وصل إقليم أوروبا مجده السياسي على يد دولتين صغيرتين هما الدنمارك والسويد ففي منتصف القرن العاشر الميلادي وفي شبه جزيرة جيلاند Illand تمت الوحدة دنماركية على يد قبيلة كانت تتخذ مدينة جيلينج Jelling القديمة مقرا لها ، ثم تجهت أنظار الدنماركيين في البداية نحو بحر الشمال اذ عبروا البحر وحكموا انجلترا كلها للفترة ما بين 1014 إلى 1042 تحت ملكهم كنوت Canute ثم تحولوا باهتمامهم إلى الشرق إلى جزر أرخبيل البلطيق المجاورة والجزء الجنوبي من نسويد الحالية وأثناء هذه العملية اخذوا يركزون اهتمامهم أكثر على الأراضي القربية من مضيق بحر البلطيق وبالأخص على جزيرة زيلاند Saelland . ثم خلفت مدينة روسكيلد Rockilde ثم كوبنهاجن جلنج القديمة كعاصمة للدولة. اما محاولاتها لتصبح القوة الرئيسية في هذه المنطقة عن طريق ضم اراض متباينة مثل استونيا وبوميرن Pommern ومكلنبرج Mocklenburg، فكان مصيرها الفشل لتصدي الألمان والسويد ومعارضتهم لمثل هذه السياسة التوسعية. ومن ثم استقرت الدنمارك في وضعها الحالي كدولة صغيرة وضعيفة عسكريا، وقد وجدت الدنمارك بعض الحماية من موقعها الجزري وشبه الجزري ويعزى وحدتها الحالية إلى اللغة الواحدة والعقيدة اللوثرية . أما الملكية فقد فقدت معناها ومغزاها القومي لتعاونها مع الغزاة الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية أما السويديون فقد اتخذوا مدينه باسلا Uppsala الواقعة في إقليم ابلاند Uppland مقرا لهم في البداية ويرجع تاريخ احتلالهم للقبائل المجاورة ومن ضمنها الغوط Goth الى حوالى القرن السابع الميلادي أو قبله وكان لابد للدول السويدية اليافعة أن تتجه بأنظارها إلى الشرق نحو بحر البلطيق لأنها وجدت طريقها للوصول إلى ممرات كاتيفات Kattegat وسكاجراك Skagerrak والتي تربط بين بحر البلطيق وخر الشمال ، مقفولة بالإقليم النرويجي والدنماركي ، فقد كانت الدنمارك تحتل حتى عام 1658 أغنى مناطق السويد الحالية زراعيا ، وهى اسكانيا ، ولكن الأقاليم التي صمتها السويد إلى ممتلكاتها كانت كبيرة وتشمل فنلنده (1250) كاريليا الجنوبية archa (1300) واستونيا ولاتفيا Latvia (1621) وبعض المناطق الساحلية من ألمانيا (1648) . كما امتد نفوذها إلى داخل روسيا على طول الطرق النهرية التجارية المؤدية إلى الأجزاء الشرقية من البحر الأبيض المتوسط. ولكن هذه العظمة السياسية لم تدم طويلا إذ ظهرت دولتان قويتان هما روسيا وألمانيا اللتان ضمنا أجزاء كبيرة من الأقاليم السويدية  وإزاء هذا التهديد والتوغل الإقليمي اتبعت السويد سياسة حيادية ناجحة وقد ساعدها في هذا الاتجاه موقعها الهامشي بعيدا من منطقة الصراع الأساسية في وسط وشرق القارة وموقعها المهم بواسطة بحر البلطيق ويرجع سبب وحدثها الحالية جزئيا إلى التناغم اللغوى الذي تتمتع به السويد إلا من أقليات بورالية Uralic ولابية Lapp ، فنلندية وهى أغلبيات ضئيلة لا يمكن ان تصبح مصدر قلاقل سياسية ، ولكن نقطة ضعفها كدولة سياسية تعبر عن اللغة السويدية تكمن في عجزها عن استعادة السكان الناطقين بهذه اللغة والذين يسكنون المناطق الساحلية فنلنده وجزر اللاند Ahvenanmaa) Aland) . ومع اللغة يؤتى الدين من عوامل الوحدة السويدية ، فالسويد من أوائل الدول التي تبعث المذهب البروتستانتي وهي تتذكر بفخر دورها في الحفاظ على هذه الديانة إبان حرب الثلاثين سنة واليوم يتمتع السويديون بأعلى مستوى معيشي في أوربا مما يقوي من مساندة الشعب وتلاحمه كما يخلو المجتمع من تباينات طبقية قد يؤدي إلى تمزيقه وتفتته.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

شعبة الخطابة النسوية تطلق العام الدراسي الجديد في معهد الخطابة

صُنع في العراق.. تجربة العتبة العباسية المقدسة في إعادة الهوية المفقودة

قسم الشؤون الفكرية يعلن عن بدء التسجيل للدورة التمهيدية الحوزوية الإلكترونية

أثناء استقباله فريق مجلة (أثر).. سماحة السيد الصافي يؤكد دعم أي إبداع يسهم في تنويع طرائق إيصال المعلومة إلى المتلقي

المزيد

الآخبار الصحية

تحذير من "عدوى بكتيرية" تسبب نوبات قلبية

ماذا يحصل لجسمك عند التوقف عن استخدام الزيت في الطهي؟

الأمل في كبسولة.. "فيتامين شهير" يبطئ التقدم في العمر

اشتهاء أطعمة بشكل مفاجئ.. ناقوس خطر للسرطان ؟!

المزيد

الآخبار التكنلوجية

زلزال أفغانستان يحصد أكثر من ألف قتيل.. ويدمر آلاف المنازل !

ناجٍٍ وحيد من انزلاق أرضي.. دمّر قرية سودانية بأكملها !

نهر الفرات.. مورد مائي بين الندرة والتقاسم

ما السر وراء مشية إيلون ماسك الغريبة والسريعة ؟

المزيد

مواضيع ذات صلة

أنواع السكن الريفي المتجمع Clustered Rural Settlements

تشكوسلوفاكيا

يوغوسلافيا

المانيا

المملكة المتحدة

قبرص

دور الأنماط البيئية

أثر الأديان في الجغرافية السياسية

أثر البيئة على الدين

اللغة في أوربا

جغرافية أوروبا السياسية

التوزيع والتفاعل المكاني للمجموعات الدينية