المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

بمختلف الألوان
في الصّمتِ العميقِ ليلًا، يتردّدُ صوتُ الصلاةِ في أروقةِ المسجدِ، صوتٌ عذبٌ يُرَتِّلُ آياتِ الذّكرِ والحكمةِ، ينسابُ بكلِّ هدوءٍ الى الأفئدةِ المكلومةِ ليطمئنَهَا، ويَنبُضُ في صدرِ كلِّ مظلومٍ ليحرّرَهُ من طواغيتِهِ. رجلٌ عُرِفَ بجليسِ المساكينِ، وناصرِ المستضعفينَ، نصفُ ليلِهِ الأوّل تفقّدُ... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اسلامية
سبب رفع كلمة (الصابئين) في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى}
عدد المقالات : 35
قال الله تعالى في سورة البقرة: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " (البقرة 62)

وقال تعالى في سورة المائدة: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " (المائدة 69)

وقال في سورة الحج: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (الحج17)

ومن الواضح ان معنى الايتين الاوليتين متقارب بل متطابق على وجه وهو يختلف عن معنى الاية الاخيرة. فهما يتحدثان عن الاجر والثواب بينما الاخيرة تتحدث عن الفصل لذلك كان شرط الايمان والعمل الصالح واجبا في الايتين الاوليتين والاجر، بينما هو ليس شرطا في الاخيرة والفصل.

اذن الايمان والعمل الصالح هو الشرط للاجر، لكن نلاحظ ان بين الايتين اختلافات:

الاول: تقديم النصارى على الصائبين في احدهما.

الثاني: رفع الصائين بالواو ونصبها بالياء في الاخرى.

الثالث: اضافة عبارة (فلهم اجرهم).

والاختلاف الثالث ليس مؤثرا لانه مشروح وانما هنا صرح به. وانما التأثير هو في التقديم والتأخير. فنلاحظ:

انه عندما اخرت كلمة الصابئين عن النصارى نصبت وعندما قدمت رفعت. ومن الواضح ان النصب هو الموافق للسياق النحوي، فعلم ان الرفع هو لغرض بين الاعتراض والتقديم ما حقه التاخير وارتباط الوصف التالي به.

ومعنى هذا الكلام ان عبارة (من آمن وعمل صالحا) هو شرح وقيد للصابئن فقط وليس لجميع العناوين، ففي الاتصال يتوافق نحو الصابئين مع السياق، لكن في التقديم يختلف اعرابها لبيان انها مقدمة وان الوصف مرتبط بها وجاء بيانا وتقييدا لها.

وهنا نقطتان:

الاولى: ماذا يعني ان (الايمان والعمل الصالح) قيد للصابئين وليس لغيرهم من المذكورين مع انه مطلوب من الجميع؟ ان هذا يعني ان الاصل في المذكورين (المؤمنين (اي بمحمد اي المسلمين) واليهود والنصارى) الاصل فيهم هو الايمان والعمل الصالح، بينما الصابئون لاجل الرأي والابتداع الذي وقع فيهم وعدم تمسكهم بكتاب واضح فان الاجر لمن آمن وعمل صالحا وهو ليس اصلا فيهم.

فالغرض هو خبر بمعنى الامر بان الكتابي (المسلم واليهودي والنصراني) الاصل فيه الايمان والعمل الصالح فيعامل به لم يظهر منه خلافه، اما الصابئ فليس هذا هو الاصل بل الاصل الجهالة فلا بد من العلم بانه ممن آمن وعمل صالحا. وهذا يشير الى اتباع العمل للعقيدة وان من سلمت عقيدته حسن الظن بعمله.

الثانية: ان تقديم الصابئين لحكمة ليس هناك قطع بها وظاهرها بيان ان القيد (الايمان والعمل الصالح) هو للصابئين من جهة عدم الاصل، وانه اصل في الكتابيين فلا حاجة لطلبه منهم. وقيل انها قدمت لاجل التقدم الزمني وهو ضعيف لان المؤمنون بمحمد صلى الله عليه واله قدموا على اليهود في الاية. كما ان هناك دعوة ان الصابئة اقدم من اليهود وهم اقدم من المسلمين (الذين امنوا) قطعا فكان اولى ان توضع في اول الآية. فهذا الوجه غير واضح، والظاهر الواضح انها قدمت في احدى الآيتين لكي يبين ان قيد (من امن وعمل صالحا) هو للصابئين خاصة.

وهذا لا يعني انهم فقط هم المأمورون بالايمان والعمل الصالح، بل يعني ان الاصل في الكتابيين الثلاثة هو الايمان والعمل الصالح، ولا ينفى عنهم الا بالعلم بخلافه. فالاصل في المسلم واليهودي والنصراني انه مؤمن صالح حتى يعلم الخلاف منه علما لا شك فيه.

فيكون المعنى:

قال الله تعالى في سورة البقرة: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " (البقرة 62)

والمعنى (("إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى، وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا (منهم اي الصابئين)، لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "))

وقال تعالى في سورة المائدة: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " (المائدة 69)

والمعنى (( "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى، لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، وَالصَّابِئُونَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا (منهم اي الصابئين فهم كذلك) )).

والفاء في الموضعين هي للصابئين لانها شرط علمي فهي صاحبت القيد، بمعنى انه مطلوب ولا بد ان يحرز منهم بالعلم اذ لا اصل هنا، لكنها (اي الفاء) غلبت على الجميع (اي الثلاثة الباقين) في السياق لان الشرط مطلوب منهم لكنه محرز بالاصل. فالايمان والعمل الصالح مطلوب من الجميع الا انه محرز بالاصل في الثلاثة فيحكم به، وغير محرز بالاصل في الصابئين فلا بد من العلم به.

وثمرة هذا البيان امران: الاول بيان رحمة الله تعالى الواسعة ورأفته بعباده المؤمنين المتمسكين بكتبه اذ جعل الايمان والصلاح اصلا فيهم، والثاني هو خبر بمعنى الامر بالتعامل مع الكتابيين من مسلمين ويهود ونصارى بحسن الظن واصل الايمان والصلاح حتى يعلم الخلاف. كما ان هذا يصدق القول بان دين الصابئين تجميع من كتب وليس بكتاب واحد، كما انه يصدق ما بيناه في محله ان صاحب الكتاب يجوز له العمل بالكتب السماوية الاخرى عند عدم النص على المسألة في كتابه مع وجوب تقديم الكتاب الذي يعتمده.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2024/04/30م
نصت المادة (٢١/اولا) من قانون التقاعد الموحد لسنة ٢٠١٤ المعدل على ان (( يستحق المحال الى التقاعد الراتب التقاعدي اذا كانت لديه خدمة تقاعدية لاتقل عن (١٥)خمس عشرة سنة ولايصرف الراتب التقاعدي الا اذا كان قد اكمل(٤٥)خمسا واربعين سنة من عمره وفي كل الأحوال لايصرف عن المدة السابقة لتاريخ اكمال السن المذكورة... المزيد
عدد المقالات : 129
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 اسابيع
2024/04/25م
بقلم/ مجاهد منعثر منشد من دواعي سرور المرء أن يقرأ عن شخصية يحبها وتعامل معها لفترة وجيزة ,فأثر به فكريا ودينيا وسياسيا نتيجة استقامتها ونقاء سريرتها وصفاء وطنيتها التي شحذت همم الغيارى لبناء الوطن, وعقليتها الإسلامية المبتكرة العميقة النوعية . هكذا شخصية عند اصطفائها من الله سبحانه وتعالى بالشهادة... المزيد
عدد المقالات : 369
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 4 اسابيع
2024/04/23م
اجازت المادة (٢٧/أولا) من قانون الموازنة العامة للدولة رقم (١٣)لسنة ٢٠٢٣ منح الموظف إجازة لمدة خمس سنوات على وفق شروط حددتها حصرا ، علما بأن هذه الاجازة ليس محلها قانون الموازنة العامة ولكن المشرع العراقي دأب في السنوات الأخيرة على حشر نصوص في القانون المذكور منبتة الصلة به ومثل هذه النصوص يسميها... المزيد
عدد المقالات : 129
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 1 شهر
2024/04/18م
بقلم // مجاهد منعثر منشد هذا الكتاب الموسوم (كتاب مراقد الائمة المعصومين في العراق كما وصفها الرحالة والمسؤولين الأجانب) تأليف أ.د/ عماد جاسم حسن الموسوي أستاذ التاريخ المعاصر في كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ذي قار . قدمنا عن المؤلف الباحث سيرة موجزة في قراءتنا على كتابه (دراسات في تاريخ... المزيد
عدد المقالات : 369
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 شهور
2024/02/26م
بقلمي: إبراهيم أمين مؤمن وغادر الطبيب بعد أن أخبر هدى بالحقيقة، وقد مثلت تلك الحقيقة صدمة كبيرة لها، وطفقت تفكر في مآل مَن حولها والصلة التي تربطها بهم. انهمرت الدموع من عينيها، هاتان العينان البريئتان الخضراوان اللتان ما نظرتا قط ما في أيادي غيرها من نعمة؛ بل كانتا تنظران فحسب إلى الأيادي الفارغة... المزيد
عدد المقالات : 39
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 شهور
2024/02/05م
أ.د. صادق المخزومي الشعر الانساني قلم وفم يتمحور بوحُه حراك الإنسان على وسادة الألم ومقاربة الأمل، ويفصح عن حقائق الحياة الخالدة وحكمها الرفيعة؛ يهدف هذا النوع من الشعر الى نشر معالم الأخلاق وأدبيات المجتمع، وإرساء الحكمة والمعرفة والقيم الدينية والاجتماعية؛ بهذه التمثلات في الانثروبولوجيا... المزيد
عدد المقالات : 12
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 شهور
2024/02/05م
يا أنتِ يا عِطرَ الغَوالي لا لستُ في قولي اُغالي إنْ قُلتُ أنّكِ شمعتي في نورها هَزمتْ ضَلالي أوْ قُلتُ أنّكِ نجمتي بشُعاعِها وَشَجتْ حِبالي أوْ قُلتُ أنّكِ كوثري يا كوثرَ الماءِ الزُلالِ أوْ قُلتُ أنّكِ بلسمــــي إنْ ساءَ في الازماتِ... المزيد
عدد المقالات : 54
عدد الاعجابات بالمقال :1
عدد التعليقات : 0
منذ 4 شهور
2024/01/19م
أ.د. صادق المخزومي من فنون الأدب، وقد يشمل القصص والكتب والمجلات والقصائد المؤلفة بشكل خاص للأطفال، فالطفولة شريحة عمرية مهمة في المجتمع، وتكون حاجتها للأدب مثلما تحتاجه الشرائح العمرية الأخرى، ولعلها أكثر، لأن الأدب قد يسهم في التربية والتنمية الاجتماعية والثقافية، وينبغي أن يكون هذا النوع الأدبي... المزيد
عدد المقالات : 12
علمية
في عالم مليء بالتحديات المالية والفرص، يسعى الكثيرون إلى تحقيق النجاح والاستقرار من خلال المشاركة في استثمارات مختلفة. تحقيق النجاح كمستثمر يعتمد بشكل كبير على القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة والمدروسة فيما يتعلق بإدارة المال... المزيد
استلام المتسابقة : ( زهراء عباس حسين ) الفائزة بالمرتبة الثالثة لجائزتها في مسابقة #كنز_المعرفة لشهر نيسان / 2024 ألف مبارك للأخوة الفائزين، وحظاً أوفر للمشتركين في الأعداد القادمة.. يمكنكم الاشتراك في المسابقة من خلال الرابط : (http://almerja.com/knoze/) المزيد
استلام المتسابق : ( أحمد موسى علي ) الفائز بالمرتبة الثانية لجائزته في مسابقة #كنز_المعرفة لشهر نيسان / 2024 ألف مبارك للأخوة الفائزين، وحظاً أوفر للمشتركين في الأعداد القادمة.. يمكنكم الاشتراك في المسابقة من خلال الرابط : (http://almerja.com/knoze/) المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
صحابة باعوا دينهم -3[ سمرة بن جندب]
نجم الحجامي
2024/03/05م     
صحابة باعوا دينهم -3[ سمرة بن جندب]
نجم الحجامي
2024/03/05م     
المواطن وحقيقة المواطنة .. الحقوق والواجبات
عبد الخالق الفلاح
2017/06/28م     
شكراً جزيلاً
منذ 3 شهور
اخترنا لكم
السيد محمد باقر السيستاني
2024/05/03
إنَّ الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) كان مَعنيّاً بأن يجعلَ مِن الشيعةِ قوماً ورعين ومُلتزمين وواضحين . حتى يُقال عنهم هؤلاءِ (أصحاب...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
2024/04/03
( أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com