جاء في تفسير الميسر: قوله تعالى عن الأعمى "وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ" ﴿فاطر 19﴾ الْأَعْمَى: الْ اداة تعريف، أَعْمَى اسم. الأعمى هنا: الكافر، أو الأعمى عن الحق. و البصير: المؤمن. وما يستوي الأعمى عن دين الله، والبصير الذي أبصر طريق الحق واتبعه، وما تستوي ظلمات الكفر ونور الإيمان، ولا الظل ولا الريح الحارة، وما يستوي أحياء القلوب بالإيمان، وأموات القلوب بالكفر. إن الله يسمع مَن يشاء سماع فَهْم وقَبول، وما أنت أيها الرسول بمسمع مَن في القبور، فكما لا تُسمع الموتى في قبورهم فكذلك لا تُسمع هؤلاء الكفار لموت قلوبهم، إن أنت إلا نذير لهم غضب الله وعقابه. إنا أرسلناك بالحق، وهو الإيمان بالله وشرائع الدين، مبشرًا بالجنة مَن صدَّقك وعمل بهديك، ومحذرًا مَن كذَّبك وعصاك النار. وما من أمة من الأمم إلا جاءها نذير يحذرها عاقبة كفرها وضلالها. قوله عز وجل "وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ ۚ قَلِيلًا مَّا تَتَذَكَّرُونَ" ﴿غافر 58﴾ وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالبَصِيرُ: لا يستوي الكافر والمؤمن. وما يستوي الأعمى والبصير، وكذلك لا يستوي المؤمنون الذين يُقِرُّون بأن الله هو الإله الحق لا شريك له، ويستجيبون لرسله ويعملون بشرعه، والجاحدون الذين ينكرون أن الله هو الإله الحق، ويكذبون رسله ولا يعملون بشرعه. قليلا ما تتذكرون أيها الناس حجج الله، فتعتبرون، وتتعظون بها. قوله جل كرمه "لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا" ﴿الفتح 17﴾ ليس على الأعمى منكم أيها الناس إثم، ولا على الأعرج إثم، ولا على المريض إثم، في أن يتخلَّفوا عن الجهاد مع المؤمنين، لعدم استطاعتهم. ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري مِن تحت أشجارها وقصورها الأنهار، ومن يعص الله ورسوله، فيتخلَّف عن الجهاد مع المؤمنين، يعذبه عذابًا مؤلمًا موجعًا. قوله سبحانه "أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ" ﴿عبس 2﴾ ظهر التغير والعبوس في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعرض لأجل أن الأعمى عبد الله بن أم مكتوم جاءه مسترشدا، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم منشغلا بدعوة كبار قريش إلى الإسلام.
من المعوقين العميان أو العمي ولهم رياضة خاصة بهم مثل كرة القدم للعميان. جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى عن الأعمى "وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ" ﴿فاطر 19﴾ قوله تعالى: "وما يستوي الأعمى والبصير" الظاهر أنه عطف على قوله: "وإلى الله المصير" تعليل في صورة التمثيل لعدم مساواة هؤلاء المتزكين لأولئك المكذبين، وقيل: عطف على قوله السابق: "وما يستوي البحران". قوله تعالى: "ولا الظلمات ولا النور" تكرار حروف النفي مرة بعد مرة في الآية وما يليها لتأكيد النفي. قوله تعالى: "ولا الظل ولا الحرور" الحرور شدة حر الشمس على ما قيل وقيل: هو السموم وقيل: السموم يهب نهارا والحرور يهب ليلا ونهارا. قوله تعالى: "وما يستوي الأحياء ولا الأموات" إلى آخر الآية عطف على قوله: "وما يستوي الأعمى والبصير" وإنما كرر قوله: "ما يستوي" ولم يعطف "الأحياء ولا الأموات" على قوله: الأعمى والبصير" كرابعته لطول الفصل فأعيد "ما يستوي" لئلا يغيب المعنى عن ذهن السامع فهو كقوله: "كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ " (التوبة 7-8). والجمل المتوالية المترتبة أعني قوله: "وما يستوي الأعمى والبصير إلى قوله وما يستوي الأحياء ولا الأموات" تمثيلات للمؤمن والكافر وتبعات أعمالهما.. قوله سبحانه "أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ" ﴿عبس 2﴾ وردت الروايات من طرق أهل السنة أن الآيات نزلت في قصة ابن أم مكتوم الأعمى دخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده قوم من صناديد قريش يناجيهم في أمر الإسلام فعبس النبي عنه فعاتبه الله تعالى بهذه الآيات وفي بعض الأخبار من طرق الشيعة إشارة إلى ذلك. وفي بعض روايات الشيعة أن العابس المتولي رجل من بني أمية كان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدخل عليه ابن أم مكتوم فعبس الرجل وقبض وجهه فنزلت الآيات: وسيوافيك تفصيل البحث عن ذلك في البحث الروائي التالي إن شاء الله تعالى. وكيف كان الأمر فغرض السورة عتاب من يقدم الأغنياء والمترفين على الضعفاء والمساكين من المؤمنين فيرفع أهل الدنيا ويضع أهل الآخرة ثم ينجر الكلام إلى الإشارة إلى هوان أمر الإنسان في خلقه وتناهيه في الحاجة إلى تدبير أمره وكفره مع ذلك بنعم ربه وتدبيره العظيم لأمره وتتخلص إلى ذكر بعثه وجزائه إنذارا والسورة مكية بلا كلام. قوله تعالى: "عبس وتولى" أي بسر وقبض وجهه وأعرض. قوله تعالى: "أن جاءه الأعمى" تعليل لما ذكر من العبوس بتقدير لام التعليل. وقيل - بناء على كون المراد بالمعاتب هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أن في التعبير عنه أولا بضمير الغيبة إجلالا له لإيهام أن من صدر عنه العبوس والتولي غيره صلى الله عليه وآله وسلم لأنه لا يصدر مثله عن مثله، وثانيا بضمير الخطاب إجلالا له أيضا لما فيه من الإيناس بعد الإيحاش والإقبال بعد الإعراض. وفيه أنه لا يلائمه الخطاب في قوله بعد: "أما من استغنى فأنت له تصدى" إلخ والعتاب والتوبيخ فيه أشد مما في قوله: "عبس وتولى" إلخ ولا إيناس فيه قطعا.
من فعاليات رياضة المعوقين التزلج على اللوح. جاء في معاني القرآن الكريم: لوح اللوح: واحد ألواح السفينة. قال تعالى: "وحملناه على ذات ألواح ودسر" (القمر 13) وما يكتب فيه من الخشب ونحوه، وقوله تعالى: "في لوح محفوظ" (البروج 22) فكيفيته تخفى علينا إلا بقدر ما روي لنا في الأخبار، وهو المعبر عنه بالكتاب في قوله: "إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير" (الحج 70) واللوح: العطش، ودابة ملواح: سريع العطش، واللوح أيضا، بضم اللام: الهواء بين السماء والأرض، والأكثرون على فتح اللام إذا أريد به العطش، وبضمه إذا كان بمعنى الهواء، ولا يجوز فيه غير الضم. ولوحه الحر: غيره، ولاح الحر لوحا: حصل في اللوح، وقيل: هو مثل لمح. ولاح البرق، وألاح: إذا أومض، وألاح بسيفه: أشار به.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه عن الألواح "وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ" ﴿الأعراف 145﴾ ثمّ أمره بأن يأخذ هذه التعاليم والأوامر مأخذ الجد، ويحرص عليها بقوة "فَخُذْها بِقُوَّةٍ". وأن يأمر قومه أيضا بأن يختاروا من هذه التعاليم أحسنها "وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها".. قوله جل وعلا "أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ" ﴿الأعراف 150﴾ وبناء على هذا إذا كان إلقاء ألواح التوراة في هذا الموقف قبيحا ـ فرضا ـ وكان الهجوم على أخيه لا يبدو كونه عملا صحيحا، ولكن مع ملاحظة الحقيقة التالية، وهي أنّه من دون إظهار هذا الموقف الانزعاجي الشديد لم يكن من الممكن إلفات نظر بني إسرائيل إلى بشاعة خطئهم ولكان من الممكن أن تبقى رواسب الوثنية في أعماق نفوسهم وأفكارهم. إنّ هذا العمل لم يكن فقط غير مذموم فحسب، بل كان يعد عملا واجبا وضروريا. ومن هنا يتّضح أنّنا نحتاج أبدا إلى التبريرات والتوجيهات التي ذهب إليها بعض المفسّرين، للتوفيق بين عمل موسى عليه السلام هذا وبين مقام العصمة التي يتحلى بها الأنبياء، لأنّه يمكن أن يقال هنا: إنّ موسى عليه السلام انزعج في هذه اللحظة من تأريخ بني إسرائيل انزعاجا شديدا لم يسبق له مثيل، لأنّه وجد نفسه أمام أسوأ المشاهد ألا وهو الانحراف عن التوحيد إلى عبادة العجل، وكان يرى جميع آثارها وأخطارها المتوقعة. وعلى هذا فإنّ إلقاء الألواح ومؤاخذة أخيه بشدّة في مثل هذه اللحظة مسألة طبيعية تماما. إنّ ردة الفعل الشديدة هذه وإظهار الغضب هذا، كان له أثر تربوي بالغ في بني إسرائيل، فقد قلب المشهد رأسا على عقب في حين أنّ موسى لو كان يريد أن ينصحهم بالكلمات اللينة والمواعظ الهادئة، لكان قبولهم لكلامه ونصحه أقلّ بكثير. قوله عز شأنه "وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴿الأعراف 154﴾ ولما سكن غضب موسى عليه السلام، وحصل على النتيجة التي كان يتوخاها، أخذ الألواح من الأرض، تلك الألواح التي كانت تحتوي من أوّلها إلى آخرها على الرحمة والهداية، رحمة وهداية للذين يشعرون بالمسؤولية، والذين يخافون الله، ويخضعون لأوامره وتعاليمه.
جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن تدور "أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ۚ أُولَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا" ﴿الأحزاب 19﴾ (أشحة عليكم) بالمال ونصرة الحق. وكل بخل يعفو اللَّه عنه إلا البخل بحق الجهاد والمال "فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ". تعكس هذه الآية جبن المنافقين وخورهم عند القتال، وجرأتهم على الذنوب والآثام وهم آمنون مطمئنون ترتعش منهم القلوب، وتدور العيون في رؤوسهم فزعا وهلعا في ساحة الوغى وعند السلم والأمن يطلقون ألسنتهم السلاط تنهش المؤمنين والمجاهدين. وفي نهج البلاغة: (ان المنافق يتكلم بما أتى على لسانه لا يدري ما ذا له وما ذا عليه). وقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه واله وسلم: (لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه). "أشحة على الخير". المراد بالخير هنا الغنيمة أي انهم عند البأس جبناء، أما عند توزيع الغنيمة فتعلو أصواتهم بالاحتجاج، وانهم أحق بها من الجميع.







وائل الوائلي
منذ 15 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN