أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2016
![]()
التاريخ: 5-10-2016
![]()
التاريخ: 5-10-2016
![]()
التاريخ: 5-10-2016
![]() |
تصفية الْقلب عَن الْحِرْص على الدُّنْيَا:
وتعاهد يَا أخي قَلْبك بِأَسْبَاب الْآخِرَة وَعرّضْه لذَلِك وصُنْه من أَسبَاب الدُّنْيَا وَمن ذكرٍ يجر الى الْحِرْص وَالرَّغْبَة.
وَلَا تَأذن لقلبك فِي اسْتِصْحَاب مَا يعسر طلبه وينطفئ نور الْقلب من أجله وَكن فِي تأليف مَا بَينه وَبَين مَحْمُود العواقب حَرِيصًا وَخَوّف نَفسك عُقُوبَة مَا فِي يَدَيْهِ من الدُّنْيَا وَقلّة أدائك لما يجب عَلَيْك فِيهِ من الشُّكْر.
واستكثر مَا فِي يَديك لما تعلم من ضعف شكرك فتشتغل النَّفس بِمَا فِي يَديهَا عَن الْفِكر فِي أَمر الدُّنْيَا والمحبّة للزِّيَادَة مِنْهَا.
فَإِذا أجمَمْتها من ذكر الزِّيَادَة من الدُّنْيَا وحملتها على دَرَجَة الْخَوْف مِمَّا فِي يَديهَا قنعت ورضيت وعفّت عَن طلب الدُّنْيَا بالحرص وَالرَّغْبَة وَرجعت الى الْآخِرَة بالحرص عَلَيْهَا وَالرَّغْبَة فِيهَا فَإِنّ النَّفس مَبْنِيَّة على أساس الطمع.
أخطار الطمع على الْقلب:
ومخرج الْحِرْص وَالرَّغْبَة من الطمع وَبِنَاء الأنفس قَائِم على قَوَاعِد الطمع، أمّا الطمع فِي الدُّنْيَا فيستعمل أَدَاة الطمع فِي طلب الزِّيَادَة من الدُّنْيَا، أمّا الطمع فِي الآخرة فيستعمل أَدَاة الطمع فِي طلب الزِّيَادَة من أَعمال الآخرة بالحرص عَلَيْهَا وَالرَّغْبَة فِيهَا.
قيل لحكيم: فَمَا آلة الطمع، وجماع آفاته؟ قَالَ: الشرة والحرص وهيجان الرَّغْبَة فعلى أيّها أوقعت النَّفس طمعها أحضرت أداتها، وجمعت آلتها، وجدَّت فِي طلبَهَا.
فَإِذا قهرت صَاحبهَا على مُوَافقَة هَواهَا استعبدته فأذهلته وأذلّته وأدهشته وأتعبته وطيّشت عقله ودنّست عرضه وأخلقت مروءته وفتنته عَن دينه وَإِن كَانَ عَالما لبيبا عَاقِلا كيّسا فطينا فصيحا حكيما فَقِيها لوّثته وأسقطته وفضحته فَاحْتمل لَهَا ذَلِك كُلّه وَهُوَ الأريب الْعَالم الأديب فصيّرته بعد الْعلم جَاهِلاً سَفِيهًا أَحمَق خَفِيفًا.
وَذَلِكَ أَنَّهَا سقته من مُوَافقَة هَواهَا كأسا سمّا صرفا فاستمالته فَمَال بِعِلْمِهِ وعقله وفهمه ونفاذ حكمته وبصره فأجراه مجْرى هوى نَفسه فعجّلت لَهُ الفضيحة فِي عَاجل الدُّنْيَا عِنْد حكمائها وعقلائها وأسقطته من عين الله وأعين عباده من أهل البصائر وأخّرت لَهُ آجل الندامة الطَّوِيلَة عِنْد مُفَارقَة الدُّنْيَا وَفِي عرصات الْقِيَامَة.
قهر النَّفس على طلب الْآخِرَة:
فَإِذا قطع عَلَيْهَا العَبْد الطمع من أَسبَاب الدُّنْيَا وَغلب بعقله هَواهَا رجعت بطمعها إِلَى أَسبَاب الْآخِرَة لَا محَالة لِأَنَّهَا بنيت على الطمع.
فَإِذا تجرّدت من أَسبَاب الدُّنْيَا وأقلبت على نَفسهَا بالإياس من المخلوقين رجعت برغبتها وطمعها إلى أسباب الْآخِرَة فجدّت فِي طلبَهَا وَاجْتَهَدت وعزفت عَن الدُّنْيَا وباينت الْهوى وخالفت الْعَدو وتبعت الْعلم وَكَانَت مَطِيَّة لِلْعَقْلِ صابرة على مُرِّ مَا يدلُّ عَلَيْهِ الْحقّ فَنَجَتْ وأنْجَتْ.
|
|
مقاومة الأنسولين.. أعراض خفية ومضاعفات خطيرة
|
|
|
|
|
أمل جديد في علاج ألزهايمر.. اكتشاف إنزيم جديد يساهم في التدهور المعرفي ؟
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقيم ندوة علمية عن روايات كتاب نهج البلاغة
|
|
|