ناقش التدريسي في كلّية الإمام الكاظم(عليه السلام) الدكتور أحمد عبد السادة زوير، بحثاً بعنوان (واقعة الطفّ من منظور الحرب العادلة – دراسة فلسفية). وقُدّم البحث ضمن فعّاليات اليوم الثالث من المؤتمر العلمي الأوّل، الموسوم بـ (الحسن والحسين "عليهما السلام" إمامان قاما أو قعدا) لأسبوع الإمامة الدولي الأوّل، الذي تقيمه الأمانة العامّة للعتبة العباسية المقدسة وتُشرف عليه جامعةُ العميد وجمعيةُ العميد العلمية والفكرية. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأول تحت شعار (النبوّة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). وتناول الباحث دراسة واقعة الطفّ بوصفهـا حرباً، وقعـت مـن منطلقات متعـدّدة بحسب الأطراف، ويروم بالتحليـل في أبعادها الثيولوجيـا أم الأخلاقيـة القيميـة، أم أن هذه الأبعـاد يـمـكـن إجمالهـا بفكـر الإصلاح التـي نـادى بـها الإمام الحسين(عليه السلام)، بإرجاع المجتمع الإسلاميّ عـن الطـريـق المنحرف بالأبعاد، ولكن الدور الرئيسي حدّده الإمام لكونه يمثّل البعد الغيبي وفق أصل الإمامة. وتضمّنت مقدّمة البحث اقتباساً من كتاب ابن خلدون عن الحرب وأنواعها يقول فيه (اعلم أنّ الحرب وأنواع المقاتلة لم تـزل واقعـة في الخليقـة منـذ برأهـا الله، وأصلهـا إرادة انتقـام بـعـض البشر مـن بعـض ويتعصـّب لـكـّل منهـا أهـل عصبيته... الـخ)، وتعـدّ الحـرب مسألةً أساسية للبحث ومجالاً للتحليـل الفلسفي عبر التاريخ، مـن حيـث أنهـا تسمح لنا بالتشكيك في طبيعة الإنسـان أمـام مفاهيم متخيّلـة تُطـرح بقـوّة أمـام تاريخ الحرب والسلم. وتطرّق البحث إلى منظّري الحرب العادلة الذين يتحدثـون عـن قـانـون، أو الحقّ في اللجوء إلى الحرب عنـد التفكير في مرحلـة اتّخاذ قـرار شـنّ الحرب، وقانـون مـا بـعـد الحـرب عنـد التفكير فيـما هـو مبـاح مـن أفعـال مـا بـعـد الحـرب، مثلمـا ظـهـر أيضـاً اقـتراح جديـد يـدور حـول مـا يسمّى بقانون الخروج مـن الحـرب أو قانون الإنهاء. وبين أن الحرب العادلة من الناحية الفلسفية تقوم على رؤية التأسيس لمـا يـمـكـن أن يبرّر الحـرب وفـق مبـادئ مقبولة أخلاقياً، فهي تنشغل بالبحث في معايير تسمح بالتمييز بين الاستخدامات المبررة وتلك غير المقبولة للقـوّة المسلّحة، المنظّمة بشكلٍ أساسي، فضلاً على أنها تهتـمّ بـما يجعـل مـن اللـجـوء إلى القـوّة المسلّحة أمراً مباحـاً أخلاقياً.
وأشار إلى معايير أساسية عديدة يستند إليهـا أولئك الذين يخوضون حرباً يعتبرونهـا عـادلـة، منها النيّة السليمة أو القصد الحقّ، السبب العـادل أو القضية العادلة، السلطة العادلة أو السلطة الشرعية، التناسبية ثـمّ الضرورة أو الملاذ الأخير.