شهدنا في السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة بين بعض الشباب تتمثّل في ارتداء حلقة سوداء في الأصبع، كنوعٍ من الزينة أو الموضة الحديثة، دون أن يعرف كثيرٌ منهم المعنى أو الخلفية الحقيقية لهذا الرمز.
إنّ ما يجهله البعض هو أنّ الحلقة السوداء تُستخدم في بعض الثقافات للدلالة على ما يُعرف باللادينية أو اللاإنجابية (اللاجنسية)، أي أنها رمز مرتبط بميلٍ فكري أو توجّه شخصي لا يعكس بالضرورة ما نؤمن به أو ما يتوافق مع قيمنا الأخلاقية والدينية.
إنّ ارتداء الرموز دون وعي قد يبدو أمرًا بسيطًا في الظاهر، لكنه في الحقيقة يعكس مشكلة أعمق تتعلق بالتقليد غير المدروس وغياب الوعي الثقافي والديني. فبعض هذه الرموز قد تحمل دلالات فكرية أو عقائدية أو حتى انتماءات لا تتناسب مع قيمنا ومجتمعنا، ما يجعل ارتداءها دون معرفةٍ نوعًا من الانسياق خلف المظاهر دون تفكير.
إنّ على الشباب أن يدركوا أن المظهر ليس مجرد شكلٍ خارجي، بل هو رسالة تعبّر عن هوية الإنسان وثقافته. لذلك من المهم أن يكون اختيار ما نرتديه نابعًا من فهمٍ ووعي، لا من تقليدٍ أو انجرافٍ وراء ما يراه الآخرون.
فالثقافة والوعي هما ما يميز الشاب الحقيقي، لا مجرد اتباع صيحاتٍ لا يعرف أصلها ولا معناها.
لقد حثّ الإسلام على الوعي والتميّز في السلوك والمظهر، ونهى عن تقليد الآخرين دون بصيرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله-:
من تشبّه بقومٍ فهو منهم".
وهذا الحديث دعوة واضحة لأن يكون الشاب المسلم واعيًا في اختياراته، مستقلاً في شخصيته، محافظًا على هويته، فلا يجعل من نفسه أداة لترويج رموز أو أفكار لا يعرف حقيقتها.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN