كانت مسألة طباعة الكتب قبل عام 2003 تحتاج لموافقات امنية خاصة ومراجعة الرقيب لادق تفاصيل الكتاب وحسب مزاجيات الرقيب يمر الكتاب او لا يمر واذا تجرأ الكاتب وطبع من دون موافقة امنية يعد خارجا على النظام وساعيا لخراب حزب البعث والثورة العفلقية وبسبب قمع الحريات كان الكاتب العراقي محدد بسقف معين من الافصاح عن مكنونات نفسه فقط كان الباب مفتوحا على مصراعيه الى جوقة البعث من شعراء والكتاب بلباس زيتوني حيث اصبحوا مجرد ادوات للترويج لنظام الحكم وتلميع صورته ومن يكتب يجب ان يبتعد عن اي نقد لنظام الحكم او الوضع الاقتصادي او الاجتماعي حتى لو كان تلميحا والا يكون في انتظاره قرار بالإعدام ومشنقة كما حصل مع الشهيد الكاتب حسن مطلك.
مع حلول نيسان من عام 2003 حصلت زوبعة كبيرة للطباعة بعد عقود من قيود نظام الحكم الذي قيد الحريات لكن بقي الكاتب مقيد يصعب عليه طبع منجزه
الطباعة المدعومة مخصصة لجماعات معينة
اصبحت الطباعة المدعومة مخصصة لاسماء معينة فقط حسب الولاء الحزبي ومدى ارتفاع نسبة التملق او ان يكون له تاريخ اسود في الانتماء لحزب البعث مما جعل المؤسسات الداعمة للطباعة تتبنى اسماء معينة فقط هذه الفئة تهيئ لها المطابع المجانية وتطبع كتبهم الرديئة وتوزع في المنافذ الرسمية مع رداءة نتاجهم المعرفي والثقافي والادبي ومصير هذه المطبوعات ان ترمى في اقرب سلة نفايات لكن هو جزء من الفشل العام الذي يغرق به البلد مما جعل البيئة الادبية والثقافية ملغومة بالتافهين وذيول الجهات الخارجية واعطى صورة سيئة للعالم الخارجي عن ما يطبع في العراق.
اليوم يجب تصحيح هذه القضية عبر تغيير المسؤولين عن هذه الجهات الداعمة للطباعة المجانية ودعوتهم لتصحيح الامر ليكون نتاج هذه المؤسسات فقط الجيد والذي يستحق ان يطبع ويصدر للقراء.
دور الطباعة واستغلال الكاتب
اكثر معاناة الكاتب هو استغلال دور الطباعة لحاجة الكاتب فتفرض عليه شروطها مثلا يجب ان يطبع الف نسخة وان يتحمل كافة مصاريف الطباعة وتكون دار الطباعة غير مسؤولية عن التوزيع او التخزين والا يرمى كتابه في اقرب مكب للنفايات.
بل ان بعض الدور تستغل حاجة الكاتب وتطبع الكتاب وتفرض عليه في العقد انه يبيع حقوق الكتاب لهم ولا يملك اي حق في ايرادات بيع الكتاب ولا في عدد الطبعات التالية للكتاب فقط تعطيه الدار 30 نسخة من الكتاب وهذا كل حقه المتاح بحسب العقد.
بل ان بعض الدور تستغل طيبة الكاتب وتسرق نتاجه وتطبعه باسم من يدفع اكثر من دون ان تخبره او في احوال افضل تعطيه مقابل مادي مخجل لذلك اليوم يكثر الجهال الذي طبعت الكتب باسمهم وهم مجرد جهلة يملكون المال.
نتمنى ان تنتهي هذه الحالة وتصبح دور الطباعة اكثر نبلا ونزاهة وتتوقف عن استغلال حاجة الكتاب وتتعامل مثل باقي العالم باحترام وتقدير مع الكاتب.
غياب مؤسسات التسويق
يعاني الكاتب المسكين والذي يطبع كتابه على حسابه الخاص من مسالة توزيع الكتاب فاغلب دور الطباعة تطبع مقابل المال فقط وتترك مسالة توزيع الكتاب على الكاتب فيصبح هو المسؤول الرئيسي عن وصول كتابه الى القراء وعليه ان يزور المكتبات واهل البسطيات ويعرض عليهم كتابه عسى ان يعرضوه في مكتباتهم وبسطياتهم مقابل فرق في سعر البيع لصالحهم واغلب الكتَاب يفشلون في مسألة الترويج للكتاب لانه يحتاج لتخصص وخبرة ومهارة وفريق عمل مما يجعل مصير الكتاب التكديس في المخازن ثم الحرق.
نحتاج الى مؤسسات تهتم بالتوزيع او منافذ لتسويق الكتب فيتفرغ الكاتب للجهد الابداعي بدل ان يضيع وقته في محاولة تسويق كتابه.







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN