تسعى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ضمن مشروعها القرآني إلى نشر الثقافة القرآنيّة وتعزيزها بين الأوساط النسوية بأفضل الطرائق وأيسرها إذ شرَعَ مركز القرآن الكريم التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية، بإطلاق حزمة من الدورات القرآنية النسوية لفئاتٍ عمرية ودراسية مختلفة، وبمحاور متنوعة جمعت بين التلاوة وأحكامها والحفظ والنغم والمقام القرآني وطرائقه، تهدف إلى تطوير قدراتهن من خلال اتباع أساليب جديدة، وطرائق فنية ونموذجية معدّة بأسلوب علمي حديث، وكان من بين تلك النشاطات دورة الحفظ المستدامة "للنساء".
وعن طبيعة الدورة وأهميتها تحدثت لموقع العتبة الإلكتروني المشرفة على الدورة الحافظة بتول جبار قائلةً: حرصت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة على إقامة هذه الدورة المباركة وذلك لإدامة حلقة التحفيظ والتواصل مع الحافظات والبالغ عددهن (125) حافظة حيث تم تقسيمهن حسب المراحل العمرية (الابتدائية والمتوسطة، والإعدادية، والجامعيات).
كما بينت طرق التحفيظ قائلة: هناك طرق وأساليب لدى معلمة دورة حفظ القرآن ينبغي اتباعها مع طالباتها على أن يستجد لدى الحافظة والمعلمة قول رسولنا الأكرم محمد "صلّى الله عليه وآله وسلّم": (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، بعدها بيان الهدف من حفظ كتاب الله العزيز ومكانة الحافظ عند الله في الدارين، وهنا دورنا أن لا نكون ملقنين فقط بل ينبغي أن نعلمهن كيف يحبون كلام الله عز وجل وأن يستشعرون بكلّ حرف موجود بالقران المجيد، وكيف يتم تكوين حلقات نسوية يجمعهم حبّ القرآن الكريم والعترة الطاهرة "عليهم السلام"، وأن يكون لكل واحدة منهن قرآن خاص يلازمها خلال مسيرة الحفظ وعند مراجعتها لمقررات المنهاج، ومن يتعذر عليها الحضور للدرس فهناك إعادة للمحاضرة والدروس إلكترونياً حيث يمكن للطالبة الاستماع لها عبر تطبيق الواتساب، بعد ذلك نبدأ بتحديد مستويات الطالبات الحافظات من خلال التسميع مع إتقان حفظ أرقام الأجزاء والسور والآيات، وتحديد مدى استجابة كلّ واحدة للحفظ السريع ويتم تقييمهن من قبل لجان متخصصة لتكون درجة جودة الحفظ (60%)، والأحكام (20%)، والوقف والابتداء (10)، والنغم والصوت(10)، يرافق تلك الجهود متابعة مستمرة من قبل خادم الإمامين الكاظمين الجوادين، الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور حيدر حسن الشمّري لمستويات طلبة الدورات من البنين والبنات ودعمهم ورعايتهم من خلال المحافل القرآنية وتكريم الحفظة، والحمد لله رب العالمين حصدنا ثمار جهود هذه الدورة بتخرج طالبات حفظن القرآن بكامل أجزائه، ومنهن من حفظن من جزء واحد وصولاً إلى عشرين جزءاً، وتعدّ هذه الدورة المستدامة بمثابة حجر أساس لإعداد عناصر نسوية متميزة في تحفيظ القرآن الكريم.