأنت الكنز التي خلقتك لكي تعرّفني الخلق ، والخلق كلهم عبيدك . لولاك لما خلقت الأفلاك وما بينها وما تحتها وما فوقها إلى يوم القيامة .
فناداها اللّه تعالى ثانيا : « لولاك لما أعرف ولما خلقت الخلق . يا بضعة حبيبي ويا منوّرة أرضي وسمائي وجنتي ، أقبلي » . فأقبلت نحو الخلائق لهدايتهم . وقال :
« أدبري » . فأدبرت . فإقباله عين إدباره وإدباره عين إقباله ، وهو بمعنى أن كل الجهات وجه اللّه ، فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه .
المصادر :
1 . المجالس للشيخ محمد على الكرمانشاهي ابن العلامة محمد باقر البهبهاني ( مخطوط ) : ج 1 ص 111 ، المجلس العاشر في بيان تنزّل نور فاطمة عليها السّلام من عالم الأنوار إلى عالم الذر .
المتن الثالث والأربعون:
عن كعب ووهب وابن عباس قالوا جميعا : لما أراد اللّه أن يخلق محمدا قال لملائكته . . . وفيه : تزويج آدم حواء وجعل صداقها الصلاة على محمد وآل محمد عشر مرات . مثل ما ذكرناه في المطاف الثاني : رقم 27 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الرابع والأربعون:
قال الحافظ البرسي : عنهم عليهم السّلام أنهم قالوا : نحن الليالي والأيام ، من لم يعرف هذه الأيام لم يعرف اللّه حق معرفته . فالسبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله والنبوة ، ولا نبي بعده ؛ والأحد أمير المؤمنين عليه السّلام وهو أول من وحّد اللّه ؛ والاثنين نور الحسن والحسين ، والثلاثاء ثلاثة أنوار : نور الزهراء وخديجة وأم سلمة[24] ؛ والأربعاء أربعة أنوار : الساجد والباقر والصادق والكاظم ؛ والخميس خمسة أنوار : الرضا والجواد والهادي والعسكري والمهدي ؛ والجمعة اجتماع شيعتنا على ولايتنا ، ولعنة اللّه على أعدائنا .
المصادر :
1 . مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السّلام : ص 45 .
[1] سورة الإسراء : الآيتان 6 - 5 .
[2] مضام فينا أي مظلوم فينا وفي حبّنا وولايتنا .
[3] سورة القصص : الآيتان 6 - 5 .
[4] الزيادة من علل الشرائع .
[5] أي صار الماء نورا .
[6] أي ترسّمت وصارت في رديف الأسماء .
[7] اللّهات والجمع اللّهوات : اللحمة المشرفة على الحق في أقصى سقف الفم .
[8] زاد في كتاب الروضة في آخر الحديث : إذ جاء ربّه بقلب سليم . قال المفضّل بن عمر : لأن إبراهيم أحسّ بالموت ؛ وروى هذا الخبر : وسجد فقبض في سجدته .
[9] المنخرق : السريع .
[10] أي انتشرت .
[11] أرجا أي طيبا .
[12] القاع : أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال والآكام . والآكام والأكم والإكام : التّل أو الموضع الذي يكون أكثر ارتفاعا مما حوله .
[13] أي المرتفعة المحيطة به .
[14] الصنو : الأخ الشقيق .
[15] أي خشونة .
[16] أي أقربائهم .
[17] الأديم : الجلد المدبوغ ، يعني ليس في السماء محلا خاليا حتى بمقدار هذه الكلمات .
[18] أنتاش : أي أحتفظ بهما .
[19] هكذا في المصدر .
[20] في المصدر : خ ل : ظهر صلبك .
[21] في تفسير البرهان العبارة هكذا : إن اللّه تبارك وتعالى خلق نور محمد صلّى اللّه عليه وآله من نور اخترعه من نور عظمته وجلاله وهو نور لاهوتيته الذي بدا منه الذي تبدأ الإله من إلهيته من نيته الذي تبدأ منه وتجلى لموسى عليه السّلام .
[22] سورة الأنعام : الآية 9 .
[23] الخشرة بمعنى الردية .
[24] ظاهر الرواية ذكر المعصومين عليهم السّلام ، ولا نعرف وجه ذكر خديجة وأم سلمة هنا .
الاكثر قراءة في مناقبها
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
