اكد رئيس المجمع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العبّاسية المقدّسة الاستاذ الدكتور مشتاق العلي على أهمّية التعامل مع كتاب الله تعالى بوصفه بوصلة للحياة العلمية والعملية وأن لا يكون التعامل معه سطحياً .
جاء ذلك في كلمة الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة التي القاها بالنيابة صباح اليوم الجمعة الاستاذ الدكتور مشتاق العلي خلال حفل تكريم طلبة الحفظ السريع للكتاب العزيز في معهد القرآن الكريم فرع الهندية بكربلاء التابع للمجمع العلمي وهذا نصها : عن أمير الفصاحة والبيان أعني أمير المؤمنين (عليه السلام) إنّه قال: (تعلّموا القرآن فإنّه أحسن الحديث، وتفقهوا فيه فإنّه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره فإنّه شفاء الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنّه أنفع القصص). أول ما يلفت النظر إليه في هذه الحكمة البالغة كلمة (تعلموا) التي جاءت في صدرها، فالتعلّم في عرف أهل الاختصاص غير التعليم، فالأخير- أعنى التعليم- يحيل على التوجه لكسب المعارف ولو نظريا، اما (التعلم) فيراد به التوجه لكسب المعارف عملياً حتى تكون مهارة يفيد منها المتعلم في سلوكه العلمي أو المهني أو الأخلاقي، فيدلنا أمير المؤمنين (عليه السلام) على أنّ التعامل مع القران الكريم لا ينبغي أن يكون تعاملاً سطحياً بمعنى تحسين أدائه لفظاً ونغماً أو حفظ كلماته، بل تكون معارفه بوصلةً لإرشاد سلوكياتنا العلمية والمهنية والأخلاقية، فإن كنّا كذلك دخلنا في حيز(أهل القرآن) الذين لهم من الفضل الجزاء الأوفى. وسلسل الإمام (عليه السلام) فوائد ذلك التعلم إذ فيه: - ربيع القلوب - شفاء الصدور - أنفع القصص أي أنه ينير منهجنا في الحياة عملياً وروحياً وثقافياً. لذا – أبنائي الطلبة- ممن عملتم على السعي لتعلّم القرآن الكريم، فهذه أولى الخطوات وعليكم بمواصلة الدرب، حتى تتمثّلوا القرآن الكريم في أقوالكم وأفعالكم، لتكونوا من (أهل القرآن) حقا. أما أولياء الأمور الأكارم الذين نتشرف بحضورهم اليوم فنتقدم لهم بوافر الشكر والامتنان على سعيهم لزج أبنائهم في الدورات والأنشطة القرآنية تحصيناً لهم من براثن الاستهداف الخارجي لأفكارهم وطاعة لأوامر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين جعل تعليم الآباء لأبنائهم القرآن ثالث واجب من واجبات الأبناء على الآباء، ومن يفعل ذلك فله البشارة على لسان الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قال مبشراً: (ما من رجل علم ولده القرآن إلا توّج الله أبويه يوم القيامة بتاج الملك، وكُسيا حلتين لم يرَ الناس مثلهما). فهنيئا لكم أيها الاكارم وإن شاء الله تداومون على حث أبنائكم على تعلم القرآن الكريم كي تنالوا شرف هذه البشارة. ومائدة القرآن الكريم غنية لا تنتهي لذّتها، إذ لمعلم القرآن الكريم حصّة طيبة مباركة لخّصها النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: (ألا من تعلم القرآن وعلمه وعمل بما فيه فأنا له سائق الى الجنة ودليل إلى الجنة) فهنيئا لكم أيها المعلمون الاكارم. وبعد هذه البشارات الثلاث لطلبتنا وأوليائهم وأساتذتهم لا يسعنا إلا أن ننقل لكم تحايا ودعاء وتبريكات سماحة المتولى الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد أحمد الصافي (دام عزه)، والأمانة العامّة الموقرة على هذا المنجز الطيب المتمثل بتحفيظ (6) أجزاء في مدّة تقل عن (3) أشهر، وهو منجز يضاف إلى منجزات فرع الهندية لمعهد القرآن الكريم بكربلاء المقدّسة التابع للمجمع لعلمي للقرآن الكريم. وفي الختام نشكر جميع الحضور من تشكيلات المجمع وأقسام العتبة ولاسيما قسم الإعلام الموقر الذي يعمل على نقل أنشطة العتبة وفعالياتها بأبهى صورة.