Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
أدب الأطفال الشعبي في النجف

منذ سنتين
في 2024/01/19م
عدد المشاهدات :3460
أ.د. صادق المخزومي
من فنون الأدب، وقد يشمل القصص والكتب والمجلات والقصائد المؤلفة بشكل خاص للأطفال، فالطفولة شريحة عمرية مهمة في المجتمع، وتكون حاجتها للأدب مثلما تحتاجه الشرائح العمرية الأخرى، ولعلها أكثر، لأن الأدب قد يسهم في التربية والتنمية الاجتماعية والثقافية، وينبغي أن يكون هذا النوع الأدبي في مستوعب مرحلة الطفولة في الموضوع والأسلوب والأدوات، فالفكرة سهلة بسيطة من واقعه الاجتماعي، والأسلوب شفاف عذب في حرفه، طرب في جرسه، رشيق في وزنه، وأدواته الانشاد الفردي والجماعي مع اللحن والموسيقى.
ينماز أدب الاطفال الشعبي بقربة من شفاهية الحياة اليومية، فلغته تنفح من أعماق روحه، خالية من التكلف والتصنع، ولذا في مجال الشعر يأتي مطبوعا، أي يتساوق مع طبيعة الطفولة ذاتها في المخيال والدلالة، والشعر أكثر تماهيا مع الطفولة من النثر، لطغيان الموسيقى فيه، يطرب في نغمها اللب ويهتز لمغناها العطف.
فمن الشعر الفصيح نلحظ الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة تحاكي طفولتها، وكيف تصفّ أناشيدها على حبات الرمل وتل أحلامها، ترسم جنة الخيال الطفولي بظلال ونخيل وشدو عصافير ورحيق كأس يراود مخيالها :
لم يزل مجلسـي على تلّي الرم ليّ يصغي إلى أناشـــيد أمسي
لم أزل طفلة سوى أنني قد زدت جهلاً بكنه عمري ونفسي
ليتني لم أزل كما كنت قلـبا ليس فيه إلا السّنـا والنقـاء
كلّ يــوم أبني حياتي أحلا مـا وأنســـى إذا أتاتي المساء
في ظلال النخيل أبني قلاعا وقصوراً مشــــيدة في الرّمال
أسفا يـا حياة أين رمـالي وقصوري وكيف ضاعت ظلالي
إيه تلّ الرمال ماذا ترى أب قيت لي من مدينة الأحلام
أين أبراجها العلّيات هل تا هت وراء الزمان في اوهام
ذهب المس لم أعد طفلة تر قب عشّ العصفور كلّ صباح
لم أعد أبصر الحياة كـما كا نت رحيقا يذوب في أقداحي
لم أعد في الشتاء أرنو إلى الأم طار من مهدي الجميل الصـغير
لم أعد أعشق الحمامة ان غنّ ت وألهو على ضفاف الغـــدير
كم زهـــور جمّعتـها وعــطور سرقتهـا الحياة لـم تبـق شيّـا
كـم تعاليل صغتهـا بدّدتهـا وتبـقّى تذكـارها فـــي يديـّا
كنت عرشي بالأمس يا تلّي الرم لي والآن لـم تعـــــد غـير تلّ
كان شدو الطيور رجع أناشي دي وكـان النعـــيم يتبع ظّلي
كان هذا الوجود مملكتي الكب رى فيـا ليتهـا تعـــــود إليّا
ليت تل الرمال يسترجع الأس رار والشــــعر والجمال الطريّا
لم أعـــد أستطيع أن أحكم الزه ر وأرعى النجوم في كلّ ليــل
هل أنـا الآن غير شـاعرة تد رك سرّ الكون الجديب المملّ
ومن الشعر الشعبي نرقب كيف يحاكي الشاعر المبدع أحمد فشلان الوائلي عالم الطفولة في قصيدة (حوراء)، ويرسم مفاتن الطفولة (العيون، العمر، الگصيبة چفها...) ويحرك أدواتها (لعبها، المرآة، الحنه، دفاترها ...) لتتجانس في عالم الانثروبولوجيا مع مفردات الطبيعة (المطر، الحمامة، الأم، الدم، الظلمة، الموت ...) تداعبها أصابع الحياة في اشراقتها (تكبر، تصغر، تفل، تحزن تفرح، اشترت بعيونها الگمره صبح للمدرسة الباست دفاترها...) غير أن عناصر الطبيعة استعجلتها الى الرحيل من جنة الحياة الى جنة الخلد " چف اسود شربها بلذة عيونه"، ومخيال أمها يصور زفافها وشمعتها ومرآتها " تلم ادموعها من العين للزفه البعيد .... الماتت من أيام" فالشاعر هنا يوازن بين ملامح الفرح وملامح الحزن، ويجانس بينها في بودقة عمر الورد، لكنه ينكفئ يجتر حزن الفرات بنشيغ دمعة على خد الموت:
(حوراء)
بگد عيونها الحلوه
عمرها مگدّر مشذّر
ست ايام واكثر وازغر وتكبر
بعد تزغر..
عمرها ازغر من الحنة
بعدها تلم لعبها من المطر گطرة
بعد شعره لگصيبتها وتفل شعره
ترد لعيون المرايه
لعب طفله
عله گد چفها اللعب طيره
اشترت بعيونها الگمره صبح للمدرسة الباست دفاترها
بعدها بكل صورها تطوف الولاية بگصيبتها
حمامة بيت رجفتها بطرف سنها
من الباب للدكان..
ماتندل حزنها بيا دمع يلتم..
عله يا فتشة جرح تشهگ
عمرها انباگ بالظلمة
ضاعت والحزن غطه العمر بالدم..
ضاعت دم عرس مغصوب..
فوگ الگاع مو حنة عرس
والخوف ما طش الهلاهل للعرس والدم گصيبتها..
العمر بالباب للشارع
بچفها الما ذبل دمها ورگ ضايع..
بجنح مكسور تصعد للسمه نجمه
وجه الله بحزنها نشاف..
تضم بمراية امها عيونها من الناس
تشبگ خوفها من الناس..
تركض بالعمر طفله وتردها الريح مدري المن..
ست شموع
والسبعة شربها ابليس..
ردت
تقره بالوادم
ما صح لون
ضاعت بالعيون الناس..
بين مراية الگذله وحزنها ودمعة امها تبات
بعدها تخاف
بس امها وجه ينشاف
بين امها اوجها عيون للشبگه..
ترجف مستحه والخوف نار بثوبها البيه للشمس تطلع..
تلم ادموعها من العين للزفه البعيد
الماتت من ايام..
التوها تعلمت تلعب
بعدها ما مشت خطوه مشه بيها العمر للشيب..
حزنها ابيض حزنها اسود
حزنها ابن ادم من ابعيد جاي يبوگها من اول حلم بي للعصر لهفة ..
وره الحيطان گطرة مستحه عله الگاع
دمعة خايفه من الباب للمحراب..
طفله الروح .. لعبتها عله امتون التلمها من الصور كحله
وره البيبان ضاعت ماشة الگذله..
چف اسود شربها بلذة عيونه..
ما ردت زغيره الچانت إحچايتها وي أمها شوكت اكبر
شوكت بعيونچ اتكاسر الباچر للعرس صينيّة املبس
شيلينّي بيديچ ويالفرض لله دمع طفله
شيلينّي فرض مذبوح عالقبله...

الشعر الغنائي للأطفال من التجارب الصعبة المخاض، غير أن بعض الشعراء الشعبيين خاضوا هذا المجال الأدبي بفنية ومخيال عاليين، انما يدل على خصوبة تجاربهم وتنوع خبرتهم، انهم يستشعرون الحاجات النفسية للطفولة، ويتفاعلون في مفردات حياتهم بشفافية الحرف المنغم والكلمة المموسقة
الشاعر صفاء السيد سلمان كتب عددا من القصائد للأطفال، في موسيقى غناء، يلحنها ويخرجها، منها للوطن مشربة بالعقيدة، تنضح معاني تعليمية، تتجسد لديهم إبان الدربة والمران؛ لينشدها مجموعة الأطفال أمام جمهور في مديرية شباب ورياضة النجف، منتدى أسود الرافدين، ومنها أنشودة أسود الرافدين في 2019:
إحنه أسود الرافدين أولاد حيدر والحسين
هذا الوطن بگلوبنه الله يا محبوبنه
أولاد حيدر والحسين

- هذا وطنه جنة الله كاعه ما یوگع بريح الضغينه شراعه
طبع النجوم الزاهرة أطباعه وبيه المراجل تتولد كل ساعه
والما يجي ليه بسلام هذا الوطن حوبة إمام
مــحد يدنس تـــرابه باب الصــــميده بابه
بيه الرجال المؤمنين أولاد حيدر والحسين

- هذا وطنه اشكثر غالي ترابه وكل الرســل والأنبياء إبابه
محروس بالله وفتيته الوثابه میدوس گامه داعش وإرهابه
الله يا أرض الفداء يلتربته هيل ودماء
آیه وطنه آیه كل الشفاء بمايه
كوثر ويروي الطيبين أولاد حيدر والحسين

وله أنشودة عيد الغدير
صوت الحناجر من هتف ياحيدر الكرار
إنت الأبو إنت الشرف يا حيدر الكرار
إنت الولي يابو حسين يلبيك إكتمال الدين
ياحيدر الكرار

-جينه نبايعك مولاي عن حب وعقيده
وكل اليحب يمك جاي يهتف يلصميده
والبايعك لا ما خسر ياحيدر الكرار
وبحبك الشيعي انتصر ياحيدر الكرار
وبنورك انكحل العين يلبيك اكتمال الدين
يا حيدر الكرار

-إيدك بيد سيد الكون شافتها البريه
إنت بـمنزلة هـارون يا حامي الحميه
من العرش تاجك نزل ياحيدر الكرار
وبحبك النــور اكتمل يا حيدر الكرار
بـايعناك فرحـانين يلبيك اكتمال الدين
ياحيدر الكرار

-والي ما يشوف النور خل يلبس مناذر
نعلك لك شمع وبخور وتصيح الحناجر
چفك على الدنيا مطر ياحيدر الكرار
أعمى الما يشوف الكمر ياحيدر الكرار
یا فارس بدر وحنين يلبيك اكتمال الدين
يا حيدر الكرار
وللشاعر حسن تويج أكثر من تجربة في أدب الأطفال من مخاض عالمهم الصغير وغضونه الصعبة المنال البعيدة المخيال، يستنبط شعره الغناء الذي تهتز له الأعطاف، ومنها قصيدة "كتكوتي" التي ينشدها مجموعة أطفال :
كتكوتي يا كتكوتي لونك أحمــر ياقوتي
ياكل حنطة بسكوتي كتكوتي يا كتكوتي
يكبر يكبر يوميــــة يكعد من الفجرية
ويعوعي عالتشريفة ويفتر ما بين بيوتي
كتكوتي يا كتكوتي ياكل حنطة بسكوتي

اعضاء معجبون بهذا

الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ 1 اسبوع
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ 1 اسبوع
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )