الإنسان بفطرته يحاول جاهدا أن يكون سعيدا في دنياه وبأحسن الأحوال مهما كلف الأمر وهو أمر ممدوح ومشروع وفق الضوابط الشرعية والإنسانية والقانونية ، لكن البعض لا يعرف كيف يصل الى مبتغاه وكيف يصل الى السعادة التي ربما يقضي عمره في السعي نحوها لكنه يبقى مهموما الى آخر عمره ... فبعض منهم يعتقد أن السعادة لا تكون إلا بجمع الأموال والذهب والعقارات ، والبعض الآخر اعتقد أن سعادته لا تكون إلا بإشباع رغباته من المأكل والمشرب والنساء ، وآخرون اعتقدوا أن السعادة هي بالشهرة والجاه والمدح والثناء ، فهؤلاء اعتقدوا أن تلك الميزات التي حصلوا عليها قد أوصلتهم للسعادة وهي الغاية المرجوة لهم وكلٌ له تبريراته لذلك ، ولكن الحقيقة أن هذا الاعتقاد خاطيء ، لأن كلاً منهم قد شغله سعيه عن الله تعالى واليوم الآخر ما كان يعتقد أنها الغاية الحقيقية للسعادة ، فلابد للباحث عن السعادة أن يكون سعيه بلا إفراط أو تفريط ، ويمكن تحصيل السعادة الحقيقية من خلال إتباع من هم أولى بالإتباع (محمد وآله الأطهار) فنرى أنهم صلوات الله عليهم أجمعين لم يتركوا الدنيا بالمطلق فقد أخذوا منها القدر اللازم لزادهم وتركوا من الشهوات ما كانت ضد الشرع والعقل ، وبما أن الدنيا دار ممر وفناء وزوال وجب على العاقل أن يتبع من يوصله الى بر الأمان ، ولا يكون ذلك إلا بالإيمان بهم عليهم السلام واتباعهم لأنهم الدليل الى الله تعالى ومن كان دليله أئمة الهدى فلن يظل أو يشقى وبالتالي يسعد في الدنيا ولآخرة ، قال تعالى : { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} ، وقال تعالى : {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ] ، وروي عن أمير المؤمنين عليه أنه قال : " أفضل السعادة إستقامة الدين ، وقال أسعد الناس من ترك لذة فانية للذة باقية " ، وقال الحطيئة :
ولست أرى السعادة جمع مالٍ .. ولكنّ التقي هو السعيد
وتقوى الله خير الزاد ذخراً .. وعند الله للأتقى مزيد
وما لابد أن يأتي قريب .. ولكن الذي يمضي بعيد







وائل الوائلي
منذ 1 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN