المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6623 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



سياسة النفس  
  
48   06:25 مساءً   التاريخ: 2025-05-01
المؤلف : الحارث بن أسد المحاسبي
الكتاب أو المصدر : آداب النفوس
الجزء والصفحة : ص 40 ـ 42
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-19 1119
التاريخ: 10-6-2022 2036
التاريخ: 2024-11-19 931
التاريخ: 31-1-2022 2513

فَإِذا أَنْت عرفت الْحق فأقررتَ بِهِ ودلّك الْحق على أَنّ لله عَلَيْك مَعَ الْفَرَائِض الظَّاهِرَة فرضًا بَاطِنًا هُوَ تَصْحِيح السرائر واستقامة الْإِرَادَة وَصدق النِّيَّة ومفاتشة الهمّة ونقاء الضَّمِير من كلّ مَا يكره الله وَعقد النَّدَم على جَمِيع مَا مضى من التوائب بِالْقَلْبِ والجوارح على مَا نهى الله عَنهُ.

وَهَذَا أَمر جعله الله مهيمنًا على أَعمال الْجَوَارِح فَمَا كَانَ من أَعمال العَبْد من عمل ظَاهر قوبل بِهِ من الْبَاطِن فَمَا صَحَّ وَوَافَقَ بَاطِنه صلح وَقبل ظَاهره وَمَا خَالف وَفَسَد بَاطِنه رُدَّتْ عَلَيْهِ أَعمال ظَاهِرَة وَإِن كثرت وخسر ظَاهرهَا لفساد بَاطِنهَا.

ويحقّق ذَلِك كُله قَول الله تَعَالَى: {وذروا ظَاهر الْإِثْم وباطنه إِن الَّذين يَكْسِبُونَ الْإِثْم سيجزون بِمَا كَانُوا يقترفون}.

وَقَول النَّبِي ـ صلى الله عليه [وآله] وسلّم ـ : ((إِنَّمَا الْعَمَل بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لامرئٍ مَا نوى)).

وَقَوله: ((فِي ابْن آدم مُضْغَة إِذا صلحت صلح سَائِرُ جسدِهِ وَإِذا فَسدتْ فسد سَائِرُ جسده ـ يُرِيد عمله ـ ألا وَهِي الْقلب)).

وَقَوله: ((إِنّ الْملك ليكثر أَعمال العَبْد بعد وَفَاته عِنْد الله تَعَالَى، فَيَقُول: عَبدك لم أزل مَعَهُ حَتَّى توفّيته ثمَّ يذكر محَاسِن عمله فيكثّرها ويطيّبها ويُحسِن الثَّنَاء عَلَيْهِ، فَيَقُول الله تَعَالَى: أَنْت كنت حفيظا على عمل عَبدِي وَأَنا كنت رقيبا على قلبه وَإِنّ عمله الَّذِي كثّرته وطيّبته لم يكن لي خَالِصا وَلست أقبل من عَبدِي إِلَّا مَا كَانَ لي خَالِصا)).

فاعرف يَا أخي نَفسك وتفقّد أحوالها وابحث عَن عقد ضميرها بعناية مِنْك وشفقة مِنْك عَلَيْهَا مَخَافَة تلفهَا فَلَيْسَ لَك نفس غَيرهَا فَإِن هَلَكت فَهِيَ الطامة الْكُبْرَى والداهية الْعُظْمَى.

فَأَحِدَّ النّظرَ إِلَيْهَا يَا أخي بِعَين نَافِذَة الْبَصَر، حَدِيدَة النّظر، حَتَّى تعرف آفَات عَملهَا، وَفَسَاد ضميرها، وتعرَّف مَا يَتَحَرَّك بِهِ لسانها، ثمَّ خُذ بعنان هَواهَا، فاكبحها بحكمة الْخَوْف، وَصدق الْخلاف عَلَيْهَا، وَرُدَّهَا بجميلِ الرِّفْق الى مُرَاجعَة الْإِخْلَاص فِي عَملهَا، وَتَصْحِيح الْإِرَادَة فِي ضميرها، وَصدق الْمنطق فِي لَفظهَا، واستقامة النِّيَّة فِي قَلبهَا، وغضّ الْبَصَر عَمَّا كره مَوْلَاهَا، مَعَ ترك فضول النّظر إلى مَا قد أُبِيح النّظر إِلَيْهِ، مِمَّا يجلب على الْقلب اعْتِقَاد حبّ الدُّنْيَا.

وخذها بالصمم عَن اسْتِمَاع شيء مِمَّا كره مَوْلَاهَا من الْهوى والخنا، وَفِي تنَاولِهَا وَقَبضِهَا وبسطِهَا، وَفِي فرحها وحزنها.

وخذها بتصحيح مَا يصل الى بَطنِهَا من غذائها، وَمَا تستر بِهِ عورتها، وخذها بِجَمِيعِ همّها كلّهَا، وامنع فرجهَا عَن جَمِيع مَا كره مَوْلَاهَا.

وَليكن مَعَ ذَلِكَ مِنْكَ تيقّظ وَإِزَالَة للغفلات عَن قَلْبِكَ عِنْدَ كلّ حَرَكَة تكون مِنْكَ وَسُكُون وعند الصمت والمنطق والمدخل والمخرج والمنشط والحب والبغض والضحك والبكاء.

فتعاهدها يا أخي فِي ذَلِكَ كُله؛ فَإِنّ لَهَا فِي كُلِّ نوع ذَكرْنَاهُ من ذَلِك كُلِّهِ سَبَب لهواها وَسبب لطاعتها وَسبب لمعصيتها.

فَإِن غفلت ووافقت هَواهَا، وغفلت عَن مفاتشة هممها، كَانَ جَمِيع مَا ذكرت لَك من ذَلِك كُلِّهِ معاصي مِنْهَا. وَإِن أنت سَقَطت بالغفلة ثمَّ رجعت بالتيقّظ إِلى خلاف هواهَا، فَكَانَ مَعَك النَّدَم على غفلتك وسقطتك، رَجَعَ ذَلِك كُلّه إحسانًا وطاعاتٍ لَك.

فتفقّدها يَا أخي بالعناية المتحرّكة مِنْك لَهَا مَخَافَة تلفهَا فَإنَّك تقطع عَن إِبْلِيس طَرِيق الْمعاصِي وتفتح على نَفسك بَاب الْخيرَات وَمَا التَّوْفِيق إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم.

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.