مرت على المسلمين حقبة أقل ما يمكن أن يقال عنها بانها حقبة سوداء لأن الاحداث التي حدثت في تلك الحقبة مزقت المسلمين وطعنت الاسلام بمقتل ، وأهم تلك الاحداث هي رزية يوم الخميس التي اجتمع فيها بعض ممن يتصف بانه من الصحابة في سقيفة بني ساعدة وانقلبوا على ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله في قضية خلافته ومن يخلفه من بعده ، وهذه الحادثة لها من الاهمية في تاريخ الاسلام والمسلمين الاثر الجليل باعتبار ان المسلمين في تلك الحادثة انقسموا الى عدة طوائف فطائفة تدعو الى فلان لأنه من عشيرتها وأخرى تدعو الى فلان لأنه أسبق الى الإسلام كما يدعون وهكذا الى أن تم الامر لأحدهم وعزموا أمرهم على ذلك ورسول الله صلى الله عليه وآله بعدُ لم يدفن روحي له الفداء ، لكنهم لم ينتهوا الى هذا الحد بل تجرأوا على بيت النبوة وهجموا عليه وأحدثوا ما أحدثوا في تلك الهجمة الشنيعة وآذوا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله والذي يقول في حقها النبي صلى الله عليه وآله (فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله) وهذا الحديث مروي في كتب العامة بالعشرات وهذا دليل على صحته عندهم فضلا عمن رواه من الخاصة بشكل مستفيض...
وهنا نتساءل هل لهذه الحادثة الأليمة من أثر على الاسلام والمسلمين أم انها حادثة عابرة وحدثت في تلك الحقبة وذهبت مع من عاشها وانتهى ، وهذا التبرير الواهي من البعض بان ذلك قد حدث بين الصحابة قبل اكثر من 1400 سنة فلماذا نحن في هذا الزمن نثيره ونزرع روح البغضاء والكره بين المسلمين فدعوا ذلك واهتموا بأموركم...
هذا ما يروج له البعض في زماننا مع الاسف للتشكيك بأصل الحادثة تارة وأخرى لتسويف ما حصل بعد رسول صلى الله عليه وآله متناسين أن ما وقع يمثل الفارق بين الحق والباطل ، وبين من عبد الله مخلصا له ولرسوله وما جاء به ومن كان إسلامه صوريا ، وقطعا من له يقين بما حدث للزهراء عليها السلام ومعرفة من آذاها فانه سيعيد حساباته العقائدية لأن من آذى فاطمة فقد آذى رسول الله ومن آذى رسول الله فقد آذى الله تعالى وسيلقى حسابه العسير يوم القيامة ، هنا وبهذه الحادثة فقط يمكن بل يجب ترتيب الأثر وإبعاد من آذى الزهراء عليها السلام عن دائرة الخلافة والرئاسة الربانية لانهم لا يستحقون قيادة الامة ، اذاً ما حدث في تاريخ الاسلام والمسلمين بعد رحيل سيد الكائنات يجب دراسته جيداً وترتيب الاثر عليه لا إهماله وركنه وحبسه بين أسطر الكتب التاريخية وكأن شيئا لم يحدث فمن ليس له ماضٍ لا مستقبل له خصوصا اذا كان الماضي يحاكي عقائد المسلمين التي جاء بها نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.







وائل الوائلي
منذ 1 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN