المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6623 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



دلائل معرفة الله تعالى  
  
53   06:24 مساءً   التاريخ: 2025-05-01
المؤلف : الحارث بن أسد المحاسبي
الكتاب أو المصدر : آداب النفوس
الجزء والصفحة : ص 35 ـ 38
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / التفكر والعلم والعمل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2020 2505
التاريخ: 2024-01-16 1576
التاريخ: 2024-12-07 957
التاريخ: 21-7-2016 2309

رُويَ عن بعض الحكماء أنّه قال: أوصيك ونفسي ومن سمع كلامي بتقوى الله الذي خلق العباد وإليه المعاد وبه السداد والرشاد.

فاتّقه يا أخي تقوى من قد عرف قرب الله منه وقدرته عليه وآمن به إيمان من قد أقرّ له بالوحدانيّة والفردانيّة والأزليّة لما ظهر من مشاهدة ملكوته وشواهد سلطانه وكثرة الدلائل عليه والآيات التي تدلّ على ربوبيّته ونفاذ مشيئته وإحكام صنعته وبيان قدرته على جميع خلقه وحسن تدبيره ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين.

وثق به يا أخي ثقة من قد حَسُن ظنّه به وقلّت تهمته له وصدّق بوعده ووثق بضمانه وسكن قلبه عن الاضطراب إلى وعده وعظم وعيده في قلبه.

واشكره يا أخي شكر من قد عرف فضله وكثرت أياديه عنده وبرّه به.

وتعرّف نعمه الظاهرة والباطنة الخاصّة منها والعامّة وأخلص له إخلاص من قد عرف أنّه لا يقبل له عملا إلا بعد تخليصه من الآفات وإخلاصه لله لا شريك له ولا يشرك في عمله أحدًا سواه.

وأعلم يا أخي أنّ إشراك المخلوقين في العمل أن يتزيّن لهم العبد في مواطن الامتحان فيكذب في عمله أو يرائي ليكرم ويعظم لجميل قوله ومحاسن ما يظهر من عمله وهو يعرف ذلك من نفسه أو يجهله منها.

ولا يسلم يا أخي من شره إلا من هرب من مواطنه وعمل وهو لا يحبّ أن يطّلع له مخلوق على عمل وإن اطّلع له مخلوق على عمل وهو لا يحبّ اطّلاعه فمن صدقه ألا يحبّ أن يحمده ذلك المخلوق على ما اطّلع عليه من عمله وإن حمده أحد وهو لا يحبّ حمده فلا يسرّ بحمده له على عمله فإن سرّه فلا يسرّن لمعنى الدنيا بسبب من الأسباب.

ثم اصدق يا أخي في قولك وفعلك صدق من قد عرف أنّ الله مطّلع على دخيلة أمره وسرّه وعلانيته وما طوى عليه ضميره.

وتوكّل عليه يا أخي توكّل من قد وثق بوعده واطمأنّ إلى ضمانه ثقة منه بوفائه ورضًا منه بقضائه واستسلامًا منه لأمره وإيمانًا بقدره ويقينًا صادقًا منه بجنّته وناره.

وخفه يا أخي خوف من قد عرف سطوته وشدةّ نقمته وأليم عذابه ومُثلته وآثاره ووقائعه لمن خالف أمره وعصاه.

وتعرّف يا أخي أنّه لا تمسُّك لأحد خذله ولا صنيعة على أحد وفّقه وسدّده وحاطه وحفظه وأنّه لا صبر لأحد على عقوبته ونكاله وتغيّر نعمه.

وارجُه يا أخي رجاء من قد صدق بوعده وعاين ثوابه.

واشكره يا أخي شكر من قد قبل منه محاسنه وأصلح عمله وحباه من مزيد أياديه وأناله من مزيد كراماته ما لم يستأهله بعمله.

واستحْيه يا أخي حياء من قد تعرّف كثرة تفضّله وجزيل مواهبه وعرف من نفسه التقصير في شكره وقلّة الوفاء منه بعهده والعجز عن القيام بأداء ما لزمه من حقّه ثم لا يتعرّف من خالقه إلا جميل ستره وعظيم العافية وتتابع النعم ودوام الإحسان إليه وعظيم الحلم والصفح عنه.

ثم اعلم يا أخي أنّ الله جلّ ذكره قد افترض فرائض ظاهرة وباطنة وشرع لك شرائع دلّك عليها وأمرك بها ووعدك على حسن أدائها جزيل الثواب وأوعدك على تضييعها أليم العقاب رحمة لك وحذّرك نفسه شفقة منه عليك.

فقم يا أخي بفرائضه والزم شرائعه ووافق سنّة نبيّه (صلى الله عليه [وآله] وسلم) واتّبع آثار أصحاب نبيّه والزم سيرتهم وتأدّب بآدابهم واسلك طريقهم واهتدِ بهداهم وتوسّل إلى الله بحبّهم وحبّ من أحبّهم فهم الذين أنابوا اليه وقصدوا قصده واختارهم لصحبة نبيّه فجعلهم له أحبابًا وأخدانًا.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.