نزل القرآن الكريم على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وفيه تبيان لكل شيء ، وهذا ما نؤمن ونسلم به ، وضرب لنا من خلال آياته الشريفة أروع الأمثلة التي تحاكي حياتنا اليومية ، ومن هذه الآيات الكريمة قوله تعالى : {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} فإن هذه الآية تبين لنا مدى قابلية وقدرة الإنسان على إستيعاب وحمل الصفات سواء أكانت سلبية أم ايجابية ، وما يستطيع فعله وكلا بحسبه ، فكل إنسان يأخذ بقدر عزيمته وإيمانه وما يقدمه لنفسه وللآخرين في هذه الدنيا ، فكما أن الأودية تحمل من الماء النازل من السماء بقدر سعتها وحجمها من الكبر والصغر ، فكذلك الإنسان يحمل بقدر عزمه وهمته ما يستطيع من الصفات والفضائل .
فنرى أن بعض الأشخاص لا يألون جهداً في سبيل مساعدة الآخرين وإعانتهم على أمورهم والسهر على راحتهم بتهيئة كل ما يحتاجه أقرانهم اليه ، وأخلاق هؤلاء وعملهم إن دل على شيء فإنه يدل على مدى سعة قلوبهم وعلو شأنهم وهمتهم ، على العكس من البعض لا ينفقون إلا على أنفسهم ولا يساعدون من يحتاج اليهم فهؤلاء وأمثالهم لن تنالهم عناية الله تعالى والأخذ بأيديهم لأنهم منعوا ما أعطاهم الله من فضله وبخلوا بما عندهم ، وإذا كان الحديث عن الأخلاق الفاضلة والصفات الحسنة وعلو الشأن فلنا في أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم أسوة حسنة فهم المثل الأعلى في مكارم الأخلاق والأفعال الحسنة ، فقد كانوا يؤثرون على أنفسهم من أجل الغير فيطعمون ويكسون في سبيل الله تعالى لا يرجون من ذلك إلا القرب من الباري عز وجل ، فكل ما عندهم ينفقونه للمحتاجين ، فأوديتهم عميقة لا قرار لها ، وأنفسهم عظيمة ومياههم صافية تروي كل ظمآن ، وقدرهم عالي بعلو قمم الجبال الشاهقة ، قال تعالى في حقهم عليهم السلام : {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} .







وائل الوائلي
منذ 1 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN